Share Button
سماءُ أوْدِيَتي رُؤي
زهير توفيق
( نص شعري يؤدي وظيفة السرد)
بقلم/ سليم النجار
متابعة/لطيفة القاضي
قد يبدو العنوان محفزاً ومثيراً عن تجربة الباحث في الفلسفة والأكاديمي٠٠ والذي تعددت تجاربه وتزاحمت لديه الأسئلة حول قضايا الإبداع في عالمنا العربي حتى اصبح هو الشاعر والسارد٠ الذي يقدم تجربته الشعرية الأولى٠ لكنه المبدع الأشكالي ساهم بقدر كبير في ما آلت إليه الحركة الفلسفية في الأردن٠
لكنه إلى ذلك يحتفظ ويعتز بلغته الشعرية الحاملة في نصه، يناقش من خلال قضاياه حتى المتعلقة بالتجريب والتحديث ثم يبقى نصه خير وسيط بينه وبين المتلقي وهو يناقش الإنساني في تجربته الشعرية،: ( وكان عليَّ كي أخْتارَ من الأشْياءِ، الحيرة والصّبّار، ونِسْغَ الأرض ص٣٤)٠
وطرح زهير توفيق في نصه الشعري وعلى مستويات متعددة الكثير من الأسئلة منها ما يتعلق بالمضمون حول مجتعنا العربي وموقفه من المقدس من خلال عدد من الأفكار التي بدت صامته، ليناقش قضية من اخطر القضايا التي أفرزتها التحولات التي اجتاحت مجتمعات عربية كاملة وهي حالة الفكرة التنورية المستبلة مرة والمقهورة مرات رغم العنف الذي يبديه أحياناً البعض اتجاه فكرة التنوير وهي غائبة أو المغيبة أو هي السلعة والحامل الأكثر رواجاً كشعارات بفعل فاعل، سواء عن السنة تلوك الفكرة بسذاجة مفرطة، يعريها زهير توفيق على طريقته الإبداعية؛: ( بحَضْرِة الأشياءِ في الوادي المُقدَّسِ بين ذاتي والوجود
انا الوعود
أنا الرعود ص٤٦)٠
وفي هذه الوجوه الصامتة التي تبدو أيقونية في بعض النصوص،قدم زهير توفيق نماذجه محققاً أقصى طاقة تعبيرية بحرفية الفليسوف الذي يناهض العشوائيات، فإلى جانب هندسيات اللغة التي وظفها وأثارت التعبير،: ( او رَكْعَتيْن بلا خُشوعٍ للِمَزيدِ من العَذابِ المُخْمَلي ص٥٩)٠
والمبدع- في الحال هذه- يقوم بدور التَّوسُّط الفنيّ٠ إنه ينتقي من ” التاريخ المادي الوثقائيّ” ما يتَّسق وتبئيره فحسب، من أحداث ووقائع، مُوظِّفَاً إيَّاها في نصه الإبداعيَّ، بعد تفكيكها وغربتلها وإعادة صوغها، بنائيّاً، بما يتناغم ورؤيته المعرفية الفلسفيّة والتخييليّة الجماليّة،: ( فاخْطُفْني إليكَ من خَشبِ الصَّليبِ
أنا رؤايَ ص٩٢)٠
ولا يرى زهير توفيق من معالِ موضوعيَّ لتأطير أحداثه وعكسها، درامياً، سوى احتذا نهج المسرح ” الوثقائقي” واعتماد أدواته المعرفيّة؛ ومعاييره الفنيّة- الجمالية٠
الرؤية السّرديّة، وبنائيّة الخطاب السرديّ، ووسائطه: يقدّم ” زهير” أحداثه عبر معادلٍ ينحو منحيين اثنين:
في أولهما : تغدو الوثيقة التاريخية الموضوعية هي المادّة التي يتكئ عليها في بناء هذه الأحداث، محددا- في الوقت ذاته- موقفه منها، من خلال( الأصوات اللغوية/ وكأنها الجوقة التغريبية) ؛: ( أبعَدتُ روحي عن سماءِ الغابِرينَ القادمِينَ إيذاناً
بقيصرَ أو بكسرى في مداخلِ أورشاليم ص٧٧)٠
أما الثاني: فإنه يحوّل هذه الوثقية التاريخية إلى فرجةٍ مسرحيةِ، معتمداً لعبة ” المسرح داخل المسرح”، ومستخدماً تقانات الحشود في سبيل تحقيق المشهدية، من مثل ” خيال الظل”،: ( وَالمنامُ يَعجُّ بجيشِ كِسْرى في الطَّريقِ
فمَن أنا؟، في ضوءِ أنَّ القدسَ تحت الانْكسارِ
وَتلك روحي في السَّماءِ، تَباعدتْ عِّني
وَسارتْ في السَّديم إلى الجحيمِ ص٧٩)٠
زهير توفيق دعا لصرخة تحدِّ وقورة تقف في قمة الهرم من هنا انطلق ديوانه الشعري ” سماءُ أوْدِيَتِي رُؤاي”٠٠٠ حيّ على اليقظة٠
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *