Share Button

” سلوكيات وقيم الشباب على الإنترنت “

بقلم .. محمد شكرى

بدأت ظاهرة المواقع الاجتماعية في عام١٩٩٧م ، وكان موقع”Six Degrees.com” أول هذه المواقع من خلال إتاحته الفرصة بوضع ملفات شخصية للمـستخدمين على الموقع، وكذلك إمكانية التعليق على الأخبار الموجودة على الموقع، وتبادل الرسائل مع باقي المشتركين، وإذا كان موقع “Six Degrees. com” هو رائد مواقع التواصل الاجتماعي، فيما فتح موقع “MySpace.com” آفاقا واسعة لهذا النوع من المواقـع ، منذ إنشائه ، بعد ذلك توالى ظهور مواقع التواصـل الاجتماعي، لكن العلامة الفارقة كانت في ظهور موقع FaceBook.com الذي يمكـن مستخدميه من تبادل المعلومات فيما بينهم وإتاحة الفرصة أمام الأصدقاء للوصول إلى ملفاتهم الشخصية .

لقد أضحت مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، مثل “الفيس بـوك” تعـرف بالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار، وقد كان على نطاق ضيق ومحدود في بداياته ، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقـت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبـصرية تـؤثر فـي قرارات المتأثرين واستجاباتهم، بضغوط من القوة المؤثرة التي تستخدم فـي تأثيرهـا الأنماط الشخصية للفرد)السمعي، والبصري، والحسي(ـ باعتبار أن المتأثر وأنماطـه محور مهم في عملية التأثير، مستغلة )أي القوة المؤثرة( أن السمعي سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو سمعه، والبصري حذر في قراراته لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع ، والحسي يبني قراراته على مشاعره وعواطفه المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المـؤثرين لتغييـر الآراء والمفـاهيم والأفكار، والمشاعر، والمواقف، والسلوك.

لقد أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي إسهامات عظيمة في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، كما أن لهـا دوراً مهماً في التشبيك والمناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غيـر منظمـة، وفـي تحقيـق المسؤلية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيـد، فقـد استطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيذ، لذا لا يمكن أن نعد التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغيـر مـع مـرور الزمن .

دراسات توضح أثر وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات وقيم الشباب .

أجريت هذه الدراسة من قبل نوف آل الشـيخ عـام )٢٠٠٦م( ، حيــث قامــت بدراسـة )٩١١( طالـب وطالبة من جامعة الملك سعود بالرياض وجامعة الملك عبـد العزيز بجدة ، وتهدف الدراسـة إلى التعـرف علـى اتجاهات العينة نحو تأثير العولمة الثقافية المتمثلـة في )بـرامج القنـوات الفضـائية ، واسـتخدام شـبكة الإنترنـت( علـى القـيم وكـذلك معرفـة مـدى اسـتخدام تقنيـات الاتصـال الحديثـة بــين أفـراد مجتمـع الدراسـة، واعتمـدت الباحثـة علـى مـنهج المسـح الاجتمـاعي عـن طريـق العينـة العشـوائية، واســتخدمت الاســتبانة كوســيلة لجمــع البيانات ، وتوصلت الدراسة إلى : أن هناك اقتناع لدى مجتمع الدراسـة بـأن وجـود الإنترنت أدخل تغيرات إيجابية في أفكار الشباب – أيد بعض أفراد العينة فكرة شراء كل

ما هو جديد من أجل مجاراة الآخرين-أن أفراد العينة لا ترى أهمية لبرامج التـسوق الدعائية الموجودة في الإنترنت والقنوات الفضائية – يرى أغلبية أفراد العينة أن توفر تقنيات الاتصال الحديثة يمنح الشعور بالاستقلالية والثقة في النفس.

كشفت دراسة بحثية)١٤٢٨ه(، صادرة عن كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز- رحمه ﷲ – للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبد العزيز بجـدة ، الآثـار الـسلبية لمواقـع التواصل الاجتماعي على السلم القيمي للشباب .

ورأت الدراسة أن الاهتزاز القيمي بـدأ بالظهور بعد طفرة الجيل الثاني من الويب، وولادة شبكات التواصل الاجتمـاعي كــ

Face Book – Twitter وغيرها ، والتي تتسم بعناصر مثيرة وجاذبـة، كالفوريـة Immediacy، التفاعليةInteractivity، وتعدد الوسائطMultimedia، والتحديث Updating ، ما أدى لزيادة ساعات الاستخدام والتعرض، والاعتماد عليهـا كمـصدر وحيد للأخبار والمعلومات ، و نظراً للتنوع الواسع لفئات المستخدمين، وتعدد مستوياتهم الثقافية والأخلاقية وتبعا لقانون الـشباب والتأثر برزت ظواهر سلبية في سلوك الشباب غريبة عن قيمنا وتقاليدنا ، كما ظهرت جماعات تدافع عن تلك القيم وتـدعو لتبنيها، وهذا معناه نجاح عملية الفيروس الأخلاقي في اختراقنا

وتأتي أهمية الدراسة من خطورة الآثار الناجمة عن المشكلة، والمتعلقة بعنصرين هامين في البناء الاجتماعي هما عنصرا الشباب والنسق القيمـي للمجتمـع، وتعتمـد على رصد وقياس العلاقة بين متغيرات ثلاثة : شـبكات التواصل الاجتماعي، كمتغير مستقل ، والنسق القيمي الأخلاقي كمتغير تـابع، ودوافـع التعرض ونوعه والفروق الديموغرافية ومعدل الثقة متغيرات وسيطة.

ومما سبق نستخلص:

١- ارتفع معدل استخدام الشباب لشبكة الانترنت .

٢- وحول شبكات التواصل الاجتماعي أكد معظـم العينـة بنـسبة٨٦,٣٣%أنهـم يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي عبرالانترنت بانتظام ، ولاشـك أنهـا بـذلك استطاعت إن تخلق مجالا عاما أحدث تأثيرا علي النسق القيمي الأخلاقي.

٣ ـ تبين أن معدل الثقة في مواقع التواصل الاجتماعي منخفض للغاية.

٤-انتهت الدراسة إلي أن مقياس النسق القيمى للشباب يتسم بالثبات إلى حد ما.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

4 thoughts on “” سلوكيات وقيم الشباب على الإنترنت “”
  1. المقال مش كفاية يا دكتور ـ يا ريت مقالات أكتر في نفس الموضوع .
    و ممكن تكون حلقة توعية يا دكتور .
    في إنتظار كل جديد من حضرتك

  2. ربنا يكرمك يا أستاذ محمد ـ أنت علامة مميزة دائماً .
    بالتوفيق و النجاح ـ كل عام و حضرتك بخير .
    ……………………………………………………………………………….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *