Share Button

فلسفة الصوم

                                            بقلم : د. مجدي إبراهيم

في تراثنا الأدبي والفكري، لا سيما عند مفكري وأدباء القرن العشرين في مصر، نظرات ثاقبة من حقنا أن نتوخّاها وندرسها ونستفيد من معالمها الثقافية والنقدية والتنويريّة، وبخاصّة إذا كانت تلك المعالم باقية فينا من حيث كونها تتصل بالوعي الإنساني لتهذب النفس وتصقل مدراك العقل، وتصل الجديد بما يسبقه من جوانب الأصالة والابتكار، حتى إذا عكف شبابنا المثقف على الأصالة في عيونها التليدة أصبح له من الوعي واتّساع الأفق ما عساه يؤهله أن يصل الطارق (الجديد) بالتليد (القديم)، ولا سيما في مسألة “نقد القيم” وهى مسألة بلا شك يحتاجها كل زمن وكل عصر؛ لأنه في كل زمن وفي كل عصر تتبدل القيم وتتغير، وتسود قيم رجعية متخلفة تصنعها المجتمعات البدائية ويصنعها التقليد الإنساني الغارق في البداوة، فلم تعد تساير حركة التطور، ولم تعد تواكب العصر الذي نعيش فيه.

وإذا كانت هذه القيم متصلة بالدين فالنقد الذي يجري عليها أولى وأحق بالعناية ممّا هي متصلة بسواه، لأن الدين لا يحتمل تشويه ولا تغيير في أصوله ومبادئه ولا يحتمل مزايدة؛ فنقد القيم فيه نقد للتطرف والغلو، ونقد للفهم الإنساني المشوش المغلوط ونقد مرة ثالثة للمختلط بخليط عجيب من أوهام البشر وسوء فهمهم للعقيدة التي يدينون لها بكل الولاء.

هنالك خصيصة للصوم في الأديان الكتابية عامة، وفي ديانة الإسلام على التخصيص، تختلف اختلافاً جذرياً عن الصوم في الأمم البدائية. وعلى هذه الخصيصة يختلف الإسلام أيضاً اختلافاً بيّناً عن غيره من الثقافات والعقائد القديمة مقدار اختلافه بموجب التصحيح والنقد والتطهير ممّا شأنه أن يلازم حياة الإنسان المعنوية في تاريخ التدين وتاريخ العبادات على السواء.

وإذا كانت العبادات القديمة مجرّد محاولات للتطهير البدني في سبيل إعلاء جوانب الروح، وبذل كل نفيس وغالي للوصول إلى الترقي الروحي من طريق التطهير؛ فإنّ الإسلام لا يشكو تلك العلة الغربية فيروح فيعلي مثلاً جانباً في الإنسان على حساب هبوط الجانب الآخر منه هبوطاً يسبب انتكاسة ولا يعالج بل يُمرض ويضعف.

ولأجل هذا؛ جاء الصوم في الإسلام؛ ليحقق من طريق تربية الإرادة توازناً نفسياً بين مطالب الروح ومطالب المادة. والعبادات عموماً وأعلاها ممّا شأنه أن يتسلط على البدن – كالصوم – تتطور وتترقى في الحضارات والثقافات تماماً كما تتطور وتترقى فكرة العقيدة في الإله الواحد، أو فكرة التوحيد.

فلم تكن فكرة التوحيد من القديم إلى الحديث ماضية على سياق متصل بغير تطور واكتمال ولكنها مرّت عبر الأزمة بأطوار من الترقي بين عقائد الأمم الأولى إلى بلغت كمالها في عقيدة الإسلام فقامت على هذه الفكرة أصول تعبديّة صحبت أصل الاعتقاد في التوحيد، وترقيّه بين الأمم والشعوب حتى إذا نظرت في اعتقاد أمة من الأمم في التوحيد، تبيّن لك مدى العبادات التي تقوم عليه، ترتفع بارتفاعه أو تهبط بهبوطه. ولم تكن عبادة الصوم بخارجة مطلقاً عن هذا القياس.

ولم يكن الصوم عبر الزمن بالذي يظهر بعيداً عن الاعتقاد في فكرة الإله الواحد؛ بل في داخلها، وبموجبها، تظل العبادات في سائر الأمم تقوم على أصل الاعتقاد في التوحيد، وعلى تطور هذه الفكرة وترقيها فيه.             

في كتابه “على الأثير” عالج الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد (1889م ــ 1964م) عليه رحمة الله، حكمة الصوم في الأديان الكتابية بين الفكرة والعبادة، واستعرضها تاريخياً بالعروج على القبائل البدائية الأولى، فكان ممّا رآه أن العباداتُ على اختلافِها معروفة في الأديان الوثنية القديمة، ولكنّ الأديان الكتابية هذّبتها ووفـّقت بين معانيها وفضائل النفس في عهود التقدّم والحضارة، وأزالت عنها أدران الهمجيّة ومعائب القسوة والجهالة وبقايا الأساطير الأولى. ومن العبادات القديمة في تاريخ التدين عبادة الصوم بأنواعه الكثيرة، ومنها الصيام عن بعض الطعام والصيام عن الطعام كله، والصيام في بعض ساعات اليوم، والصيام في أيام متواليات، وصيام الشكر وصيام الرياضة، وصيام التكفير.

ومن المُرجّح دائما أنّ العقائد التي تـُلازم النفوس زمنا طويلاً لا ترجع في نشأتها إلى أصل واحد ولا علـّة واحدة، والصيام أحد هذه العقائد التي تـُحصي لها أصولٌ كثيرة في علم الأجناس البشرية وعلم مقابلة الأديان.

فهو في بعض مظاهره ضربٌ من عبادة الموتى أو عبادة الأرواح؛ فكان بعض الناس يجوعون باختيارهم حُزناً على موتاهم، ثم تطور هذا الصوم فأصبح مفروضاً على الأحياء ترضيةً لأرواح الموتى لكي لا تغضب هذه الأرواح إذا تمتـّع الأحياء بالطعام وبالشراب وهي محرومة منه، ولهذا يقترن الصيام أحياناً بتقديم الطعام عند قبور الموتى، كـأنّما يريد الأحياء المتقرّبون إلى الأرواح أن يقولوا لها إنهم لا يضنّون عليها بالطعام ولا يستبيحون الأكل والشراب إلا بإذنٍ منها وبعد الاستجابة لمطالبها.

وفي كتاب “الغُصن الذهبي” للسير “جيمس فريزر” إشارات وافية إلى أنواع الصوم التي تفرضها الغريزة الجنسية في بعض مظاهرها؛ فهناك قبائل كثيرة في الأمريكتين تفرض الصيام عن الطعام والاحتجاب عن النور على كل فتاة بلغت مبلغ النساء، فتعزل الفتاة في جانب من الكوخ ويُحال بينها وبين النور، كما يُحال بينها وبين تناول الطعام من اللحوم والأسماك، وربما منعوها الطعام جميعاً من لحم ونبات خلال الأيام التي تعتريها فيها عوارض الأنوثة الأولى، ويفعلون ذلك لاعتقادهم أنّ الفتاة في هذه الحالة تستولي عليها روح إلهية غيور، فلا يحسُن، وهي تحتل جسدها، أن تدخل إليه بشيء من الطعام، ولا يحسن كذلك أن يراها أحد من الناس.

ولاشك انهم خصّوا الفتيات بهذه العبادة دون الفتيان؛ لأنّ علامات البلوغ الجسدية ظاهرة في الفتاة دون الفتى؛ ولأنّهم يعتبرون الحمل علامة محسومة من علامات دخول الأرواح في أجساد النساء.

وبعض الصيام يرجع إلى إرضاء أرباب القبيلة ولاسيّما الأرباب التي تتكفّل لها بالنصر في ميادين القتال. فإذا خرجَ المُحاربون إلى غزوة من الغزوات لزم الكهان محاريب العبادة والتزموا الحِميَة والتهجُّد، وحرّموا على أنفـُسهم شرب الماء إلا أن يكونَ حارّا لا ينقع الظمأ ولا يُطفيء الغـُلة؛ لزعمهم أنّ شُرب الماء البارد يلقي علي حمية الجنود برداً يصيبها بفتور فتركن إلى الهزيمة وتجنح إلى التسليم، ولكنها لا تزال حارة مشبوبة العزائم مادام الكهان في محاريبهم يتـّقدون بحرارة الظمأ وحرارة الماء الساخن وحرارة الدُعاء.

وهناك أسبابٌ أُخرى تقترن بنشأة الصوم في القبائل الهمجية الأولى، بعضها باق إلى عصرنا هذا بين القبائل التي لا تزال على الفطرة، يشاهده السائحون في هذه الأيام كما نشأ في تلك القبائل منذ قرون وأجيال.

إلا أنّ الصوم في الأديان الكتابية شيءٌ آخر غير هذا الصوم في غرضه ومعناه، لأنه ارتقى من مرتبة التعاويذ والحِيَل التي تصطنع لمداراة الأرباب والأرواح إلى مرتبة الرياضة النفسية والأدب الذي تـُعالج به الضمائر والأخلاق.

وقد تعددت حِكَمُ الصوم في رأي رجال الدين من المسلمين وغير المسلمين، فحِكمة الصوم عند بعضهم أنـّهُ تعليم للأغنياء ليشعروا بحاجة الفقراء، وحكمتهُ عند بعضهم أنّهُ تكفير عن الخطايا بعقاب الأجساد التي تعاني ما تعانيه من الجوع والظمأ، وعند بعضهم أنّهُ تطهير للجسم وتنزيه عن الحاجات الحيوانيّة إلى الطعام والشراب.

هذا ما يقوله “العقاد” في كتابه “على الأثير” مقارناً بين حكمة الصوم في الأقوام البدائية وحكمته في الأديان الكتابية، ومنها الدين الإسلامي على وجه الخصوص. وقال في كتابه “حقائق الإسلام وأباطيل خصوم” : إنّ المسلم في صيامه ليذكر حق الروح من شرابه وطعامه، ويذكر أنه ذو إرادة تأخذ بيدها زمام جسدها ولا تترك لهذا الجسد أن يأخذ بزمامها ويتصرف بها على هواه، وأصح ما يكون الصيام الذي ينبه الضمير إلى هذه الحقيقة أن يقدر المرء على ترك الشراب والطعام فترة من الزمن، ولا يكون قُصاراه منها أن يستبدل شراباً بشراب وطعاماً بطعام “.

تربية الإرادة النفسية لتمضي في طريقها بغير اعوجاج، أبلغ فوائد الصوم كما تقرّر في مجال الحكمة والفلسفة أو في مجال العقيدة والدين. وما دامت هنالك تربية للإرادة النفسية، فإن العمل الذي ينهض بها هو عمل قويم بامتياز.  

وأحسنُ الحكم موقعاً من العقل والنفس أنّ الصومَ تدريبٌ للعزيمةِ والخلق وتغليب لقوة الروح. وهو شرفٌ إنسانيّ لا يزهد فيه الأغنياء ولا الفقراء.

أمّا الصيامُ تعويداً للأغنياء على الفقر واستعطافاً لهم علي المحرومين – فهو من حاجات الأغنياء التي يستغني عنها الفقراء، وكل من هؤلاء وهؤلاء مفروضٌ عليه الصيام.

كذلك تنزيهُ الجسد عن المطالب الحيوانية لا يمنع الإنسان أن يشعر علي كل حال بأنه محتاج إلي الطعام والشراب ، ولا مصلحة له في نسيان هذه الحقيقة مادام يذكرها دائماً بعد ذلك النسيان.

فأحسن ما يُقال في حكمة الصوم كما فرضتهُ الأديان الكتابية أنّهُ رياضة نفسية وأنـّهُ تدريب للخُلق والإرادة.

ويروح “العقاد” فيقدح في هؤلاء الذين ينكرون الأديان ويذكرون للصوم أضراراً جسدية، ويراهم يغفلون عن الواقع الذي كان في وسعهم أن ينتبهوا إليه؛ لأنّ التمرينات العسكرية كثيراً ما تقوم على فرائض الشدائد الجسدية على الجنود تصحيحاً لأجسامهم وتعويداً لهم على مقاومة الطوارئ التي يستهدفون لها من قبل الحرّ والبرد، واختلاف الطعام والشراب. وكثيراً ما يفرض الأطباء نوعاً من الصيام على بعض المرضى فيستفيدون منه. ولا يمنعهم من تحقيق فائدته أنـّهُم يُغيّرون عادات التغذية أو مواعيدها أو بضعة أيّام أو بضعة أسابيع. ومع تفنيد الحج التي تعطل عبادة الصوم أو تبطلها يرمي “العقاد” بدفاعه إلى إثبات فضيلة الإرادة الإنسانية والانتصار لها من حيث يقول :

أمّا الذين يأخذون على الصيام أنـّهُ إنكارات للذات وبقيـّة من بقايا تعذيب الجسد في شيعة الهنود الأقدمين – فهؤلاء يعكسون معنى الصيام من النقيض إلى النقيض، لأنّ الصيام إثبات للإرادة وتقرير للعزيمة، ومن أثبت إرادته وقرّر عزيمته فهو في الواقع يُعزز نفسه ولا ينفيها أو يُنكرها، وعلى نقيض ذلك من سخـّر نفسهُ لشهواته واستسلم للمُغريات التي تُحيط به، فإنـّهُ في الواقع ضائع النفس مُنكر الذات، مُتقلـّب بين العوامل الحسيّة كما تتقلب الريشة في مهابّ الرياح، وليس أثبت نفساً ولا أبعد من فناء الذات ممّن يعرف له نفساً مستقلة عن إغراء المطامع والشهوات، أو يُسيطر بإرادته على معيشته في ألزم الأشياء لجسده، وهُما الطعام والشراب.

ــ طريقة الصيام في الإسلام :  

فالصيام رياضة معقولة، ورياضة قويّه، وليست رياضة الأُمم التي تعاف الحياة وتزهد في نصيبها من الدنيا، بل هي رياضة الأُمم السيدة المُطاعة، لأنّ الإرادة أوّل شرط من شروط السيادة، وليس أظهر من قوة الإرادة في أداء فريضة الصيام. ولكن مع ذلك كله؛ فكل هذا شيء، وطريقة الصيام في الإسلام شيء آخر.   

ونعتقد أنّ طريقة الصيام في الإسلام هي أنفع الطـُرق في تربية الإرادة واستقلالها عن العادة التي تـُشبه الأوامر الآلية في بعض الأحيان؛ لأنّ العزيمة تتجدد بالصيام الإسلامي كل يوم، إذ يتحوّل الصائم كل يوم من إباحة المطاعم والمناعم في ساعات الليل إلى تحريمها في ساعات النهار، وهذه مزية للطريقة الإسلامية تجعل العزيمة أمراً مُتجدداً ما بين الصباح والمساء، ولا تـُلحقها بحكم العادة التي يستمر عليها الصائم ثم يألفها بالاستمرار فلا يحتاج إلى القوة النفسية التي يحتاج إليها في أوائل الصيام.

ومن استطاع كل يوم أن يعقد عزمهُ على الصوم شهراً كاملاً، فتلك استطاعة باقية لا تخذله بقية أيّام السنة. ولا تحتاج إلى مِرانة أطول من هذه المرانة في كل عام.

ولا يُحسبُ على الصيام ما يقع فيه بعض الناس من الشطط والإسراف، أو من سُرعة الانتقال بين الحِرمان المُطلق قبلَ غُروب الشمس إلى المتاع المُطلق بعد الغروب. فكُلّ رياضة من الرياضات هي عُرضة لمثل ذلك الشطط والإسراف، ومَن تجاوز الحدّ في السباحة أو في العَدْو أو في حمل الأثقال فإنّما اللومُ عليه فيما يُصيبه وليس على فنون الرياضة التي يقصدها الرياضيون.

ــ الصوم موسم اجتماعي :

على أنّ الصيام قد أصبحت لهُ في العالم الإسلامي اليوم مزية غير مزية الرياضة الروحية والفريضة الدينية، لأنـّهُ أصبح موسِماً اجتماعياً تتغير به مظاهر الحياة البيتية والاجتماعية في بلاد المسلمين. ولا نظير لهذا الموسم الاجتماعي بين أبناء الأديان الأُخرى على اختلاف مذاهبها في الصيام، لأنّ الزائر الغريب قلـّما يشعُر بفرقٍ ظاهر بين الحياة العامة التي يحياها أبناء تلك الأديان في أيام الصيام وفي غير أيامه، ولكنهُ يشعُر بهذا الفرق في كل مكان حيثما نزل بأمة من الأُمم الإسلامية، لأنّ ليالي رمضان بسهراتها وزياراتها وأفراح الأطفال فيها لهيَ موسمٌ نادر المثال بين مواسم السنة وفصولها، وهي الفـُرصة التي تتاح فيها الأُلفة بين الناس أشدّ ما تُتاح بين جموع تتكون من الملايين وعشرات الملايين، فموسم رمضان هو موسم أُسرة واحدة تأكل في موعد واحد، وتسهر على نمطٍ واحد، وتُصلي على نمطٍ واحد، وتتلو الدُعاء في أوقات معلومة لكل فرد من أفرادها وتتزاور وتتشاور، وتعمل ما وسعها لبسط السلام ومنع الخصام، وهذه الأسرة الواحدة هي أُمم الإسلام.

تحيـّة لهذه الأُسرة الكريمة في هذا الموسم الكريم، ورجاء لها أن تظفر بجدواه الكُبرى وهيَ مَضَاء العزيمة وتغليب الرشد على الغواية والانتصار لقيم العمل النافع في كل حين. فهيَ بهذه الفضائل النفسية تمضي على سُنن السيادة وتنجو من ربقة الضعف والخنوع، وهي تؤدي بفريضتها الدينية فريضة للعالم بأسره، لأنّ العقيدة الدينية قد تخُصّ شعباً من الشعوب، لكنّ الخير الذي تـُؤتيه تلك العقيدة يشمل بني الإنسان.

وتحيّة طيبة مباركة لتلك الروح الباقية فينا، إذْ نذكرها فنذكر القيم المُثلى ونذكر القلم العزيز الذي دوَّن تلك القيم في أيام سقطت فيها القيم، وبخاصة قيم العمل والعبادة، فلم يعد الناس يذكرون منها شيئاً .. تحية طيبة مباركة لهذا القلم الجبار في شهر الله، شهر الصيام، ورحم الله “العقاد” رحمة واسعة وجزاه عن الأسرة الكريمة في هذا الموسوم الكريم خير الجزاء.


بقلم : د. مجدي إبراهيم      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Share Button

By Ahram.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *