Share Button

عندما تفتح التابوت سيخيم الموت كل من حوله ..تعرف علي سر لعنة الفراعنة
كتب احمد عدوي.الجيزة
لا تفتح التابوت.. فسيضرب الموت بجناحيه كل من يُعكر صفو المَلِك”.. تلك هي العبارة التي كُتبت على جدار مقبرة الملك توت عنخ آمون التي اكتشفها العالم الإنجليزي “هاورد كارتر” في منطقة وادي الملوك بالأقصر عام 1922

هنا كانت البداية، عندما قام عالم المصريات الإنجليزى هوارد كارتر باكتشاف المقبرة أثناء أعمال التنقيب عن الآثار بالأقصر، حينها تواصل كارتر مع اللورد جورج إدوارد كارنارفون الممول المالي لمشروع البحث، وأخبره بهذا الاكتشاف، وطلب منه الذهاب بنفسه ليرى المقبرة.

كان لدى هاورد كارتر عصفور كناري داخل قفص، وبينما كان يقف مع مساعده سمعوا صوت صرخة عالية ووجدوا ثعبان داخل القفص فقتله كارتر، ولكن كان العصفور قد مات بالفعل.. هنا تحدث المساعد قائلاً:”ها قد بدأت اللعنة، حيث كانت هذه أول مرة تذكر كلمة ( لعنة الفراعنة)”.

وصل الممول جورج كارنارفون للقاهرة، ثم توجه مع هاورد كارتر للأقصر، وفتحوا المقبرة مع مساعديهم وبدأوا استكشافها، وكانت المقبرة كاملة بها الآلاف من القطع الأثرية، وعندما وصلوا للتابوت الحجري للملك وجدوا بداخله تابوت آخر، وعندما فتحوه وجدوا بداخله تابوت ثالث ذهبي يستلقي به الملك الصغير في هدوء تام.

وتم تحديد الموعد في نوفمبر 1922م، لافتتاح المقبرة بحضور أهم الشخصيات والعلماء من جميع أنحاء العالم، وفي نفس اليوم توفي الدكتور محمد زكريا الذي كان مُشاركًا للمشروع بمرض غريب جداً، وانقطعت الكهرباء عن القاهرة كلها، وتولت الصحافة هذه المهمة وربطوا بين وفاة الدكتور محمد زكريا وانقطاع الكهرباء، وأن هذا قد حدث بأمر الملك الصغير، و ما زاد الأمر تأكيداً أن اللورد كارنارفون الممول المالي للمشروع لدغته بعوضة، وسببت له تسمم في الدم؛ مما أدى إلى وفاته، زادت اللعنة وضوحا فى نفوس الناس خاصة أن جميع العمال والمساعدين الذين دخلوا المقبرة لأول مرة ماتوا جميعاً بحُمى وأمراض صدرية مزمنة فجأة و في وقت واحد تقريباً، وتوالت الأحداث الغريبة التي تؤكد صحة ما كُتب على جدار المقبرة.

وانتشر مفهوم “لعنة الفراعنة” في كل أنحاء العالم لدرجة أن كثيرا من الأثرياء الذين اشتروا بعض القطع الأثرية الباهظة بدأوا يتخلصون منها خوفاً من أن تصيبهم اللعنة، ولكن الإعلام العربي والغربي لم يتوقف إلى هذا الحد، وبدأوا يربطون الأحداث بعيدة الأمد بلعنة الفراعنة، وهذا قد حدث مع أشخاص كانت ظروف وفاتهم منطقية ومعروفة ولا علاقة لها بهذه الخرافة.

وبدأ الروائيون الكبار مثل آرثر كونان مؤلف شخصية “شارلوك هولمز” الشهيرة يكتب عن لعنة الفراعنة ويذكرها كثيرا في كتبه ورواياته، مما آثار اهتمام الإعلام والصحافة بالموضوع، بالإضافة لمئات الأفلام والرويات والكتب التي حققت أرقاما قياسية في الربح، والتي بُنيت على مفهوم “لعنة الفراعنة”.

الغريب في الموضوع أن لفظ “لعنة الفراعنة” لم يُذكر إلا عند اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ولم يُسمع به قبل ذلك ولا حتى بعدها، أما الملك فقد كان صغير السن ولم يُحقق أي إنجازات، وأن شهرته تعود لمقبرته التي عُثر عليها كاملة بعد 3300 سنة تقريباً لأول مرة في تاريخ اكتشاف المقابر، و كانت المقبرة تحتوى على كم هائل من القطع الأثرية، والتي استغرق فحصها واستكشافها مدة تعدت 17 سنة، و بالتأمل في سيرة الملك الشاب سنجد بعض الأسئلة مثل:

كيف لملك صغيرالسن ولم يكن له أثر كبير فى مجريات الأحداث أن تكون لهتلك اللعنة التى أصابت كل من اقترب من الآثار الملكية؟، وإذا كان الأمر كذلك فمن الأولى أن تكون اللعنة في مقابر الملوك أصحاب التاريخ العظيم مثل رمسيس الثاني وأمنحتب الثالث مثلاً، بالاضافة إلى مقبرة سيتي الأول التي أُكتشفت قبل مقبرة توت عنخ آمون وقام العالم جوفاني باتيستا بعرضها كاملة في معرض في لندن و لم نر أي لعنة؟!

وهناك العديد من المقابر التى تم اكتشافها قبل مقبرة الفرعون الذهبي ولم يتحدث أحد عن تلك اللعنة، مثل مقبرة الملكة تي جدة توت عنخ آمون، والملك أمنحتب الثاني، بالإضافة لـ 63 مقبرة لملوك وملكات مشهورين دخلها العلماء واكتشفوها مع وجود عبارات مماثلة لتلك التى على مقبرة الملك الصغير ولم تظهر “لعنة الفراعنة”، وإذا ما توغلنا فى التاريخ فإن البشر جميعا لم يشيدوا أضخم من هرم خوفو، الذى تحول لمقبرة لأعظم وأقوى ملوك مصر القديمة الملك، والذي تُفتح مقبرته للزوار دائماً و لم تصيب اللعنة أحدا عند افتتاحها؟.

ليس من المنطقي إذن أن تكون مقبرة ملك صغير ليس له أي إنجاز “ملعونة”، فما السر وراء ذلك؟

الرد على هذا التساؤل، ربما يعود إلى الكهنة قديماً، حيث كانوا ينشرون السموم في أركان المقابر وعلى الأثاث، فضلا عن الغازات السامة حول التوابيت والبكتيريا المميتة في الجو، وهذه السموم ذات مفعول قوي جداً و ممتد، وكل ذلك كان خوفاً من اللصوص لحماية المقابر، بالإضافة إلى أن المصريين القدماء كانوا أول من اكتشف السموم و زرع النباتات السامة.

و قام العلماء بتحليل بعض العينات من مقبرة و التوابيت ووجودوا بها نسب كبيرة جدا من الفورمالدهيد والأمونيا وكبريتيد الهيدروجين، وكلها غازات سامة تقتل الإنسان الذي يستنشقها، ووجدوا أيضاً بعض المواد المشعة السامة التي استخدموها في أغراض حفظ وتطهير أغراض الجثث، ووجد أساتذة البيولوجي في طب جامعة القاهرة عند فحص شخص من مستكشفي المقابر الأثرية أنه قد مات بتأثير بعض الفطريات السامة الموجودة في المقابر، والتي أدت لالتهاب الجهاز التنفسي، أضف إلى ذلك أن المقبرة كانت مغلقة لآلاف السنين، ولم يتجدد الهواء بداخلها؛ لذا فمن البديهي لأي شخص يدخلها مندفعاً لأول مرة أن يُصاب بضرر في جهازه التنفسي، وبالفعل أصبحت هذه القاعدة لعلماء الآثار منذ اكتشاف المقبرة.

وبالمناسبة للدكتور محمد زكريا الذي قد توفي مباشرة يوم اكتشاف المقبرة فقد أثبتت الأبحاث أنه قد جُرح بآلة حادة مُسممة داخل المقبرة أدت لوفاته، والكهرباء لم تنقطع عن القاهرة في ذلك اليوم، ولكن كان هذا ضمن الـ show الإعلامي لتضخيم الأمور، أما العالم هاورد كارتر مكتشف المقبرة فلم يُصبه أي مكروه، ومات في عمر 64 عام.

ووفقا للعقيدة الإسلامية، فقد ذكر سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن المصريين القدماء أتقنوا السحر، فقد يكون هناك بعض السحرة الذين سخروا الجن لحماية المقابر، ولكن هذا ليس هو السبب الكافي لتحقيق مفهوم “لعنة الفراعنة

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *