Share Button

 

حوار/ محمد البنا  — محمد فلفل

الوضع الذي تعيشة مصر الآن يعد محيراً بكل المقاييس، ويخلق حالة من التساؤلات بين جميع أطراف المجتمع، بعض هذه التساؤلات تنطلق من مبدأ الحرص علي المشاركة وخلق دور إيجابي في مرحلة التغيير والتطور التى يعيشها الوطن الآن. بينما تأتي تساؤلات أخرى مفادها التشكيك والتقليل مما يحدث، وليس هذا فحسب، بل تستهدف الإسقاط السلبي الهادف إلي تقويض الثقة في مؤسسات الدولة. بينما تبرز تساؤلات أخري مبعثها اليأس وعدم القدرة علي تحديد ملامح الطريق نتيجة لعدم الفهم الكافي لما يقع من أحداث، وفي حقيقه الأمر المتابع لما يدور في مصر الآن، والمحلل للإجراءات والقرارات الراهنة من حقه أن يشعر بالدهشة، حيث انفردت جريدة (أهرام مصر ) بأول لقاء صحفي مع الدكتور محمود توفيق محمد أستاذ القانون الدولي العام المساعد بكلية الشريعة والقانون بدمنهور جامعة الازهر، الذي ولد بقرية الملاحة بمركز سيدي سالم محافظة كفر الشيخ والتحق بالأزهر في المرحلة الإعدادية ثم تخرج من كلية الشريعة والقانون بطنطا.
وذلك من أجل وضع النقاط علي الحروف للعديد من الاستفسارات ولفهم وتحليل الخلفيات والسياسات الدولية والإجراءات التي تتخذها السلطة التنفذية، ولأن هذه القرارات والسياسات تنعكس في المقام الأول علي الدولة المصرية كان لابد أن نوضح طبيعة السياسات الخارجية التي تسير عليها الدولة خلال هذه المرحلة، وكانت أهم التساؤلات
1. كيف تري المشهد الحالي في مصر؟

ج. إن مصر تشهد تغيرات جذرية لم تمر بها منذ بداية الخمسينيات في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث شهدت مصر في عهد نهضة صناعية وعمرانية، ولكن مايحدث في مصر الآن تخطي ذلك بكثير فالقيادة السياسية تبذل قصارى جهدها من أجل بناء الإنسان المصري قبل البنيان، والدلائل علي ذلك النهضة في (الطرق، والصحة، والتعليم) ومختلف المجالات علي مستوي القطاعات داخل مصر، وهذا يدل علي حرص القيادة السياسية علي الإرتقاء بالإنسان المصري بإعتباره الوقود المحرك لأي نهضة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو غيرها وأبرهن على ذلك بحملة 100مليون صحة، ونظام التعليم الجديد. أما بالنسبة لدولة فإنة يعاد هيكلتها كاملة حيث يتم إنشاء شبكة طرق وفقًا لأعلي المواصفات والمعايير العالمية ونلتمس في ذلك كبري روض الفرج، وقد أصبح هناك وفره في الطاقة وهو الأمر الذي يشبة المعجزة وهذان الأمران اللذان يجذبان الإستثمار الأجنبي بشكل مباشر.

2. كيف تقرأ زيارة السيسي الاخيرة الي واشنطن؟

ج. لا شك أن زيارة الرئيس السيسي تعكس قيمة مصر وعظم دورها الإقليمي لأنها ستظل دائمًا جزءًا مهما من أجل حل قضايا المنطقة، وإذا رجعنا إلي ميعاد الزيارة لوجدناه أكد وجهة النظر تلك بإعتبارها جاءت بعد إعلان ترامب سيادة إسرائيل علي الجولان السورية، وفي أثناء الزيارة أبدت مصر اعتراضها على قرارات نرامب بشأن الجولان؛ وحذرت أمريكا من الآثار الخطيرة التي من الممكن أن تترتب علي ذلك، فحرص القيادة الأمريكية علي الإستماع عن قرب للرئيس المصري إنما يعكس ثقل القيادة المصرية وتعاظم دور مصر في القضايا الدولية والإقليمية التي حدثت مؤخرٱ.

3. إلى أين تتجه السياسة الخارجية المصرية خاصة في تدخلها في ليبيا وسوريا خصوصا في قضية الجولان واليمن؟

ج. في بادئ الأمر أود أن أوضح أن مصر لاتتدخل في شؤون أي دولة، ومن أهم مبادي الدبلوماسية المصرية عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة سواء كانت عربية أو أجنبية. وأن كل مايحدث في سوريا وليبيا واليمن مصر لاتتدخل فية بشكل مباشر إلا بما يساعد علي تحقيق رغبة الشعوب في تلك الدول. وبما يضمن الحفاظ علي وحده إقليمها، فسوريا معرضة للتفكك وليبيا أيضاً وفي هذا الأمر تهديد خطير للأمن القومي المصري؛ لذا فإن السياسة الخارجية المصرية تعمل علي زيادة التعاون والتنسيق فيما بينها وبين السلطات الشرعية في هذه الدول ولاتمتنع يوما ما عن تقديم يد المساعدة للرفقاء في هذه الدول بمايضمن تحقيق الامن والاستقرار لشعوبها.

4. ما رأيك في تزعم مصر القارة الأفريقية هل ذلك اضافة لمصر؟أم أنها مجرد صورة وهمية؟

ج. لقد أدارت مصر ظهرها كثيرًا للقارة الأفريقية وأهملتها ولكن آن الأوان لتعود مصر لأحضان قارتها الأفريقية وأن تأخذ بيد الأشقاء الأفارقة إلى مزيد من التعاون والتنسيق على المستويات الأمنية والإقتصادية والسياسية والعسكرية خصوصًا في ظل تولي مصر حاليًا رئاسة الإتحاد الأفريقي وهناك العديد من المبادرات التي أطلقتها مصر وكلها مرتبطة بالقارة الأفريقية وتخاطب الشباب الأفريقي والتي يتم تنفيذها تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي فأفريقيا هي المستقبل بمواردها الطبيعية التي لا تنضب ولا ينبغي علينا أن نتركها فريسة لأطماع الدول الكبري، فالدور المصري في أفريقيا ليس عرضاً إعلامياً ظهر فجأه وسيزول ولكنها إرادة دولة تعني تماما قيمة إمتدادها الأفريقي وتتطلع إلى إعادة رسم مستقبل القارة بما يضمن تحقيق آمال ورفاهية شعوبها.

5. مارأيك في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح قمة الحزام والطريق بالصين، وقوله أن مصر تشهد طفرات مؤثره في الإقتصاد المصري وأنها مؤهلة كمركز إقليمي للطاقة؟

ج. إن الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يكل ولا يمل من إستغلال اللقاءات من هذا النوع من أجل أن يطرح فيها وجهة نظر مصر في القضايا الإقليمية والعالمية وآخر التطورات التي حدثت في مصر علي المستوي الاقتصادي فمصر حباها الله عز وجل بموقع متميز جغرافيا تقع تقريبًا في منتصف العالم وتمر من خلالها قناة السويس وتاريخيا كانت علامة مضيئة وبخاصة في افتتاح الحزام والطريق بالصين، فمصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك وحدات لإسالة الغاز الطبيعي وتتعاون مع دول الشرق الأوسط من أجل انشاء خطوط أنابيب وتحقيق الاستفادة القصوى من الثروات التي تحتويها هذه المنطقة بما يحقق مصالح مصر دون أي تعدي علي مصالح وحقوق الآخرين، فمثل هذه التجمعات الإقتصادية تكون فرصة هامة لإظهار إمكانيات مصر الإقتصادية وتقديمها للعالم من خلال أعلي قيادة فيها المتمثلة في رئيس الجمهورية.

6. كيف نسدد الدين المصري الخارجي؟

ج. لاشك أن الدين الخارجي يمثل عبئا علي الدولة المصرية ولكن مصر تمتلك الكثير من الموارد وتمتلك أيضا إدارة هذه الموارد بالشكل الأمثل ومواصلة العمل ليلاً نهاراً بنفس الوتيرة التي تحدث حالياً، ولا ينبغي أن نقلق من حجم الدين الخارجي فمواردنا متنوعة وإدارتنا حاليًا رشيدة وإكتشافنا لثرواتنا الطبيعية؛ فالغاز الطبيعي يزداد يومًا بعد يوم وهذه مؤشرات تؤدي إلي الإطمئنان علي قدرة مصر علي سداد ديونها الخارجية.

7: بماذا تفسر الوضع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؟

ج. منذ السبعينيات ونحن نسمع بأن هناك عداء أمريكي إيراني ومع ذلك لم نراهم يوما يشتبكون مع بعضهم البعض فأمريكا لا تتحرك إلا للحفاظ علي مصالحها في المنطقة، حيث أن الإدارة الأمريكية تفتعل العديد من الأزمات في منطقة الخليج العربي من أجل إدامة تواجدها وسيطرتها علي رؤوس الأموال الخارجية والبترول العربي وترويعهم كل فترة بالعدو الإيراني وهذا الأمر لاينفي ثقتنا الكاملة أن إيران لها أطماع كبيرة في منطقة الخليج العربي بل شبه الجزيرة العربية كلها وإستطاعت تحقيق بعضها من خلال توغلها في اليمن ولبنان والعراق.

8. بماذا تفسر لنا الوضع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين؟

ج. الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين هو صراع الأقوياء فأمريكا أعظم دولة في العالم إقتصاديا وعسكريا ويهمها أن تحافظ علي مصالحها وتفوقها. والصين دولة تنطلق كالصاروخ وإحتلت حاليًا المركز الثاني إقتصاديا وقد أجريت مجموعة من الدراسات داخل أمريكا لتحليل المعجزة الصينية وإنتهت في معظمها إلي أن الصين إذا استمرت علي هذه الوتيرة فإنها ستشكل مستقبلاً أكبر تهديد للولايات المتحدة الأمريكية، ومايحدث حاليًا في بحر الصين الجنوبي خير دليل علي ذلك، وكذلك الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة علي الصين. أما بالنسبة لروسيا فالأمر لا يحتاج إلي تعليق كونها العدو التقليدي لأمريكا وصراعهما معا سيستمر إذا بقيت الدولتين.

9. بعد القبض علي الإرهابي الخطير هشام عشماوي من قبل الحكومة الليبية وتسليمه لمصر هل ذلك يعد تطورا للعلاقات بين مصر وليبيا وقدرة مصر علي مكافحة الإرهاب؟

ج. القبض علي الإرهابي هشام علامة بارزة في حرب مصر علي الإرهابين لأنه لايعد إرهابيا عاديا بل هو ضابط صاعقة مصري علي أعلى مستوي تدريبي وهو العقل المدبر للعديد من العمليات الإرهابية التي تمت داخل مصر وليبيا ولاشك أن نجاح القوات الليبية في الوصول إلية والقبض علية حيا هي عملية ناجحة بكل المقاييس أما تسليمه للسلطات المصرية من أجل معاقبتة علي الجرائم التي ارتكبها هو أمر تم وفقا لاتفاقيات دولية بين مصر وليبيا خاصة بتسليم المجرمين وأن العملية برمتها تمت في هذا الاطار إلا أنها عكست مستوي متقدم من التعاون والتنسيق الأمني بين السلطات المصرية و شقيقتها الليبية حيث ان هذه العملية تعد نموذجاً ناجحًا لمثل هذا الشكل من التعاون الأمني مابين الدول وبعضها البعض، ولا شك أن هذا الأمر يعد تطورا مهما في قدرة مصر بل وليبيا علي مكافحة الإرهاب كونة يرسل العديد من الإشارات لأفراد الجماعات الإرهابية ويدلل لهم علي أن مصر لن تترك حق شهدائها يضيع هباء بل ستبذل قصارى جهدها من أجل الوصول إلي الجناه ومحاكمتهم.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏بدلة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏بما في ذلك ‏الصحفى محمد فلفل‏‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *