Share Button
دور العقل في اختيار الهوية:
الهوية الجامعة” الوطن..الطائفة..المذهب” ليس للعقل فيها أي دور في الاختيار.
فالإنتماء للوطن والطائفة والمذهب يحكمه عامل لا دخل للمرء فيه وهو الولادة ، حتى في أكثر المجتمعات انفتاحا ومهما وصفتها نجد أن الغالبية العظمى متأثرة في ثقافتها النمطية الاجتماعية ومن المجتمع الذي يعيش فيه تفاصيل حياته.
والدور الإيجابي للعقل في الهوية هو تفعيل أخلاقية قبول الآخر مهما كانت هويته ” اي الهوية المذهبية أو الطائفية ، وما بعدها من ضمن الضرورة الحتمية ، لذلك واحتراما للهوية الكبرى الإنسانية والهوية العامة” الوطن” وأن يقوم العقل والتفكير بما هو واجب عليه، وأن يحمل معه فكرة إلغاء المسافات التي تفصل الهويات عن بعضها وربطها بخيط معين بالهوية الأم ، وهذا الربط يتناقص مع التضامن الداخلي لمجموعته على أن لا يشكل هذا التضامن الداخلي تنافرا بين الجماعات الأخرى ولا يقتصر عمله على ذلك بما يتعداه إلى أن يحمل الشعور بالهوية الفرعية مما يجعل العلاقات مع الهويات الأخرى حميميا وبالتالي هو عامل تكميلي لإنسانية الإنسان ، وهذا لا يحتاج إلى الجهد العقلي وإنما هو مغروس في فطرة الإنسان” الهوية الجامعة الكبرى” كحب الإنسان لجيرانه وأهل بلدته ، وهذا يشير إلى هوية المكان الصغير باختلاف الهويات الفرعية أو لأخيه المختلف عنه في الهوية السياسية او الهوية المهنية وغيرها.
كما يجب أن يحول العقل ذلك النوع من الشعور بالإنتماء إلى جماعة”هوية مشتركة” أحد اهم مظاهر العزة والتصامن والأخوة وبهذا نذلل الكثير من الصعوبات والعقبات في تقبل الآخر المنتمي إلى أي هوية، نحن سوريون،نحن مصريون، نحن جزائريون الخ
الوطن يجمعنا وتجمعنا هويتنا الوطنية ، لا دين ولا طائفة تفرقنا نحن أخوة ، ولن يكون للهوية التي اتخذها الفرد بفعل الولادة البشرية أي أثر في تكوين أفكاره والتزاماته، ويجب أن تنصهر كل الهويات تحت الهوية الأم” الوطن” .
د. غسان صالح عبدالله
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *