منير الحاج
لا شيء يزيل تجاعيد الحزن سواء الفرح ، ولا تغسل المدن سوى قطرات المطر ، والمدينة بلا فتية شباب كهف مهجور وكقرية خراب ، وصنعاء رغم القصف والدمار ، وانهيار وضعها الاقتصادي إلا أن الفرحة فيها تبدو وكأنها وشاح مطرز باللؤلو والمرجان…
في هذا العيد والمدينة تداعب نوافذها قطرات المطر حين الشروق ، وتعزف موسيقى الحب على سفوحها كل مساء أتت الفكرة في خلد الجميع فترجمت فرحة كاملة على واقع الأرض ، وكانت فريدة كتفرد من ولدوا من وجع الأرض المكلومة ، وأرصفة الضياع الغارقة بالدم والأحقاد…
فرحة عيد مبادرة شبابية طوعية قررت للعام الثاني أن تنشر الفرحة ، وترسم الابتسامة على ثغر الأطفال في شرفات المنازل ، والباعة المتجولين في الشوارع والجولات ، وها هي للعام الثاني على التوالي تبدأ جولتها في الشوارع من الساعة الثالثة عصرا وحتى الثامنة مساء ولمدة خمسة أيام…
يرتدي البعض منهم أقنعة كبيرة لشخصيات كرتونية ، ويحاولون بحركاتهم البهلوانية ـ من على متن السيارات المزينة بالبالونات ـ إثارة الضحك للمارة صغارا وكبارا ، وهناك فريق كبير من الشباب يرافقونهم ليوثقوا الفرحة ، ويوزعوا الحلوى على الصغار…
فرحة غامرة يصنعها شباب المبادرة منتشلة بذاك الطفولة من أرصفة البؤس والضياع إلى عالم ملؤه السعادة والأحلام، وتبقى صنعاء ـ عاصمة اليمن ـ مهبط الخير ، وبطن اليمن الحاملة للسُعد.