Share Button

بقلم/ محمد أحمد غالى

كان العارف بالله أبو الحسن الشاذلي رحمه الله حسن المظهر يحب إظهار نعمة ربه عليه بحسن المظهر والملبس، يحج كل عام إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة. وكان ذو علمٍ واسع بالعلوم المختلفة، فقد كان على دراية واسعة وبارعا فى علوم اللغة، والنحو، والتصريف، وأصول الفقه، وعلوم الحديث، والتفسير. تزين رضي الله عنه
بالتواضع، والمظهر الحسن، والزهد، وعلو الهمة، والاعتدال في المشرب والمأكل والملبس، وفصاحة اللسان.
يقول المتصوفون : ( إن طريقة أبو الحسن الشاذلى مفتاحها الحب فى مقابل طريق المجاهدة المعروفة قبله، وأنه كان ينطلق من الحديث الشريف وهو أن أعرابيا سأل النبى، صلى الله عليه وسلم: «متى الساعة ؟» فأجابه صلى الله عليه وسلم: «وما أعددت لها؟» قال: «ما أعددت لها كثير صوم وصلاة غير أنى أحب الله ورسوله» قال صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب».)
من أقوال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :
(انتقل من العادة إلى العبادة فالنيات في تصير العادات عبادات ومن العبادة إلى المعبود ومن المعبود إلى الشهود.)
وقال أيضا : (عنوان الطريق الأدب، لا يمكن أن تتعرف على الله إلا من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن تتعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من باب الأدب مع وارثه، من لا أدب له لا سير له، ما نال من نال إلا بالأدب وما حرم من حرم إلا بترك الأدب، أصعب شيء على النفس الفضيحة.)
وقال أيضا : (الكذاب ثلاثة، كاذب على الله وكاذب على الناس وكاذب على نفسه وأسوءهم الكاذب على نفسه، المحروم من حرم خير الزمان و خير الزمان في رجال الزمان، ليس المحروم من لم يعط، ولكن المحروم من اعطي ولم يأخذ.)
فهذه وصيتي فخذها واعمل بها لأن العلم ينادى بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
وقد قال الإمام أبو الحسن الشاذلي الشعر، وكان شعرا فصيحا عذبا، مؤثرا على القلب والوجدان وله قصيدة جميله قال فيها :
شربنا كأس من نهوى جهارا
فصرنا بعد رؤيته حيارى***
غمضنا الحال والكيسان تجلى
ظننا أن فى الكيسان نارا***
مشعشعة لها نور عظيم
ولا للقلب عنها اصطبارا***
شربنا نقطة منها فهمنا
فان متنا فلا فى الموت عارا***
فان متنا فلا عار علينا
ولا فى شرعنا للقتل عارا***
فمنا من يموت على وضوء
ومنا من يموت على طهارا***
ومنا من يكن على رأس جبل
ومنا من يكن فى قاع غارا***
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *