Share Button

رحلة كفاح امرأة

 

بقلم : نورهان حشاد

 

، الحب والخوف على أولادها وراء صبرها

قصة زوجة متعاف من تعاطي المخدرات تحملت الصعاب حتى وصلت إلى بر الأمان. أرويها كما حكتها لي:

تزوجت واناطالبة في الثانوية،وكان يكبرعني عشر سنوات، كان مميزاً بأخلاقه وحبه الخير، ورغم ذلك وقع في مشكلة الإدمان، صارحني قبل الزواج، تمسكت به، لصغر سني وعدم وعيي بمشكلة الإدمان.

أصر على تخرجي من الثانوية قبل مرحلة الإنجاب، عشنا خمس سنوات في حب وأمل الخلاص من الإدمان، في عمر (20) أنجبت طفلي الأول، ورغم استمراره في التعاطي، كان مهتماً بمسؤولياته الأسرية، متعلقاً بأولاده.

شجعته على التوقف، يمتنع فترة ويعود، للأسف تمكن المخدر من جسمه وعقله، بعد 10 عاماً من الزواج، بدأت علامات الإدمان واضحة عليه، خلالها أنجبت طفلي الثاني والثالث، وبدأت أركز على تربية أولادي. زادت حدة الخلافات ووصل الأمر الى ضربني بسبب عصبيتي معه.

كان يتألم من إدمانه، يمتنع ثم ينتكس، سافرنا لإبعاده عن التعاطي وإقناعه بالتوقف دون فائدةعاقبته بالابتعاد، وحين يعود لرشده، يقبل رأسي ويوصيني على الأولاد ويصبرني، كان في صراع نفسي مرير بين حاجته للمخدر، وحبه لأولاده. عرفت متأخراً أن قرار التوقف لا يكفي دون علاج وتأهيل. هنا الحلقة المفقودة في حياة كل مدمن وأهله!

لا يمكن وصف عذاب الزوجة والمواقف الصعبة التي تعيشها وقت تعاطيه وتدهور حالته من الجرعات الزائدة وتكرار إغمائه، وكيفية إخفاء الأمرعلى الأولاد ومواجهة الأهل. آلام وتفاصيل أخرى يصعب سردها.

في أحد الأيام قبضوا عليه بسبب التعاطي، سجن لمدة شهر، كبرت مسؤولية الأولاد، وتعذبت أكثر،وبدأو يفهمون ما يدور حولهم. أخذتهم وعشت لمدة عام في بيت أهلي، كان يزورنا باستمرار ويلبي احتياجاتنا.

تكرر غيابه عن العمل، وعاد للتعاطي. بعدها بفترة، زاره أحد أصدقائه بعد تعافيه ، اقتنع بالفكرة، ووقفت بجانبه، وهنا بداية رحلة التعافي، لكنه لم يتحمل الأعراض الانسحابية للمخدر، خرج وعاد للتعاطي، زرته في بيت أهله وعاتبته بعنف.

وقبل عام تقريباً، قرر العودة ، واتباع البرامج العلاجية والتأهيلية على يد متخصصين. رجعت للبيت، ورجع لوظيفته، وتعافى تماماً وعاد للحياة وبيته وأولاده.

وقامت بشكر كل من ساعدهامن دعم وإرشاد لمساعدة زوجها على التعافي، واندماجه في الأسرة والمجتمع. وهي أهم وأخطر مرحلة في العلاج، حيث يحتاج المدمن وأقاربه الى برامج إرشادية لمنع انتكاسته، فالإدمان الجسمي ينتهي خلال أسبوع، لكن آثاره المدمرة على العقل والنفس، تظل فترة طويلة، وهذه المرحلة لا يمكن تخطيها إلا بتلك البرامج الإرشادية والتأهيلية.

اليوم وبعد 16 عاماً من الكفاح والصبر، زوجي متعاف، بفضل الله وطلبت مني عمل برامج لتوعية أولياء الأمور وطلبة المدارس.

رسالتي لكل زوجة مدمن: استعيني بالله والدعاء وتسلحي بالصبر، وتمسكي بأولادك وزوجك، عامليه كمريض وليس كمجرم، سامحيه، لأن المخدر يفقده عقله، فلا يعي أفعاله وأقواله.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *