راكبه القطار
كتبه صالح عباس
تلقيت دعوة وبالحاح من زميل دراسةلزيارته بالقاهره ووافقت علي تلبيه تلك الدعوة لاستمتع بدجيج القاهرة ولاقضي بتلك المدينه التي لا تغرف النوم بضع ايام فنحن ننظر الي القاهرة علي انها رمز الجمال والحيويه والحريه والتحرر من بعض القيود التي تفرضها اعرافنا وتقاليدنا وليس هذا حب في للانحلال او الفكاك من بعض سلوكياتنا وحزمت حقيبتي وذهبت الي محطه القطار بالمدينه الصعيديه التي تتبعها قريتي وتوجهت مباشره الي شباك التذاكر ولكن بكل اسف القطار كامل العدد ولا تذكره واحده باقيه فاذعنت وقررت في نفسي ان اركب قطار الدرجه الثالثه او قطار العذاب كما اطلق عليه ووصل القطار الي المحطه التي اقف عليها واذا به ممتلئ باكثر من ضعف سعته وراء الباب اناس وفي الطرقه اناس ومكان الحقائب اناس والكراسي كلها مشغوله ولا مجال لان يسير حتي صرصار الغيط وحتي ان كان متخفيا وتحرك القطار واهتزت الاجساد وتصادمت وهذا تزامننا مع الباعه الجائلون والذين يمارسون كل انواع البلطجه علي الركاب واحدهم يدفع رجل كبير السن ليقع ذلك الرجل بجانب قدمي فاقوم بمساعدته علي الوقوف وانظف له ملابسه بيدي واخرج من جيبي منديل لانظف وامسح له وجهه فيشكرني ويستند علي جافه احد القاعد لينهره شاب بقوله الجو حار فابعد عني فهمس احد الشباب في اذني وقال لي انا وامي سننزل من القطار في المحطه التاليه فخذ هذا الرجل الكبير بجانيك لتجلس مكاننا ففرحت لانه من سوهاج الي القاهرة واقفا سيكون مجهود غير عادي وقلت ان الله جزاني لمساعدتي لهذا الرجل الكبير وفعلا جلست وان هذا الرجل الكبير مكان الشاب ووالدته فنظرتالي جواري فوجدت الكرسي يشاركني فيه شاب وفتاه نظرت اليها نظره سريعه فوجدتها جميله حيث انها بيضاء البشره سوداء الشعر يناسب منها كسلاسل الذهب واسعت العنيين رشيقه القوام ترتدي ملابس بسيطه ولكنها جميله متناسق ومتناغمه الالون تمنيت ان اكلمها واتعرف عليها وظللت منتظرا تلك الفرصه الي ان وجدتها تعاني من احتكاك الماره لانها علي حافه المقعد وحرصها علي الا تلمس الشاب الجالس بجانبها جعلها تذهب الي الحافه اكثر فقلت لها ياسيدتي تعالي واجلسي مكاني وسلجلس لنا مكانك فوافقت وقام الشاب بالجلوس مكانها لان محطته قاربت علي المجيئ وبمجرد ان تكلمت لتشكرتي كانت لهجتها صعديه وعرفت انها ذاهبه لزياره اخيها بالقاهره وهربا من عريس لقدم لخطبتها ولم تستطيع الرد بالرفض وهي ستجعل اخوها يجيب هو بالرفض وتبادلنا الحديث حتي وصلنا الي القاهره وحملت لها حقيبتها حتي اضعها لها في التاكسي الذي سوف تستقله فقالت لي ما هي وجهتك قلت المعادي قالت لتركب معي فانا ذاهبه الي هناك واخي ينتظرني هناك فوافقت بدون تردد زكانت المفاجاه اخوها هوصاحبي الذي انا ذاهبا لزيارته وبعد يومين قلت له ان اريد خطبه اختك فقال الرائ الاول والاخير بعد موافقتها لابي ورجعنا ثلاثتنا الي الصعيد وتمت الموافقه والاسبوع القادم هوحفل زفافنا