Share Button

بقلم: – أحمد مقلد
دكتوراة في فلسفة التربية تخصص تربية فنية
في ثاني مقال في سلسلة إحتراف الفن التشكيلي يجب أن نوضح بعض المفاهيم المتعلقة بالعوامل المؤثرة في التصميم والقيم الفنية المطلوب توافرها فيه حيث يقوم المصمم بتحديد تلك المفاهيم كأسس لبناء أي عمل فني وصياغته في صورة منظمة من خلال فهم ما يريد وكيف ينفذ، وفي بداية الأمر يجب أن نعرف ما هي العوامل المؤثرة في التصميم ويمكن توضيح تلك النقطة فيما يلي: –
• نوعية الخامة المستخدمة للتنفيذ والمهارات الادائية أو التقنيات المرتبطة بتنفيذ التصميم. فكلما زادت معرفة المصمم بإمكانات الخامات وطرق معالجتها أدى ذلك الى ازدياد أفكاره التخيلية للتنفيذ وقدرته على بناء تصور للشكل النهائي للتصميم.
• الوظيفة التي سيتم توظيف العمل الفني المنتج فيها. حيث أن أغلب الأشياء المصنوعة تصمم لخدمة وظيفة معينة، وباختلاف الوظيفة تختلف الخامة المناسبة للتنفيذ ويختلف الشكل. لذا فإن المصمم عليه ان يدرس متطلبات وظيفة المنتج وإختيار الخامة المناسبة للتشكيل حتى تفي بالهدف المنتجة له.
• الموضوع الذي يتناوله التصميم من خلال عناصر التصميم والاشكال المرتبطة به. هو من المؤثرات القوية في بناء العمل الفني لأنه يوحى بأشكال والوان وقيم سطحية تتعلق بنفس موضوع تنفيذ العمل الفني.
ولابد أن نعلم أن مرحلة التصميم تتم على مرحلتين: –
1. مرحلة تصميم المفردة الطباعية بما يتلاءم مع تقنية التنفيذ وما تشمله من أساليب أداء وطرق تنفيذ وخامات وأدوات حيث يختلف تصميم المفردة بإختلاف أسلوب التنفيذ، فتصميم مفردة الوردة مثلاً يختلف عند تنفيذها باستخدام وسائل التعبير المسطحة من خلال الرسم والتصوير عنها في محاولة التعبير المجسم من خلال النحت رغم أن المفردة واحدة ولكن أسلوب التنفيذ يختلف.
2. والمرحلة الثانية تتعلق بتصميم العمل الفني بشكله النهائي وفقاً لطبيعته أو استخدامه، حيث يختلف تصميم أشكال الملابس الخاصة بالسيدات عن تصميم ملابس الأطفال عن تصميم بطاقة معايدة …إلخ، مما يتطلب من المصمم أن يكون لديه تصور للشكل النهائي بعد تمام التنفيذ.
والقيم الفنية المطلوب توافرها في العمل الفني تتمثل القيم الفنية او ما يعرف بوحدة التكوين التشكيلي في بناء أي تصميم فني من خلال تصميم المفردات وتوظيفها في بناء تصميمات فنية مكتملة البناء مما يؤدي الى نجاح العمل الفني الذي اتخذ الابتكار والتجديد هدفها له، وهذا بالطبع يتطلب توفر المعرفة الكاملة لأسس التصميم وعناصره والتي تعتبر من اهم شروط النجاح في التنفيذ.
وتعد عناصر التصميــــم من أهم العناصر في إنتاج عمل فني متميز وتتكون من عناصر متنوعة وتختلف باختلاف الشكل التصميمي وعناصرها هي: –
• النقطة فهي أبسط العناصر التصميمية، ويميل معظم الناس إلى رؤيتها كشكل دائري، فهي لا تظهر أي اتجاه إذا استخدمت منفردة.
• الخط: هو الأثر الناتج من تحريك نقطة في مسار، أو هو تتابع مجموعة من النقاط المتجاورة وهو عنصر من عناصر التصميم الهامة في بناء العمل الفني ويوجد في الطبيعة بصور كثيرة ومتنوعة فمنها الخطوط البسيطة” مستقيمة، غير مستقيمة”، والخطوط المركبة” أساسها خط مستقيم، أساسها خط غير مستقيم، تجمع بينهما”، وهناك من يقسم أشكالها على النحو التالي: خط (أفقي – راسي – منحني – مقوس – انسيابي – مائل – منكسر – متوازي – متعامد)
• المساحة: قد تكون “مساحة اولية” لأشكال هندسية منتظمة كالمربع أو المثلث المتساوي الأضلاع أو الدائرة. و”المساحات المتعددة” في العمل الفني المصمم تختلف في، “عددها”. أي في عدد المساحات التي تدخل في حدود التصميم، “حجمها” أي صغر أو كبر المساحات بالنسبة لبعضها البعض وبالنسبة للمساحات الكلية للعمل الفني، “موقعها” أي موقع المساحات بالنسبة لحدود إطار العمل الفني وموقعه بالنسبة لغيرها، “شكلها” أي شكل المساحات فالمساحة قد تكون في شكل هندسي، وقد تكون نتيجة لدمج أكثر من شكل هندسي مع إجراء بعض التجريب والتعديل والحذف والإضافة لإنتاج مساحة ذات طابع خاص.
• الحجم: يتم تحديده من خلال مقدا الحيز الذي يشغله من الفراغ، ويمكن انتاج هيئات فراغية اوليه منه كالمربع من تكرار المثلث المتساوي الاضلاع أربع مرات. كما يمكن الوصول الى اشكال ثنائية نتيجة لدمج مسطحا تشكيليا كالمربع والمثلث لإنشاء المخروط.
• الملمس: يدل على الصفة المميزة لخصائص أسطح المواد تبعاً للمكونات الداخلية والخارجية وعن طريق ترتيب جزيئاتها ونظم إنشائها في نسق يتضح من خلاله السمات العامة للسطوح وهي: ملامس من حيث الدرجة “ناعمة، خشنة، منتظمة، غير منتظمة”، ملامس من حيث النوع “حقيقية، ايهاميه”، الملامس الحقيقية “هي التي نستطيع ان ندركها من حاسة اللمس والبصر نتيجة تباين مظهرها السطحي”، والملامس الإبهامية “هي التي يمكن إدراكها بحاسة البصر دون أن نستطيع تميزها عن طريق اللمس ويعرف هذا النوع بالملمس ذو البعدين”
• اللون: هو ذلك التأثير الفسيولوجي الناتج عن شبكية العين سواء نتيجة الصباغة الملونة أو عن طريق الضوء الملون وله ثلاثة خواص هي:
1- كنة اللون: يقصد بها أصل اللون والتي تميزه وتجعلنا نفرق بين لون واخر.
2- قيمة اللون: يقصد بها درجة اللون والتي توضح إذا كان اللون فاتح أو غامق.
3- الكرومـــا: يقصد بها مدى نقاء اللون أو مقدار اختلاطه بالألوان المحايدة “ابيض، درجات الرمادي، اسود”.
واللون ينقسم الى:
ا- ألوان اساسية (اولية): (الاحمر – الاصفر – الازرق).
ب- ألوان ثانوية: هي الالوان التي تنتج من خلط أي لونين اساسيين وهي (البنفسجي، البرتقالي، الاخضر).
ج- ألوان ثلاثية: هي الالوان التي تنتج من خلط لون اساسي مع لون ثانوي.
د- ألوان حيادية: وهي (درجات البني – درجات الرمادي).
• الفراغ: وهو العمق في التصميم عن طريق الإيحاء بوجود بعد ثالث وهمي يبتدعه المصمم.
والمحور الثالث هو أسس التصميم والذي يتضمن الآتي: –
الوحدة: – هو ترابط أجزاء العمل الفني لتكون العلاقات التي يمكن ادراكها من خلال وحدتها في نظام متسق ومتآلف ويخضع معه كل التفاصيل لمنهج واحد.
• الإيقاع: – هو تنظيم للفواصل بين النقط، الخطوط، المساحات، الاشكال، الالوان، تنظيم اتجاهات عناصر العمل الفني، ويعبر عن الحركة ويتحقق عن طريق تكرار الاشكال بغير الية وباستخدام العناصر الفنية.
• التكرار: – تتعدد أنواع التكرارات تبعا للإتجاهات التي تأخذها الوحدة في تجاورها وتعاقبها سواء على مسافات وأبعاد متساوية أو غير منتظمة ولكنها تختلف في أوضاعها ويمكن تلخيصهم فيما يلي: –
1. التكرار المنتظم (العادي): – وفيه تتجاور الوحدات الزخرفية في وضع ثابت ومنتظم سوء في الاتجاه الراسي أو في الاتجاه الأفقي.
2. التكرار العكسي: – وفيه تتجاور الوحدات في أوضاع مغايرة في اتجاه افقآ يمينا وشمالا أوفي الاتجاه الراسي أعلى وأسفل أو في اتجاه مائل.
3. التكرار المتوالد: – يتجلى هذا النوع من التكرارات في بعض الأشكال الهندسية التقليدية والتي تنتج من خلال تداخلها معا في توالد أشكال هندسية غير نمطية كما في الطبق النجمي في الفن الإسلامي.
4. التكرار المتبادل: – التبادل يعنى اشتراك أكثر من وحده زخرفيه ويختلف شكلها وقد تتفاوت مساحتها أو تتباين ألوانها في تجاور وتتعاقب إحداها تلو الأخرى وهذا النوع من التكرارات المستخدمة بكثرة في التكرارات الشريطية الممتدة أو الدائرية.
5. التكرار المتساقط: – يشمل التكوينات الزخرفية للوحدات التي تتجاور وتتعاقب بالتكرار المتساقط إما أفقياً أو راسياً مثل أحجار البناء.
6. التكرار المتدرج: – وفيه ينشأ العنصر الواحد صغيراً ثم متوسطاً فكبيراً وينمو من الصغر إلى الكبر بنفس مواصفات وصفات العنصر الصغير في الشكل والقيمة عدا شيئاً واحد أن حجمه يختلف من الصغر إلى الاعتدال حتى الكبر ومن ميزات هذا النوع أنه أكثر حركة وحيوية، لذا يكون من المفيد استخدامه في الايحاء بالعمق على سطح الصورة ولهذا يستخدم في خلفيات المسرح ونوافذ العرض.
• الاتزان: – يتضح من خلال ترتيب العناصر بشكل يتيح للمشاهد الاحساس بالاستقرار والاتزان ومن خلال التوازن بين العناصر والألوان والقيم.
• التناسب او التناغم: – هما أهم صفات التكوينات الطبيعية وتظهر واضحة في شكل فروع الأشجار كمثال ومن خلال الحجم وعدد الاجزاء ودرجات الميل للجذوع والافرع التي تتكون منها هيئات الاشكال للأشجار، وهذه النسب تخلق بدورها ايقاعا مكررا للأشكال والاحجام والتنظيمات.
• السيادة: – تكتسب بعض الاشكال صفة السيادة وبعضها الاخر صفة التبعية ومركز السيادة في العمل الفني هو النواة التي يبنى حولها العمل وهناك العديد من الوسائل التي يمكن بواسطتها ان تقوى مركز السيادة:
وفي النهاية أرجوا أن أكون أحسنت العرض وأتمني منكم استمرار متابعتكم الفعالة ، والقادم من هذه السلسلة المهمة لكل من يريد التعلم واكتساب مهارات العمل الفني وكيف يصبح أي شخص مشروع فنان ممتلك لأدواته الفنية ولديه من المهارات ما يعينه لصياغة أعمال فنية وإبداعية تنافس المحترفين برؤية مختلفة وأساليب تنفيذ متعددة وسترتبط مقالاتي التالية بالتنفيذ العملي لأعمال فنية وبتقنيات متعددة ولكن بشكل متدرج من البداية وحتي الاحتراف واعدكم انكم ستحصلون علي تعليم مميز وخبرات لن تجدوها الا من خلال متخصصين وبمبالغ مرتفعة اذا كانت ضمن ورش عمل او كورسات مدفوعة ولتكن مجد فيما تريد ان تكون وموعدنا القادم سيكون كيف ترسم البورتريه …. انتظرونا في القادم.Aucune description de photo disponible.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *