Share Button

رحلـه بحـث في ســـيرة العارفيــن بالله

حكايات مصــرالمحروســـة (5) ســيرة العــارف بالله ســيدي احمــد البــدوي

كتب / محمد حجـــــــاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصص في الزهد وعبادة الرحمن والعطاء من العلم والمعرفه .

نحكي سويا عن ابو الفتيان فارس العرب قصص نسردها لكم عن حياة شيخ العرب العارف بالله سيدي أحمد البدوي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حكايات مصرية نحكي فيها ونسرد كيف أسر” البدوي ” لويس التاسع ورده بـ300 أسير مصري.

وكيف رد ظلم واستبداد الظاهر بيبرس واعادة الي طريق الصواب وفتح الله علي يدة الكثير من الفتوحات الاسلاميه وكيف ازدهرت مصر جيشا وعلما وحضارة في عصر البدوي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حكايات مصريه نحكي فيها عن علاقه الشيخ محمد متولي الشعراوي بكرامات العارف بالله سيدي احمد البدوي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حكايات مصريه نحكي لكم فيها عن علاقه الرئيس محمد انور السادات بكرامات سيدي العارف بالله احمد البدوي وكيف كان قرار حرب اكتوبر المجيد ومن اي موقع قرر فيه الرئيس السادات هذا القرار المصيري .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيرة عطرة نحكي فيها ونوثق ونؤكد ان “الأولياء لم يخرجوا يوما عن شرع الله، وكانوا يعظمون الانتماء الوطني خاصة عندما كون شيخ العرب جيشا من المدنيين لمساعدة الجيش المصري في الحروب الصليبية وأسر لويس التاسع وإعلانه الصريح الواضح ووصاياه لحاكم مصر للاهتمام بالجيش فهو خير أجناد الأرض كما حدثنا رسول الله” .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحكي لكم كيف عاش الرجل وكيف كانت قصه حياته وبعد موته بزمن بعيد و تعرضه للظلم علي يد دعاة السلفيه وقد اتهموة بابشع الاتهامات وسبحان الحي القيوم كلما أتهموة زاد محبيه ومريديه ويأتي كل عام الالف من شتي بقاع الارض الي مقامه لقراءة الفاتحه والتبرك بالجلوس في كنفه واستشعار روح الايمان بالله بجوارة .

نحكي اليوم لكم نقطة من فيض بحر سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وارضاه

هومن باب النبى صلى الله عليه وسلم ومن فرع بيت النبوة وسيد أهل الفتوة بحر العلوم والمعارف وشمس الولاية الساطع نورها فى كل عارف. مجلى أنوار الحقيقة المحمدية . وكعبة أسرار الذات المصطفوية . علم الجهادين الأكبر والأصغر ، ومربى أئمة العارفين بمنهاجه الأنور. الوارث المحمدي الأشهر ، مفخرة الأمة المحمدية ، القطب الغوث الفرد الجامع ، العارف بالله تعالى سيدي الإمام أحمد البدوي رضى الله عنه وأرضاه.

في رحله بحث في سيرة رجال شانهم ذكر وفكر وبالاسحار هم يستغفرون وفي اموالهم حق مؤدي لمن سالوا ومن لم يسئلون فقد باعوا النفيس ولم يبالوا فما باعوة بل هم يشترون .اولئك اولياء الله حقا كانوا علي قدر وكان يتقون .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن هنا في رحاب المسجد الأحمدي تستشعر المكانة الخاصة للعارف بالله الامام السيد أحمد البدوي في نفوس المصريين فتري القادمين من كل شبر من ارض الوطن للاحتفال بمولد العارف بالله سيدي احمد البدوي بل يتعدي الامر لاكثر من ذلك فتجد المريدين والزوار من كل بقاع الارض للانس والتبارك بمقام ( البدوي) فتجد من يقف امام المقام ويدعوا الله وتجد من يضع المال في صندوق النذور وتجد من يضع يدة بالمقام ويمسحها بجسدة وتجد من يقرأ القران وتجد من يتبرك بالجلوس في كنفه واستشعار روح الايمان بالله بجوارة .

وتجد حلقات الزكر المختلفه وتجد الكثير والكثير من العادات المصريه تشاهدها هنا في ساحه مسجد البدوي في مدينه طنطا بمحافظه الغربيه وخصوصا في اسبوع ميلاد ( البدوي ) من كل عام والاحتفال بزكري ميلادة وسط الاجراءات الامنيه المشددة للسيطرة علي هذا الكم الهائل من البشر في اجواء روحانيه للكثير . وفي وسط هذا الكم من الاحتفال تجد ايضا مندسين بين المريدين و تجد الجهل بكافه انواعه وتجد السارقين وبائعي البضائع المغشوشه وتجد المتحرشين بالنساء وتجد هنا طرق الانحراف الاخلاقي بكافه انواعها . وبطبيعه الحال في كل مكان وزمان تجد النفس البشريه المتقلبه فمنها الفالح ومنها الطالح ولا تستقيم الامور بصفه الجمع فكما قال رسول الله ﷺ ان النيه محلها القلب وان الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه .

والدنيا مليئه بالخير والشر ولكن من يدري الفرق بينهما ومن يدري الفرق بين الشرين والخيرين ولذلك وجب علينا جميعا الاجتهاد لنيل المعرفه والوقوف علي الحقيقه كامله . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن هنا بدأت رحلتي للبحث في كتب السالفين وأعلام المؤرخين في رحله طويله استشعرت فيها بعبق الماضي وانوار الحقيقه فبحثت في امهات الكتب وابحرت شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في اعالي كتب التاريخ الاسلامي الي ان هدانا المولي عز وجل ان نصل الي حقيقه العارفين والزاهدين والسالكين الي طريق رب العالمين كيف عاشوا وما هي فلسفتهم في الحياة وكيف كانت الحياة في عصورهم المختلفه واي المنازل وصلوا.

وفي لحظه من لحظات الرضا بما كتبه الله عز وجل لنا كنت اناجي ربي بما في داخلي وما يثقل قلبي من احمال الضيق والالم مستاء من حياة مليئه بالصراعات في مشهد كالغابه . الكبير يأكل الصغير في غفله عن رب العزة . غفل فيها الكثير من العباد ان الله الخالق الواحد الاحد خلق الخلق لعبادته عمن سواة ليس لحب الشهوات والميل للصراعات والوقوع في هوي النفس .

في لحظه تاثرت بها مشاعري بدعاء يحمل الاسرار فدعوت ربي فاستجاب فهو اله العالمين غياث المستغاثين خير المسؤولين ومجيب دعوة المضطرين فاطلعني ربي علي كنز من كنوزه وهو الرضا بالمقسوم والصبر علي تحقيق الفرج من عند فارج الهموم وميسر كل عسير فتعلمت كيف يكون الادب مع الله في الدعاء وكيف يكون الصبر في كشف البلاء .

وكلما ضاقت بي الاحوال ذهبت الي مقام سيدي احمد البدوي ودعوت الله وما شرعت في الرحال اليه الا ورجعت مجبور الخاطر مرتاح البال وكنت لا اعلم من اين تاتي هذة الراحه النفسيه التي اشعر بها عند زيارة مقامه ومقام العارفين بالله وال البيت .

وتعودت في مشوار حياتي ان أقهر اليأس مهما كان فتحركت خطواتي لحب المعرفه والاطلاع علي هذة العلوم الربانيه فبحثت في امهات الكتب وفي رحلتي بحثت في تاريخ اقطاب الصوفية الاربعه كبار الأئمة .

وهم :- أحمد الرفاعي، وعبدالقادر الجيلاني، وأحمد البدوي، وإبراهيم الدسوقي .

وتعلمت الكثير والكثير وكانت البشارات تؤكد لي علي الدوام اني ماضي علي الدرب في الطريق الصحيح حتي هدانا الله عز وجل ان نقف علي الحقيقه كامله وان نؤرخ ونوثق للانسانيه هذة السطور .

لنحكي لكم من هذة السيرة العطرة للقطب الكبير سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاة لما فيها من عبر عظيمة نحتاجها اليوم لتنقية نفوس شبابنا من الأفكار المتطرفة التي يعاني منها مجتمعنا وخاصة في تلك الظروف الراهنة حيث نجد البدوي من خلال سيرته العطرة التي نشرف بتقديمها لكم وما يدعو فيها ” البدوي ” من نهج الاعتدال في الدين، حيث يؤكد وسطية الدين الإسلامي، كما دعا بها جده النبي صلى الله عليه وسلم، ونجده أيضا ينبذ الطائفية والإرهاب

حكايات مصريه نحكي ونقص لكم ونروي عن هذة المكانه الكبري والمنزله العليا التي منحا الله لعبادة حيث قال بسم الله الرحمن الرحيم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) صدق الله العظيم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعزائي السادة القراء الاعزاء

انتم الان علي موعد ولقاء مع نفحات الله عز وجل فعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات وتكفر الذنوب . ويحظي من يقرا ويسمع عن ذكرهم ويقتضي بأثرهم بسعادة الدارين وهي بالانتساب والعمل علي خطي الصالحين والاولياء رضي الله عنهم وارضاهم .

اخوتي في الاسلام في شتي بقاع الارض هيا بنا الي نفحات الله هيا بنا الي :-

ذكر العارف بالله سيدي احمد البدوي وهو قطب الاقطاب وكهف امن الطلاب ملاذ السائلين واستاذ الواصلين وشيخ العارفين وشيخ المحققين في طريق رب العالمين .

اسمه الحقيقي :-

أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد المعروف (بالسيد البدوي) ويعود اسم السيد الي التوقير ويلقب به من يعود نسبه الي ال البيت الشريف .

واما لقب (البدوي) فهو كان في هذا الوقت يرتدي ملابس البدو وكانت مصر في هذا التوقيت لها زي شعبي مختلف عن البدو فاطلقوا عليه اسم البدوي وايضا لمعرفتهم انه قادم من الباديه .

ويعود نسبه الي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وجاء ذكرة في العديد من المخطوطات القديمه وامهات الكتب وأعلام المؤرخين كالمقريزى والمرتضى الزبيدى .

وللوقوف علي نسب البدوي وما قدموة لنا كبار الامه والكتاب عبر الزمن من خلال هذة الكتب الضاربه في عمق التاريخ نجد ان نسبه كالاتي :-

انه مولانا السيد أحمد بن السيد على البدوي بن السيد إبراهيم بن السيد محمد بن السيد أبى بكر بن السيد إسماعيل بن السيد عمر بن السيد على بن السيد عثمان بن السيد حسين بن السيد محمد بن السيد موسى بن السيد يحيى بن السيد عيسى بن السيد علي بن السيد محمد بن السيد حسن بن السيد جعفر بن السيد على الهادي بن السيد محمد الجواد بن السيد على الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد على زين العابدين بن سيدنا الإمام الحسين بن سيدنا الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وابن سيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود سيدنا محمد الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

وهو إمام صوفي سني عربي، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء.

ولقب باسماء كثيرة منها ( ابو الفتيان ) ( ابو فراج ) (والملثم )( اشيخ العرب )(والسطوحي)( وجاب الاسري) (القطب النبوي) (باب النبي ) (بحر العلوم ) (الصامت ) (القدسي ) (العطاب ) (ولي الله ) (ندهه المضام) (محرش الحرب) (العطاب) (ابو العباس ) (الاسد القاظم )(صاحب البساط) (عيسوي المقام ) وكل لقب منها معلوم عن اهل العارفين .

وكان من كثرة النزاعات والاعتداء علي الي بيت النبي صلي الله عليه وسلم في القرن السادس بعد الهجرة فتفرق ال بيت النبي وفروا الي البلاد المجاورة وهجروا اوطانهم فمنهم من ذهب الي المغرب ومنهم من ذهب الي الجزائر ومنهم من ذهب الي مصر وتفرقوا في البلدان وكان منهم اسرة العارف بالله السيد احمد البدوي .

فسافروا الي المغرب وولد البدوي في مدينه فاس سنه 596 هـ وكان سادس إخوته، وعرف منذ صغره بصمته الطويل، ونظره الطويل إلى السماء، (وقد كانت أحوال البدوي في نشأته وحداثة سنه غريبة عجيبة، فقد ذكروا أنَّه كان يلزم الصمت، ولا يكلم الناس إلا بالإشارات، وأنَّه كان يظل أكثر أوقاته شاخصًا بعينيه إلى السماء . ولما هدأت النزاعات والتعدي علي ال البيت بمكه .

وفي سنة 603هـ، هاجرت أسرة السيد أحمد البدوي والده وجميع أشقائه إلى مكة، وقد استغرقت هذه الرحلة من فاس إلى مكة حوالي أربع سنوات، وقد مروا بمصر في طريقهم من فاس إلى مكة، وعاشوا فيها فترة تقدر بحوالي ثلاث سنوات.

ويقال عن قصة انتقال أسرة البدوي من فاس إلى مكة أنَّ أباه عليًّا جاءه الهاتف في المنام: يا علي ارحل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة فإن لكم في ذلك شأنا ..

وكان ذلك حوالي عام 603هــــ على ما ذكرنا.

وعاد ادارجه مع اسرته واخيه الاكبر (حسن الاكبر) الي مكه المكرمه وظل في مكه الي 20 سنه حتي حفظ القران الكريم وتعلم في مدرسه الامام مالك وحفظ كتب السنه وتلقي علوم الشريعه والحقيقه وهكذا كانت البدايه علميه منهجيه كي يعلم الناس ان العلماء والاولياء والعارفين لم ينالوا الانس بالله والطريق الي المعيه الربانيه الا بالعلم والمعرفه فينبغي ان تكون عالما محققا ومدققا قائما بانوار الحقيقه الباطنه .

فاجتمع هذا العلم عند اللامام البدوي وتلقي عن كثير من علماء وقته فتعلم البدوي علوم الشريعه حتي اقترب عمرة رضي الله عنه الي الثلاثون عاما وفي روايه عن اخيه الامام حسن الاكبر انه صار اشجع الفرسان واصبح لا فارس في مكه غيرة وما كان في مكه المكرمه احفظ منه للقران وكان كثير اللثام فسماة الناس الملثم كما ذكر ولقب عند اهل الله ايضا بالملثم فما ان سطعت انوارة ما تحملها المريدين .

وفي احد الروايات المذكوة عن تلامذته ان سيدي العارف بالله عبد العال كان له اخ اصغر وكان اسمه عبد المجيد وفي حلقه من حلقات العلم طلب عبد المجيد من البدوي ان يخلع لثامه ويكشف وجهه فقال له البدوي يا عبد المجيد النظرة مني برجل فكرر عبد المجيد طلبه علي البدوي مرارا وتكرارا فازاح البدوي اللثام عن وجهه فخر عبد المجيد ميتا .

وكان ذلك من شدة نور وجهه فلا يتحمل رؤيته الناس لذلك كان دائم الثام .

وبعد عمر الثلاثين عن قول اخيه الاكبر الامام (حسن الاكبر) ان البدوي اخذته جذبه فظل مستغرقا في هذا الحال فلم نسمع منه ولا يسمع منا وكان شاخصا ببصرة الي السماء لا يتكلم بألسنتنا ولا يري بأعيننا .

ومن ياخذة جذبه من الاولياء فمنهم من طالت جذبته حتي مات ومنهم من ردت لهم الحياة الطبيعيه التي نعيش جميعا عليها وعلي هيئتها التي يعرفها الناس بالعقل .

وهذا المقام سار اليه الكثير من العارفين بالله فمنهم لم يردو الي حياتنا الطبيعيه فكان منهم ابن الحلاج والفارض وقد اخذتهم الجذبه ولم يردو فقد باحو بمواجيدهم في بنايات الاشعار وصرحوا بمشاهدهم من وراء الاستار فاخذتهم الجذبه ولم يردوا فظلوا حتي انتقالهم الي الرفيق الاعلي

وتاكيدا لهذة الاحوال عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يسأل حارسه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنه أَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآله وسَلَّم لَقِيَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ حَارِثَةُ رضي الله عنه فِي بَعْضِ سِكَكِ المدينة، فقال: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟» فَقَالَ أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا بِاللهِ تَعَالَى حَقًّا، قَالَ: «انْظُرْ إِلَى مَا تَقُولُ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، فَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَعَاوُونَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «أَبْصَرْتَ فَالْزَمْ -وَفِي رِوَايَةٍ: أَصَبْتَ فَالْزَمْ-، عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ تَعَالَى الإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ»

أخرجه الإمام الطبراني “في الكبير”.

ويرى أغلب الفقهاء أنَّ حديثنا الذي بين أيدينا يتحدَّث عن بدايات الدخول في مقام الإحسان الذي هو مرتبة أعلى من الإسلام والإيمان بالمعنى الأخصِّ، وإلا فإنَّ الإسلام يشمل الإيمانَ والإحسانَ بالمعنى الأعمِّ.

فقول حارثة رضي الله عنه: “أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا”، إنما هو تعبيرٌ عن بداية الدخول في مقام الإحسان؛ ذلك أنَّ نهاياتِ مقام الإيمان هي بدايات مقام الإحسان، وقوله: “مُؤْمِنًا حَقًّا” إيذانٌ باستكمال الإيمان ومن ثم بداية الطريق إلى الإحسان.

وهنا أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يستيقن من وصوله إلى تلك المرتبة العُليا من الإيمان، فسأله عن حقيقة إيمانه، وعندما أجابه بالدلائل التي تدل على الوصول إلى تلك الدرجة قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((عرفت فَالْزَمْ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ)) أي: أنَّ الإيمان قد تمكَّنَ منه ووصل منه إلى القلب، فكان مستعدًّا وقابلًا للارتفاع إلى درجة الإحسان.

وهذه المقامات الثلاث: الإسلام، والإيمان، والإحسان يشملُها اسمُ الدِّين؛ فمن استقام عَلَى الإسلام إلى موته عصمه الإسلام من الخلود فِي النار، وإن دخلها بذنوبه، ومن استقام عَلَى الإحسان إلى الموت وَصَلَ إلى الله عز وجل؛ قَالَ تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ . وَقَدْ فسّر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الزيادة بالنَّظر إلى وجه الله . أخرَّجه مسلم منْ حديث صهيبٍ رضي الله عنه.

فسيدي احمد البدوي ممن اخذا الي حضرة الحق ولكنه رد وقيل انه ظل في حضره انس الله ثلاث سنوان ولما رد فكتم حتي مزق القلوب ولم يفي بسرة لغير المحبوب فقوي علي حاله ( فما جال ولا جاب فتري الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) وهذا كما ورد في هذا الخصوص عن الكثير من العلماء .

وعاشت أسرة البدوي بعد رحيلها من فاس استقرت بمكة وعاشت هناك حتى فجعت بوفاة الشريف علي والد الإمام السيد البدوي سنة 627هــــ. وبعد ذلك بحوالي أربع سنوات أي حوالي سنة 631هــــ توفي محمد شقيق السيد البدوي فلم يبق من أخوته الذكور سوى شقيقه الأكبر حسن الذي تولى رعاية أحمد البدوي

وقد لزم السيد البدوي منذ صباه العكوف على العبادة والقيام وتعود الذهاب إلى مغارة في جبل أبي قبيس قرب مكة يتعبد فيها وحده .

ولما بلغ ثلاث وثلاثين سنه ذهب الي العراق سنة 634 هجريه بأمر من الحق تعالي وبناء علي رؤيا يبشرة فيها جدة المصطفي صلي الله عليه وسلم .

وسافر الي العراق وطاف شمالها وجنوبها، وزار بلدة أم عبيدة بلدة أحمد بن علي الرفاعي ومركز الطريقة الرفاعية، كما زار مقام عبد القادر الجيلاني. حتى اشتاق أخوه حسن لرؤية زوجته وأولاده، فأستأذن أخاه أحمد فأذن له.

وهناك عدة أقوال في سبب ترك البدوي لمكة ورحيله إلى العراق. فقد أكد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق أنه لم يتصرف من تلقاء نفسه كعادة غيره من الأولياء، وأنه رأى رؤيا تأمره بالرحيل إلى العراق. كما ذكر آخرون أن أحمد البدوي أدرك أن مكة مع عظيم مكانتها أضيق من أن تتسع لطموحاته وآماله، ففكر في الهجرة إلى بلد واسع الإمكانيات البشرية والمادية، فهاجر إلى العراق، خصوصاً أنه قد عاش على أرضها العديد من الأولياء، وقطبين من أقطاب الولاية هما أحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني.

واتجه أحمد البدوي بعد رحيل أخيه إلى بلدة ( لاش ) في شمال العراق، لزيارة ضريح عدي بن مسافر الهكاري صاحب الطريقة العدوية، والذي يقدسه أتباع الديانة اليزيدية .

وفي احد الروايات انه كانت بالعراق امراة اسمها فاطمه بنت بري وكانت مشهورة بسلب الحال واغواء الرجال فضيعت ملوك وامراء وضاع كبار التجار علي يدها وتغيرت احوالهم الي طريق المعاصي وكانت من الاغنياء وكانت فاتنه الجمال ومن اهل الجذب وكان الصالحين يخشوها .

واعترضت طريق البدوي فقاومها وجمع اتباع الطريقه الصوفيه هناك من المجاهدين وقتل حراسها وجنودها واحرق بيتها وسلبها حالها وامرها ان لا تعترض الرجال ولا تقف في طريقهم وان تتق الله فما منحه الله لها من جمال هو سر من اسرارة فلا تعذب به وامرها ان تتقي الله وكان صلاحها علي يدة وطلبت منه الزواج الا انه وجد نفسه امام رساله كبيرة فقرر ان يتفرغ لعبادة الله عز وجل .

وعاد إلى مكة بدايه سنة 634هــــ-1238م. وظل بها الي منتصف سنه 635 هــ .

ويقول الشيخ أحمد حجاب: «كانت رحلة العراق نقطة تحول كبيرة في حياة سيدي أحمد النفسية. فقد أعقب تلك الرحلة تغير ملحوظ في سلوكه وعبادته لم يكن معهودا عليه قبل الرحلة. فكان صيامه وصلاته وقيامه وانتصابه وكلامه إشارة. وتحول بوجهه نحو السماء وقطع النظر عمن في الأرض حتى قلقت عليه أخته الكبرى فاطمة فكانت تنبه أخاها الحسن من نومه ليلا تشكو إليه من حالته وتثبت له قلقها على أخيها أحمد وتقول: ابن والدي إن أخي أحمد قائم طول الليل وهو شاخص ببصره إلى السماء ونهاره صائما. وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر وله مدة أربعين يوما ما أكل طعاما ولا شرابا.

واستمر السيد البدوي في حياة الزهد والعبادة آناء الليل والنهار.. وفي نفس العام أي سنة 635هــــ-1238م قرر سيدي أحمد البدوي الرحيل إلى مصر عندما جاء له الاذن والنداء من النبي صلي الله عليه وسلم فقال له يا احمد اذهب الي ) طنتدا) فانك تربي فيها رجال وتقيم فيها الاحوال وبها مقامك والمقصود بمدينه (طنتدا) هي مدينه طنطا الحاليه حيث كان اسمها بعد ان اسماها العرب بعد الفتح الاسلامي واصبح اسمها (طنتدا) في هذا العصر حتي وصل الي اسم طنطا من طريقه النطق لدي المصريين فالمصريين دائما يميلوا الي الاسماء السهله ويطلقونها علي كل شيئ .

وطنطا مدينة مصرية، وعاصمة محافظة الغربية. تبعد 93 كم شمال القاهرة ، و120 كم جنوب شرق الإسكندرية. أسماها العرب القدامى «طَنتُدا»، وهي ملتقى هام للطرق الحديدية والبرية وتربطها بأنحاء البلاد شبكة مواصلات جيدة.

وتعتبر ثالث مدن الدلتا من حيث المساحة والسكان بعد المحلة الكبرى والمنصورة، وأهم شوارعها شارع الجيش (البحر سابقا) وشارع الجلاء وشارع النحاس وشارع سعيد وشارع المديرية وشارع علي مبارك. كما بها فرع لجامعة الازهر وجامعة طنطا واللتان تضمان العديد من الكليات في التخصصات المختلفة، ويوجد بها حديقة حيوان صغيرة تسمى المنتزه، وبها قرية خرسيت الفرعونية وكان اسمها خورست – أرض عبادة الإله ست عند الفراعنة -إله الشر. وبها المسجد العمرى – بني مع الفتح الإسلامي لمصر- ويوجد بها أيضا مقر قناة الدلتا المحلية، وتشتهر بصناعة الحلوى والمسليات والزيوت والصابون والآلات الزراعية والكتان والنسيج، وبها وكالات كبرى الشركات لتمركزها بوسط الدلتا ما يسهّل التوزيع.

وزادت أهميتها منذ أن نزلها واستقر بها القطب الكبير السيد أحمد البدوي، شيخ الطريقة الأحمدية. وتعتبر الآن من أهم المدن المصرية بعد القاهرة والإسكندرية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ودخل أبو الفتيان طنتدا . سنة 635هـ وأقام فيها أربعين سنة حتى وفاته سنة 675هـ .

وفي طريقه توقف في محافظه المنوفيه في احدي القري هناك وكانت هذة البلدة في طريقه للعبور الي طنطا وظل بها 10 ايام وكان بها بلاء انتشر و استشري في اهلها فدعي البدوي الله لاهل هذة القريه فكان شفائهم علي يدة فتمسكوا به ان يقيم معهم فقال لهم ليس هنا المقام ان مكاني طنتدا .

وذهب البدوي الي طنطا فاول من لقيه من اهل طنطا كان سيدي عبد العال وكان تلميذة الاول واستاجر دار من رجل من اهل طنطا اسمه ابن شحيط وكان له غرفه ولها سطح فاستازن الرجل ان يقيم علي سطح دارة فقال الرجل اجلس معنا في الدار فاصر البدوي علي اقامته بالسطح وقال لصاحب الدار ان السطح مكاننا فكرر عليه الامر فلم يستجب له وقال له ان مكاني السطح .

وكان يصاحبه سيدي عبد العال وسيدي عبد المجيد الاخ الاصغر لسيدي عبد العال وكانت امهم تذهب لتستدعي ولدها من عند البدوي ومن كثرة تعلقها بولدها عبد العال كانت لها عبارة دائما ترددها فتقول احمد الشؤم فسمعا البدوي يوما وقال لها لا تقولي احمد الشؤم بل قولي احمد الخير فهو ولدنا من يوم الثور الابيض فقال الناس وما قضيه الثور الابيض فقال البدوي يحكي عن سيدي عبد العال وهو رضيع حيث وضعته امه في مرقد الثور في معلفه فحمله الثور بين قرنيه وكاد ان يقتله ولكنه وضعه ادبا حين جاءت الاشارة فقولي يا احمد الخير أنا الذي انقذته لكي من الهلاك .

وظهرت بعدها كراماته وذاع سيطه في طنطا وقد أعلن دستور طريقته الأحمدية بقوله (طريقتنا هذه مبنية على الكتاب والسنة والصدق والصفاء وحسن الوفاء وتحمل الأذى وحفظ العهود). وعلى هذه المبادئ السامية تربى فحول الأولياء كسيدى وتلقي وتتلمذ علي يدة سيدي عبد العال و سيدي عبد المجيد وسيدي عبد المتعال الأنصاري وسيدي عبد الوهاب الجوهري وسيدى عبد المجيد وسيدى محمد قمر الدولة وسيدى حسن الصائغ رضى الله عنهم ، وأرسل الأولياء ليحيوا الدين بربوع مصر ويدلون الخلق على الحق كسيدى إسماعيل الإمبابى بالجيزة ، فلا عجب أن أحبه الناس لله وتفرعت من الدوحة الأحمدية طرق فرعية كالشناوية والحلبية والبيومية والمرازقة والشعيبية والمعالفة والكناسية وغيرها ينشرون الأنوار الأحمدية.

والكثير من اولياء وقته واشتهر بكراماته حتي لقب بعيسوي المقام من كثرة كراماته .

وقالوا عنه ايضا انه ساحر البساط الاحمدي فكان يدخل الناس عليه فيتسع البساط لهم وكلما دخل عليه اخرون اتسع البساط للمريدين حتي يشمل كل من في المجلس وانتشرت كلمه البساط احمدي نسبه الي سيدي احمد البدوي .

وقالوا عنه ايضا انه باب الفرج فما قصده احدا الا فتحت له ابواب الفرج .

ومن كراماته ايضا انه شيخ العرب لانه كان كثير الكرم وكثير البذل وكثير السخاء ففتح الله به علي اهل طنطا من الخير ما كان الله به عليم .

وفي احد الروايات عنه :- انه كان هناك تاجر في طنطا يحتكر القمح اي يخزن القمح في وقت حصادة ويضعه في متجرة الي اخر العام ويبيعه باغلي الاثمان .

فدعي له البدوي ان يحضر مرارا وتكرارا فلم يحضر فقال لهم البدوي ان يبلغوة انه ان لم ياتي سنأتي به رغما عن انفه فأصر التاجر علي عدم الحضور إليه وقال ان شاء البدوي فليفعل فجيئ به مكتوف الايدي بين يدي سيدي احمد البدوي دون ان يكبله احد او ان يسوقه احد فقال له البدوي اياك وقوت المسلمين اياك وقوت المسلمين فاصلح الله شانه وهداة وفتح الله عليه وفتحت له ابواب الخير وفتح الله علي اهل طنطا بالخير في زمنه الكثير والكثير .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهكذا حال الصوفيه فهي لم تنفصل عن قضايا الامه واحوال العباد فالصوفيه لم تنعزل عن الناس ام انهم في واد والناس في واد اخر او انهم ومنابرهم في واد والامه وقضايا في واد اخر لا والله فكان الصوفي اكثر من فقيه اذا ( الفقيه وقف مع الاقول والصوفي تعداة الي الاحوال كان اكثر من عابد اذا العابد وقف مع الاعمال اما الصوفي تعداة الي الاسراروليس العارف هو العارف بزمانه وليس العارف فهو العارف فحسب انما العارف هو العارف بزمانه وتاريخ ازمنه وعصور ما قبله من السلف الصالح فنور الله الذي منحه له هو بمثابه قراءة لسطور التاريخ واخذ العبر ومنحه الله له في سر علمه لما هو قادم وليس العارف هو من يفرق بين الخير والشر ولكن العارف من يميز أي الخيرين شر واي الشرين خير )

ولازاما علي الصوفي ان يقوم بواجبه ويعرف قيمه وقته فالصوفي يقوم بواجب وقته كما يبغي ان يكون فهذا هو الامام البخاري عندما كثر الكاذبين علي رسول الله فالف الجامع الصحيح فعندما كثرالخلاف فعرف كيف يقوم بواجبه وعرف كيف يستثمر وقته وكذلك علماء الامه كابر عن كابر .

وفي عهد سيدي احمد البدوي كثر الاعتداء علي مصر فكانت الحمله الفرنسيه بقيادة لويس التاسع وكثرت الاسري المصريين ومن بينهم سيدة سمعت بكرامات البدوي فذهبت اليه وطلبت منه ان يفك اسر ابنها فسالها ما اسمه فاجابت فدعاة فأتي له امام اعين الناس مكبل بالحديد وفك اسرة وفك اسر غيرة الكثير والكثير حتي لاحظ الفرنسيين ان الزانزين مغلقه لم تفتح وان الاسري خارجها وكانها تصرفات جان او سحر .

وهذة القصه تعد من أبرز كرامات ((البدوي)) التي تعلقت بالوجدان الشعبي المصري، هي تحريره للأسرى المصريين خلال الحروب الصليبية، وفي مشهد من مشاهد العزة والنصر كان البدوي يتربع علي قلوب المصريين حينما كان يصول ويجول في جولاته ويذهب لتحرير الاسري وياتي الي طنطا وكان العامة يستقبلونه علي مشارفها وهو قادم ومعه الأسرى المحررون، بأهزوجة شعبية تقول كلماتها: ((الله الله يا بدوي جاب الأسرى)) ومع مرور الزمن حرفت هذه الكلمات وأصبحت: ((الله الله يا بدوي جاب اليسرى))

فعرف البدوي كيف يقوم بواجبه فنزل الي ساحه القتال واسر لويس التاسع وكانت هزيمتهم علي يدة .

ومن كراماته ايضا ان لقب بالبدوي جاب الاسري حتي قيلت هذة العبارة في الانشاد الديني الي يومنا هذا (( البدوي جاب الاسري )) وتغيرت الي ان قيلت البدوي جاب البشري

وذلك نسبه الي انه جاب الاسري واسر لويس التاسع .

ولقب ايضا بالعطاب ويعود هذا اللقب الي روايات عديدة عن كارهي احمد البدوي وقصص التشويه التي اثارها بعض الناس في عهدة وحتي بعد وفاته فمن تعدي عليه وقال في حقه ماليس فيه بهتانا وزورا خذله الله وذهب بعلمه لو كان من صفوة علماء الارض .

ومن اوصاف الصوفي ان يتحقق بذلك المقام في كل وقت وفي كل مكان فكذلك كان سيدي محمد بالقايد رضي الله عنه وارضاة وكذلك كان سيدي عبد اللطيف بالقايد رضي الله عنه وارضاة وامدنا بنورة حينما كانت الثورة الفرنسيه في الجزائر فكان لزاما علي تلك البلاد ان يقفوا موقف الرجال فكون (سيدي عبد اللطيب بالقايد ) فريقا من الرجال الاشداء المؤمنين الذاهدين وكان هو قائدة ونزل الي ساحه القتال وخاض الحرب مع الرجال ورفعوا ارواحهم علي اعناقهم ونازلوا العدو حتي حصلوا علي ارضهم .

فلم تكن الصوفيه بمنعزل في الخلوة وقت حرب اوأنهم كانوا بعيدين عن قضايا الامه في أي زمان او مكان وكتب المجاهدين من الصوفيه موجوده والتاريخ شاهد ومحطاته كثيرة من مواقف الصوفيه .

وهكذا كان (الحسن الشازلي) وما ادراك من الحسن الشازلي .

وان ابحرت في امهات الكتب تجد منهم (صلاح الدين الايوبي) . (وعمر المختار) وغيرهم الكثير والكثير من المجاهدين والفرسان .

وكان منهم مشاهير المشايخ كالشيخ (محمد متولي الشعراوي )وكان له بمصر والعالم الاسلامي من المكانه حتي لقب بامام الدعاة .

وكان البدوي يتحدث دائما عن الصوفيه بوصفها انها قائمه علي الكتاب والسنه فمن خالف الطريق الصحيح فليس منا وكانت هذة كلمات اكثر الاولياء وعلي رئسهم كلمات الامام الجنيدي رضي الله عنه وارضاة حيث قال اذا رايتم الرجل يمشي علي الماء ويطير في الهواء ولم يتقيد بالكتاب والسنه فاعلمو انه شيطان .

وكانت احدي وصايا البدوي لتلميذة عبد العال ( اياك وحب الدنيا فهي كالخل يفسد الماء وكذلك يفسد العمل الصالح .

وليس معني ذلك ان السالكين في طريقهم الي الله سبحانه وتعالي انهم غير باغين الدنيا او ان يعيش المتصوف عاطلا او عاله علي الناس يطلبون منهم اقواتهم او ارزاقهم ولكن المعني الحقيقي يكمن في زهد النيا بمعني ان يملكوها في ايديهم ويخرجوها من قلوبهم .

وهذا ما عبر عنه سيدي (محمد بالقايد) حيث قال ( الجسد في الحانوت والقلب في الملكوت ) هكذا الوصف الصحيح ان يعمل الرجل في مكتبه او مصنعه او يعمل في زرعه او متجرة في بيعه او شرائه بجسدة ولكن قلبه متعلق بالله بالذكروالعبادة وقالوا انها ارقي مقامات الملكوت ويعتبر هذا التصرف (خلوة) وتسمي عند اهل الله (الخلوة في الجلوة ) والخلوة لها عند اهل الله معنيين اولها الخلوة الكامله وهي ان يدخل الرجل الي الخلوة لا يري احد ولا يسمع احد ولا يسمع عنه احد طعامه قليل حاله قليل يعيش في انوار الخلوة بالذكر والعبادة وهذة خلوة المبتدئين حتي يصل الي مرتبه الخلوة الدائمه وهي ان يعيش بجسدة مع الناس يشاركهم في حياتهم ويعيش عيشتهم ولكن قلبه مع الله في ذكر دائم وهي كما سبق وذكرت وكما وصف العارفين (الخلوة في الجلوة) .

وفي احد الروايات التي تحكي عن كرامات العارف بالله سيدي احمد البدوي عندما اعتلي الظاهر بيبرس عرش مصر سنه 622 هجريه وكان حاكما مستبدا في حكمه وحينها تمرد الفاطميين واشعلوا الثورات احتجاجا علي مقتل قطز فقاومهم وحاصرهم وسجن العديد وفر منه العديد وفي اثناء المعارك ذهب اليه اعداء وكارهي الصوفيه من المماليك اتباع بيببرس واوشوا بالبدوي له وقالوا وان البدوي يدير المؤامرات حتي يرجع الملك للفاطميين فعزل بيبرس قاضي القضاة من منصبه وجمع الجيش ونزل الي طنطا متخفيا حتي يقضي علي البدوي واتباعه ولما دخل المسجد وجد رجل عليه علامات الصلاح فسأله ماذا يريد البدوي وكان هو البدوي نفسه فقال له ان البدوي زاهد في متاع الدنيا ولا يريد اذي لاحد فانطلق بيبرس بحثا عن البدوي حتي دخل عليه خلوته بالسطوح الذي كان يسكن فيه وكان البدوي مريضا متعبا فقال له بيبرس انت البدوي فقال نعم فأخرج بيبرس الخنجر ليقتله فطار الخنجر من يدة وارتشق بالحائط فسعق بيبرس من هول المفاجأة فقال له البدوي اجلس يا امير المسلمين.

فجلس بيبرس وقال للبدوي اخبرني هل تعد المؤامرات حتي تساعد الفاطمين لعودة ملكهم ؟؟.. فرد البدوي (ان المللك لله وحدة وكيف اذهد في الدنيا واخدم الراغبين فيها ..؟؟؟

انتم واضعين الدنيا علي رؤسكم وانا واضعها تحت قدمي طريقنا غير طريقكم .!!!

انتم في الارض ونحن في السماء ).

فقال له الظاهر بيبرس يا بدوي صارحني انا خدعت بالواشايات ..؟؟

فقال البدوي بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) صدق الله العظيم .

فقال بيبرس تمني عليا يا بدوي فقال له اعد السيد تقي الدين الي ولايه القضاء واقطع دابر الفساد والمفسدين واغلق حانات الخمر وأمر بالمعروف وانهي عن المنكر..

فاصدر الملك الظاهر بيبرس مرسوما بتولي السيد تقي الدين ولايه القضاء وامرة بتنفيذ اوامر العارف بالله السيد البدوي رضي الله عنه وارضاة .

وفي عهد الملك الظاهر بيبرس ازدهرت مصر وانتقلت الخلافه الاسلاميه لها وقام الظاهر بيبرس بالكثير من الفتوحات الاسلاميه حتي حكم مصر والشام وكانت مصر في هذا العهد احد الدول الرائدة في العلم والحضارة وقوة الجيش وعم الخير الكثير علي مصر .

ومن الروايات التي أ ستدعتها هذه الذكري العطرة عن مواقف عدة للأمام الراحل، الشيخ الشعراوي رحمه الله مع كرامات السيد البدوي، عندما كان في بداية حياته وفور تخرجه من الأزهر و كان يعمل مدرسًا في معهد طنطا الديني، وكان حريصًا على أن يصلي المغرب والعشاء في مسجد سيدي أحمد البدوي، ويروي في حديثه مع سعيد أبو العنين المنشور في كتابه “الشعراوي يبوح بأسراره الروحية” مواقفه مع كرامات السيد البدوي، فيقول رحمه الله أن مرتبه في ذلك الوقت كان عشرة جنيهات وكان يعاني من ظروف الحياة الصعبة، وكان له صديق في بلده دقادوس يقترض منه المال ليعينه على مشاق الحياة ويسمى محمد حسنين، وكان الدين قد تراكم حتى وصل لـ 355 جنيهًا وكان مبلغًا كبيرًا وقتها، وحين أعلنوا عن بعثة من الأزهر للعمل في السودان عام 1948 كان من الممكن أن يسافر الشعراوي لكن صديقه أقنعه بأنه لا يستحق عناء الغربة لوا يساوي ثمنها، ومع مرور الزمن زادت معاناته المادية وزاد قلقه، لكن عام 1950 جاءه الشيخ أحمد حجاب امام مسجد العارف بالله السيد البدوي في البيت مبشرًا له برؤيا للسيد البدوي قائلًا:

( ابقى روح ودع سيدك أحمد البدوي) فسأله الشعراوي: لماذا؟ فقال له: لقد بشرني هذه الليلة بأن هذه هي آخر سنة لك في طنطا..وهو لا يبشرني إلا إذا كانت هناك حاجة حلوة. وبالفعل بعد أيام من تلك البشارة، علم الشعراوي رحمه الله بترشيحه ضمن بعثة الأزهر للعمل في مكة المكرمة.

أما في دقادوس، وقبل أن يسافر الشعراوي إلى مكة بعامين، اعطاه والده قبل أن يسافر القاهرة ريالًا فضة، ونزل في محطة بنها ليأخذ القطار إلى القاهرة، وحين وضع يده في جيبه لم يجد الريال! وشعر بالضيق والحزن لأنه لم يكن يملك غيره. وقال واصفا حاله “وقفت أتلفت حولي في ضيق وقلق باحثًا عن انقاذ، ولمحت رجلًا بعمامة حمراء وهو قادم من بعيد، وقلت لنفسي لعل هذا الرجل الأحمدي ينقذني!” فالعمامة الحمراء يرتديها عادة شيوخ الطريقة الأحمدية، وكان الشعراوي محبًا لسيدي أحمد البدوي وتاريخه الطويل، لكنه مر من أمامه ولم يبطيء، ولمح على الأرض في وسط الطريق “ريال فضة” فأخذه وفرح كثيرًا، ويقول الشعراوي أن بعد ذلك بعامين، وهو عائد من مكة في نهاية السنة الدراسية ليقضي الأجازة في مصر، وحين ركب كما هي العادة إلى بنها ليصل إلى دقادوس، لمح الرجل الأحمدي صاحب العمامة الحمراء، وأسرع إليه وقبل يده، وفوجيء به قبل أن ينصرف يقول له: “انا عايز الريال الفضة بتاعي!” ويعلق الشعراوي على تلك المواقف قائلًا: هناك أمور يقف العقل العادي منها موقف الإنكار، لكن حين ينتقل صاحب هذا العقل إلى شيء أعلى من العقل، وهو “المواجيد” فهو يقرأها.

وعن صورته البدوي الجسدية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصفه ابنه الروحي العارف بالله سيدى أحمد حجاب رضى الله عنه والذي اتشرف انه احد اعمدة عائلتي الكريمه – كما رآه – قائلا :

كان البدوي بدينا ضخما طويل القامة ، غير بائن ، عظيم الوجه وكبيره ، خفيف العارضين ، كث اللحية من أسفلها ، سهل الخدين ، قمحي اللون يضرب لونه إلى البياض ، أكحل العينين ، أقنى الأنف ، غليظ الساقين ، طويل الذراعين ، ويظهر بوجهه ثلاث حبات من أثر جدرى ، فى خده الأيمن واحدة وفى الأيسر اثنتان ، على أنفه شامتان ، من كل واحدة شامة سوداء ، وندبة بين عينيه من طعنة موسى ، يعلو وجهه الكبير مسحة من الهيبة والجلال ، ولصوته الجهير نبرات حادة حاسمة .

واستفاضه في رحله البدوي وهذة السيرة العطرة نروي لكم احد اشهر الروايات في عصرنا الحديث عن علاقه ((البدوي بالرئيس السادات )) وكيف كان قرار حرب اكتوبر المجيد في عام 1973 وكيف كان موقع الرئيس الراحل محمد انور السادات وهو يتخذ هذا القرار المصيري ومن الاهم ان نحكي كيف كانت العلاقه من اولها فنذهب بكم الي مشهد كان فيه الرئيس السادات وهو ضابطًا صغيرًا في الجيش المصري، ثم صدر قرار بفصله، فذهب إلى مسجد الامام البدوي وصلي فيه واتجه الاي مقام سيدي احمد البدوي واسترسل في الدعاء امام المقام حتي بكي بكاءا شديدا وفي لحظه بكاؤة أقبل عليه إمام المسجد ( الشيخ احمد حجاب رضي الله عنه وارضاة ) امام مسجد العارف بالله سيدي احمد البدوي مناديًا إياه بـ((خديو مصر)) كيف تبكي وانت خديوي مصر فالتفت الرئيس السادات وانتبه اليه وقال كيف اصبح خديوي مصر وانا ضابت صغير بالجيش ومفصول وكانت البشري بأنه سيصبح رئيسًا للبلاد وهي احدي كرامات البدوي .

وظل الرئيس السادات علي علاقه قويه بامام المسجد الاحمدي الشيخ احمد حجاب حتي تحققه البشري وعاد الي صفوف الجيش وخرجت ثورة الضباط الاحرار وفي محطات كثيرة كان يرجع السادات الي الشيخ احمد حجاب للاخذ بمشورته والعمل علي نصحه وتوجيهه حتي اعتلي السادات سدة الحكم في مصر الي ان وصل المطاف الي حرب 73 وظروفها وملابستها وفي لحظات اتخاذ القرار وكان الامر صعبا علي كل المصريين والعرب

توجه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلى مسجد السيد البدوي بطنطا قبل حرب السادس من أكتوبر 1973، ليستقبله إمام المسجد، وكان القطب الصوفي في هذا العهد الشيخ ((أحمد حجاب)) هو نفسه الذي بشرة بتولي حكم مصر وصاحبه إلى غرفة تُعرف بـ((غرفة السر)) وهي غرفة لا تفتح لزيارات العامة، ومحفوظ بداخلها مقتنيات القطب الصوفي.

وبحسب الرواية؛ فإن ((السادات)) دخل إلى ((غرفة السر)) حائرًا، فألبسه إمام المسجد، عباءة السيد البدوي، وبشره بالنصر، وكان قرار الحرب في هذا المكان وهي غرفه السر التي تحتوي علي مقتنيات العارف بالله سيدي احمد البدوي رض الله عنه وارضاة واكد المتصوفة في العديد من الروايات أن الرئيس الراحل جاء إلى القطب الصوفي طالبًا المشورة فيما هو عازم عليه من خوض الحرب ضد العدو الإسرائيلي .

و هذه الرواية لم يرددها الصوفيه فحسب بل نقلها احد اهم الرجال المقربين من الرئيس السادات ، وهو محمود جامع، في كتابه الذي حمل عنوان: ((عرفت السادات)) وأكد فيه أن ((السادات)) كانت تربطه علاقة قوية بالقطب الصوفي، سيدي احمد البدوي وعلاقه قويه بالامام (( احمد حجاب )) فقد كان دائم التردد على مسجد السيد البدوي.

وايضا الرؤية المنامية الشهيرة التي شاهدها شيخ الأزهر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود (ذو النزعة الصوفية)، ورأى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يعبر قناة السويس، ويقود الجيش المصري؛ فما كان منه إلا أن ذهب إلى الرئيس السادات وقصَّ عليه الأمر، وبَشَّره بنصر مرتقب.

ويُقال إن اختيار شعار ((الله أكبر)) جاء بتوصية من شيخ الأزهر الراحل، الذي أخبر «السادات» بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعبر القناة، حاملًا راية مكتوبًا عليها هاتين الكلمتين.

وبعد حرب أكتوبر بعامين، أمر (( السادات)) بتوسعة المسجد البدوي، وسأل (( حجاب)) عن أمنيته؟ فطلب أن يُدفن عند وفاته بجوار القطب الصوفي العارف بالله سيدي احمد البدوي ، وبالفعل توفي إمام المسجد في عام 1978 ودفن بجوار البدوي و مقامه هناك في المسجد الاحمدي والمشهور بمسجد سيدي احمد البدوي .

وتوفي أحمد البدوي يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول 675 هـ/24 أغسطس 1276 م بمدينة طنطا، عن عمر يناهز 79 عاماً. وفي احد الروايات انه كان يعلم بوفاته فقام وغسل نفسه واخبر تلميذة عبد العال انه راحل الي الله بعد ان اطمئن علي مدرسته الاحمديه والتي وخلفه من بعده تلميذه عبد العال، وبنى مسجده. وكان في البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين.

ثم بنى لها علي بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، حتى أصبح أكبر مساجد طنطا. وقال عنه علي مبارك في الخطط التوفيقية: إنه لا يفوقه في التنظيم وحسن الوضع والعمارة إلا قليل.

وفي عهد الرئيس السابق محمد أنور الساداتكما ذكرنا من قبل انه أدخلت توسعات جديدة على مسجد البدوي عام 1975، وآخر أعمال ترميمية كانت عام 2005في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك .

وفي كل عام يحتفل المصريين والعالم الاسلامي بمولد البدوي ويعد من أكبر الاحتفالات الدينية في مصرحيث تحتفل به 67 طريقة صوفية ويقام في منتصف أكتوبر من كل عام بمدينة طنطا الكائن فيها ضريحه بالمسجد الشهير المُسمّى باسمه، وياتي م

قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *