Share Button

غَريبُ الروحِ فِي جَسَدٍ
بقلم مصطفى سبتة
غَريبُ الروحِ في وَطَنِ المآسي
وَفِي جَسَدٍعلى الآهاتِ يُمْسي
حَبيسُ الْغُرْبَتَيْنِ وَلَيْتَ نَفْسِي
يُقَطِّعُها الأَسَى مِنْ يَوْمِ أَمْسِ
فَيَجْمَعُ شَمْلَها أَحْفادُ سَعْدٍ
لَهُمْ في الْغابِرينَ طُلوعُ شَمْسِ
أُسائِلُها إذا ما اللَّيْلُ أَرْخى
هَواجِسَهُ وَعَسْعَسَ دُونَ عَسِّ
مَتَى ياروحُ تُعْتِقُكِ الليالِي
وَتُذْهِبُ عَنْكِ مُعْتَقَلِي وَحَبْسي
أُطاوِلُها الدُّجَى أَرَقَاً فَتَأْبَى
لِتَقْضِي لَيْلَها بِخَرابِ عُرْسِي
كَأَنَّ الدَّهْرَ أَسْكَنها الْمَآقِي
وَأَطْعَمَها الْضَّنَى بِنَباتِ وِرْسِ
فَلا تَنْفَكُّ عَنْ إجْهاضِ أُنْسِي
وَتَقْضِي هَمَّها بِلِزومِ هَلْسِي
فَمَا لِزَوالِها تَرْتيلُ قاضٍ
ولا لِرَحِيلِها تَعْميدُ قِسِّ
سُؤالُ الْقادِماتِ مِنْ اللّيالي
أَيَوْمُكَ فارِقٌ عَنْ يَوْمِ أَمْسِ
أَمْ الآهاتُ تَتْبَعُها مَآسِي
تُداوِلُها الْحَناجِرُ بِالْتَأَسِّي
يَموتُ الطَيِّبونَ بِرَأْسِ خَسٍّ
وَيُقْبَرُ بَعْضُنامِنْ دُونِ رَأْسِ
وَيَزْرَعُنا الْغُزاةُ دُروعَ حَرْبٍ
وَهُمْ يَقْضونَ لَيْلَتَهُمْ بِكَأْسِ
بَقَتْ فينا بَدائِلُهُمْ جَراداً
سَتَحْصُدُ زَرْعَنا مِنْ دُونِ حِسِّ
تَماطَرَ حِقْدُهُمْ غَضَباً عَلَيْنا
رُؤوسُ الشََّّرِّ مِنْ جِنٍ وإنْسِ
فَمَا تَرَكُوا لِشارِدَةٍ مَحيصَاً
ولا أَبْقَوْالِأَهْلِ الْعِلْمِ كُرْسي
أَلايا أَيُّهاالدُّخَلاءُ عُودوا فَلَنْ
تَرْضَى الْعَراقَةُ بِابْنِ عِرْسِ
فَلَوْلا فُرْقَةٌ وَدَخيلُ قَوْمٍ
وَدُولارٌ على العُمَلاءِ يُمْسي
لَمَا كَسَرَ الْغُزاةُ عَصَا عَلِيٍّ
بِطَعْنَةِ خَنْجَرٍ في يَوْمِ نَحْسِ
تُقَلِّبُني بَناتُ الدَّهْرِ حَتَّى
تَشابَهَ غَدْرُها وجُمودُ حِسِّي
وأَنْكَرَني أَخو قَوْمي لِأَنِّي
جَعَلْتُ الدَّرْبَ لِلْأَجْيالِ شَمْسي
وقاتَلَني وأَضْرَمَ في دِياري
وَأَفْرَغَ جُعْبَتي وأَضاعَ تَرْسي
حَبيسُ الْغُرْبَتَيْنِ وليتَ شِعْرِي
أَفْي هذي القُيودِ يَكُونُ رَمْسي
فَيَا وَطَني وَمَا أَبْقَيْتُ شَيْئاً
دِفاعاً عَنْكَ مِنْ مالي وَنَفْسي
تَموتُ الأُسْدُ في الغاباتِ جوعاً
إذا كُسِرَتْ قَوائِمُها بِرَفْسِ
سَيَكْبَرُ يافِعوكَ لِأَخْذِ ثَأْرٍ
وتَنْظُرُ ما يَكُونُ بِيَوْمِ هَرْسِ
فلا نامَ الْعَدُوُّ قَريرَ عَيْنٍ
ولا هَنَأَ الْغُزاةُ بِشُرْبِ كَأْسِ
سَأَبْقى شاعِرَ الْوَطَنِ الْمُفَدَّى
وَأَزْرَعُ فِيهِ أَيَّامِي وَقَوْسِي

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *