Share Button

«عند الوجع»

هاجر أبو الخير

عند الوجع تضيع سبل النجاة، فلا تدري إذا كانت القاضية أم لحظات وستزول؟ لكنك مع كل صيحةٍ من الألم تشعرُ أن الممات أرحم، تمر الدقائق وكأنها ساعات، تلمس بيدك اليمنى صدرك ، تربتُ عليه بخفة لعل ذلك يبعد عنك ولو القليل من ذاك الوجع، تُسكِرُك الطعنات وتتزايد دقات قلبك معلنةً فقدانها التحكم، ومعها يخذلُك الشعور الجميل ويستحوذ داخلك شعور سيء ، ومن هنا تبدأ الذكريات بالمجيء ، متتابعة الواحدة تلو الأخرى، تلك الذكريات التي لطالما جعلتها تستقر في مؤخرةِ رأسك، تهرب منها كلما أشرقت بالقدوم مرة أخرى، لكن الهرب منها يصبح أشبه بالمستحيل، تقيدك كالمسجون وهي الجلاد الذي لا يرحم، فيباشر الصداع بالقرع على جوانب رأسك لتستفيق على دموع حارقةٍ لأجفانك وأنت هو ذاك الخاضع المستسلم المنهك من الحروب التي تندلع بداخلك ، إنها لحظة ما عند الوجع، تلك اللحظة التي تحاول حذفها، حرقها، استنكارها دون جدوى، تبادر بالنسيان لكنها أقوى من أن نهاجمها به، نحايدها لكنها تنتصر على الحياد فتسلبُ منا بعضًا من وقتنا لِتُعيدُنا لنفس المنتصف الذي وقعنا فيه.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *