مقال أ. د/منى فتحى حامد
على مختلف العصور و على مرمى الأذهان نستمع عن صالونات للاجتماعات و اللقاءات الفكرية و الثقافية …إلخ
و كانت الصالونات بها ملمس جمالى و إبداعى فى إثراء السعادة على كل أرواح الأفراد ، و كانت تتميز بطابع جذاب فى الهدوء و الحضور و الفكر و تبادل الأحاديث و المناقشات و الحوارات فيما بين الأشخاص…..
و كان من أهم الصالونات التى تواجدت بتلك الأزمنة صالون « محمد عبده ، مى زيادة ، سعد زغلول …الخ»
فللصالونات بهجة تعم على كل الحاضرين ، سواء مَنْ منهم فناناً أو شاعراً أو روائياً أو مُتملِكاً لأى فنون أدبية أو تشكيلية أو فنية أخرى…
حتى لو كان من ما بين الحاضرين مستمعاً أو منصتاً و متذوقاً للفنون عامة….
فهذا الصالون ينم عن ترابطاً و انجذاباً خلاقاً سامياً لكل موهبة حقيقية ، و قد يكون علاجاً روحانياً لتجميل الواقع بأعيننا بما يحتويه من رقي و سمو تربوى و ثقافى و فكرى…
الصالون يشتمل أيضاً على زيادة المعرفة و التواصل الاجتماعى عن طريق زيادة العلاقات الاجتماعية ، و أيضاً زيادة الدراية لكل ما يكون ماراً بِحياتنا و فى عالمنا ، بل إنه يعمل على التعلم و اتساع الأفق و زيادة مدارك العقل….
بل يتزايد التعلم للتوجه للمقارنة البناءة فى شتى الفنون…
فتعددت الصالونات و كثرت بجمالها و فعالياتها ، و فى ظل الانفتاح و العولمة ، اقتربت المسافات بين الشعوب و الدول ، و أصبحت إلتقاءات فكرية ثقافية و إبداعية شاملة و عالمية…
يتعامل الصالون لخلق مبدعين و فنانين ، حيث إنه وسيلة للاستماع و للإرشاد و للتعلم و سبيل للاستمتاع أيضاً ، و محاولة لتيسير الطرق و الأمور للإستيعاب الأفضل ، و تحت ظل رايته يكون الجميع سواسية بالانسانية و الموهبة و الأخلاق الحميدة ، و التساوى بين الفقير و الغنى ،و تساوى الرجل مع المرأة فى الابداع و التألق الثقافى ، و عدم وجود متكبر أو متعالِ بين كل الحاضرين…..
لكن أُخِذَ على الصالونات عدة انتقادات لسلبيات يجب معرفتها و الإنتباه إليها ، حتى يتم التفادى لها أو الوقوع بها ، و يظهر الصالون بمظهر لائق بأعين الجميع ..
و منها ::
—————-
1- نسب كلمة صالون لشخص ما ، هذا فى حد ذاته شرف و فخر ، لكن إذا لم يتعامل مع الحاضرين على أنهم تابعين له أو رعاة .
2- يُخصص الصالون لأمر واحد ليس متنوعاً ، حتى ينتبه الجميع لما يأتون من أجل الانصات إليه ، فإن كان أدبياً فليختص بالأدب الثقافى فقط و إن كان علمياً فهو للعلم و هكذا….
3- عدم الإهانة للحاضرين تحت أى شكل من الأشكال ، فهم ليس لهم أى علاقة بمعاناةٍ فردية أو شخصية لشخص ما .
4- اختيار المكان و الوقت المناسب للصالون ، لما يتناسب مع ظروف الجميع ، و أيضاً يكون المكان مناسباً لحالة الطقس و المناخ و عدد المتواجدين…
5- النظام و الترتيب بين الأشخاص بالحضور و ليس تواجداً للمقربين و للمحسوبية أن يكون لها الأولوية….
فالأمنيات دائماً للإزدهار و للنبوغ و للترقى بجميع الفنون الثقافية و التشكيلية و الأدبية و المتنوعة…الخ