منذ الصغر وتشكل ميولك وظروفك والظروف المحيطه بك تطلعاتك وقد لايكون هناك سقف لاحلامك ومن هنا البدايه الام والاب يعني بدايه الحكايه والمدرسه لها جزء كبير من تلك البدايه التي تساهم بالسلب او الايجاب في تنميه وترسيخ ميولك او نشر روح الكراهيه في تلك الميول وربما التطلعات ولكن الابوان هما الموجهان الرائسيان لذلك ولنختصر المسافه ونوجز في القول تم حصولك علي مؤهلك واديت خدمتك العسكريه وخرجت الي سوق العمل هذا السوق الذي اقل ما يوصف به وحش لابد من ترويده او التعايش معه وطبعا الان معظم شبابنا يبحث عن المكتب المكيف والاداره المكتبيه وفعلا قد يوفق اقل القليل منا الي ذلك والاخر الي الكفاح والمعاناه فتجد من حصل علي بكالوريوس او ليسانس يعمل فران او بائع في محل اوسائق توك توك يعاني من الاحتكاك بمدمني المخدرات ومحبي الرزيله من نظرائه سائقي التوتوك الاخريين ودوما مايؤخذ بذنبهم وهو في الحقيقه مكافح محترم ابي الجلوس او الوقوف علي النواصي لتعاطي او الاتجار بالمخدرات وقد يتعرض الي سرقه ايراده او توكتوكه بالاكراه من قبل البلطيجيه الذين يملؤن الشوراع ولا رادع لهم وما يترتب علي ذلك من وجوب الوفاء بالالتزامات التي لا يرحم اصحابها وقد يزجك ذلك الي طريق غير قويم يمقته ويحرمه الدين والشرفاء في تلك الدنيا فتندم مرتان عن الوقت الذي كنت تمشي فيه مستقيما وقد تقتنع بان الوصول الي الهدف باقصر طريق ليس هو الخط المستقيم والندم الاخر المغلف بالغضب عندما تقع تحت طائله القانون لممارسه ما يحرمه ويعاقب عليه ذلك القانون بالرغم من انه لم يحميك ممن دفعك الي هذا الطريق
تخيل ان بدايه طريقك من لاشيئ وليس من الصفر بل من تحت هذا الصفر ورسمت لنفسك طريق يفوق اقرانك ونظروا اليك كمن ينقر علي الماء وسخروا منك وقلت لهم ساكون احسن منكم وغدا قد يكون قريب وتبدء رحله المعاناه والحرمان والعراقيل الطبيعيه او التي توضع بطريقك تحرم نفسك دونما ان تحرم المحيطين بك تتحمل الصعاب وتمنحهم المزايا التي قدر لك ربك ان تكون في يدك تكون سدا لهم وتتلقي الطعنات ولا تنطق بكلمه اه ويمنحك الله النعمه تلو الاخري وتقدمها لمن حولك وكل بذره في يدك تغرسها والامل يملئ قلبك ويحبببك في غدك وتنتظر ان تري الورود في الحديقه التي افنيت عمرك في تشيدها ولكن تكتشف انه لا ورود ولكن شوك حاد اطرافه ساما محتواه تنتظر ان تذوق منه طعم العسل فتجد احشائك تتقطع من سم ما ظننته عسلا ولسانك يتلوا من طعم الصبار وفي النهايه تكتشف بانك تغرس بذورك في ارض مالحه او صماء غير صالحه للزرع ولا ينبت بها حب ولحظتها وحينها تشعر بالندم علي ما فعلت وما ظننت انك تحسن به الي من حولك والغضب قد يعصف بنفسك او يفسد عقلك وتسترجع شريط حياتك وتجد انك لم تاكل حرما ولم تظلم احد ومره اخري تنتابك نوبات للغضب والندم وقد تهيم علي وجهك وتترك مالك وحياتك ونظرنا لذهاب عقلك تتسول الناس وقد كنت تعد من اسيادهم وستجد نار دموعك الملتهبه تحرق وجههك وقد تعمي اعينك