Share Button

كتب : وائل عباس

تكلمنا في المقال السابق عن الثأر. ذلك الموروث القاتل ؛ والآلة الهدامة للبيوت ؛ والسرطان اللعين الذى يأكل الأخضر واليابس فى صعيد مصر .
صعيد مصر أرض الحضارة ومزرعة العظماء وصمام الأمان للوطن ؛ تلك الأرض المعطاءة التى لم تبخل على وطنها بكل نفيس وغالى ؛ تلك الأرض التى تمتلك العادات والتقاليد النبيلة ؛ فهم أهل الفخر والعزة والكرامة والأصوليات التى تتباهى بها مصر كلها .
وتشتد قضايا الثأر وبشدة فى بعض محافظات الصعيد بعينها مثل ( قنا ؛ سوهاج ؛ اسيوط ) وتلك المحافظات هى التى تحوى أشد وأخطر قضايا الثأر . ولو تكلمنا عن تلك القضايا تفصيلا ؛ بعدد قتلاها ومحكوميها وأطفالها التى تيتمت والأمهات التى ترملت فيها ؛ والبيوت التى خربت ؛ والأهل الذى هجروا وشردوا فى البلاد بعيدا عن بلادهم ؛ وأوقات قيام النزاعات فيها فلن تسعفنا الكلمات ولن تسعنا السطور .
ولكننى اليوم أريد أن أتكلم عن تلك المشكلة ساعيا لإيجاد حل ربما يكون سببا في حقن الدماء .
اولا _ من الناحية الحكومية فلم تقم أى حكومة مصرية فى المضى قدما في حل تلك المشكلة حلا جذريا ؛ ولكن كل الحكومات تناولت قضايا الثأر بأعتبارها قضايا قتل ذات شق قانونى يستوجب العقوبة …. وذلك هو منتهى القصور
بل ربما أعتبرت الحكومات المصرية تلك القضية الخطيرة هى أحدى طرق تنظيم النسل ؛ أو ألهاء الشعب بمشاكله ؛ أو دفع العجلة الاقتصادية لوزارة العدل بكل آلياتها .
ولو أرادت اى حكومة أن تضع خطة لحل تلك المشكلة ؛ لكلفت وزارة الداخلية بحصر كل القضايا والخصومات الثأرية بين العائلات فى كل محافظات مصر .
ولكلفت وزارة الأوقاف بالبدء في حملات وقوافل دعوية جادة ؛ للجلوس مع أطراف الخصومات للتحزير من عواقب سفك الدماء وازهاق الأنفس والأرواح ؛ وعقوبة ذلك في الدنيا والآخرة .
ولكلفت وزارة العدل بتسريع إجراءات التقاضى فى القضايا الثأرية بصفة خاصة .
أو شكلت لجنة حكماء تضم قامات العلم والدين والعمل السياسي ؛ من ذوى الرأى والحكمة المسموعين المرموقين ؛ فجابت صعيد مصر وعقدت الجلسات مع رؤساء وأعيان تلك الأسر والقبائل والعشائر .
لكن فى ظل غياب دور الحكومة
لعبت لجان المصالحات دورا مهما في حقن تلك الدماء ؛ ووأد تلك الخصومات الثأرية بين العائلات ؛ من خلال المجالس العرفية ؛ ومن خلال اثباتها بمحاضر تلك المجالس متضمنة شروط جزائية صارمة مغلظة على الطرف المعتدى لاحقا ؛ ثم تقديم الطرف الذى لديه أقل عدد من الضحايا ( الكفن ) إلى العائلة الأخرى .
ومن هنا كان للمجالس العرفية الدور المؤثر في حقن الدماء
وللحديث بقية
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *