Share Button

فى طريق الاسلام ومع فتاوى الصيام ” الجزء العاشر “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع فتاوى الصيام، وقد توقفنا عند رجل لم يُخبر أمه بدخول الفجر شفقة عليها حتى يتسنى لها الشرب، فما الحكم؟ فهو عليه أن يتوب إلى الله ويستغفر لأنه لا بد يصحح عبادات الناس، وليس أن يضللهم ويسكت عن البيان، وهى الأحوط لها أن تعيد الصيام، وهل يصوم الزوج عن زوجته، ويعنى ذلك إذا ماتت وعليها صيام ؟ نعم، وكذلك فإن من جامع زوجته فى نهار رمضان عدة مرات، فكم كفارة عليه؟ فقد اختلف أهل العلم، فذهب بعضهم إلى أن عليه فى كل جماع كفارة وهو صيام شهرين، وذهب بعضهم إلى أن عليه كفارة واحدة إذا ما كفر فى الماضية عن شيء عليه عن كل الذى مضى كفارة واحدة، وفرّق بينهم بين أن تكون في رمضان هذا، أو رمضان آخر، وقال بعضهم سواء حصلت فى يوم، أو شهر، أو أشهر، فإن عليه كفارة واحدة، والله أعلم، وسئل بعض أهل العلم عن حكم استقبال رمضان والتهانى به؟ فقال لا حرج فى ذلك، وبالنسبة للعمرة فى رمضان فإنها مستحبة، وعمرة فى رمضان أجرها كأجر الحج.

لكنها لا تقوم مقام الحج، وهذا سؤال من شخص يقول أنه كان يصوم مع الناس جريا على العادة، يعنى لا يشعر بمعنى العبادة والصيام، وإنما يصوم جريا على العادة، فما حكم صيامه فى السنوات الماضية؟ فقيل الظاهر أن صيامه صحيح لأنه كان يمسك كما يمسك المسلمون، ولكن عليه أن يفهم أن هذه عبادة، وأنه لا بد أن يبتغى وجه الله، كما ورد في الحديث القدسى عن رب العزة سبحانه وتعالى قال” يدع طعامه وشاربه وشهوته من أجلي ” رواه البخارى، وأما عن أصحاب المهن الشاقة لا يجوز لهم الإفطار ما دامت المشقة متحملة، ويجب عليهم أن يصوموا، فإذا وصل أثناء النهار إلى حد أنه يخشى على نفسه الهلاك أفطر، وإلا لا يجوز له أن يفطر ابتداء، يصوم مثل الناس، فإذا وصل إلى مرحلة صار عليه ضرر من الصيام، مثل كاد أن يغمى عليه، يخشى عليه من التعب والمشقة الشديدة جدا ويتضرر أو يصاب بضرر أفطر عند ذلك، وقيل أن بعض البلدان فيها النهار عشرون ساعة فى شمال الكرة الأرضية، ربما يطول النهار.

فى بعض الأوقات جدا، فماذا يفعل؟ فقد قال أهل العلم، إذا كان لهم ليل ونهار في كل أربع وعشرين ساعة فيجب عليه أن يصوم مهما طال النهار، وهل يجوز للمرأة استعمال دواء منع الحيض فى رمضان؟ فإنه يجوز ذلك إذا قرر أهل الخبرة أنه لا يضرها، وخير لها أن لا تستعمله، كما فعلت أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، أليس قد جعل الله لها رخصة فى أنها إذا جاءتها العادة تفطر وتقضى بعد ذلك؟ فلتقبل بما قبل الله منها، ولم يوجب الله عليها أن تأخذ أدوية، لكن لو أخذت أدوية غير مضرة فلا بأس بذلك، ومن صام القضاء مع صيام النافلة بنية واحدة لا حرج، لكن المهم أن ينوى القضاء، ولكن هل يشمل سفر المعصية الإفطار؟ فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يجوز له ذلك، فى سفر المعصية لا يُترخّص، وذهب آخرون إلى أنه يجوز،على أية حال العاصى لا تقدم له الرخص على طبق من ذهب، ويقول سائل هل إذا انقطع الدم وجاز لها أن تصوم وتصلي، هل يحل الجماع؟ فإنه إذا صلت وصامت يحل الجماع.

وما حكم تقديم وقت طعام السحور قبل وقته المشروع؟ فإنه لا بأس، لو تسحّر الساعة الواحدة ليلا، ونام لا بأس، وهل إذا توقف البلغم فى حلق الصائم وهو يستطيع إخراجه، لكن كان في مكان عام كالمسجد وغيره، هل يبلع؟ وهو لا، يخرجها بمنديل، بشيء، بطرف ثوب، لكنه لا يبلعها، وفي القيء اليسير، أحيانا الإنسان يخرج إلى حلقه شيء ثم يرجع مرة أخرى، أحيانا المعدة يكون فيها نوع من الغثيان أو شيء، أو أنه مثلا يتجشأ فيخرج مع الجشاء شيء حامض إلى الحلق، وينزل مرة أخرى لوحده، فهذا بغير اختياره، فإنه لا شيء عليه إن شاء الله، ولكن هل يجوز أن نجمع نية كفارة حلف مع صوم رمضان أو ستة من شوال؟ فإنه يجوز أن يجمع بين صيام الفرض والنافلة في نية واحدة، لكن لا بد أن ينوي الفرض أساسا، فمن صام التاسع من ذى الحجة يوم عرفة قضاء، هل يكتب له أجر التاسع؟ رحمة الله واسعة وفضله عظيم يرجى له ذلك، وقيل نلاحظ فى دعاء القنوت أن بعض الناس يمسح يديه على وجهه؟

فإنه لا أساس لهذا أبدا، وأما عن المرض النفسانى الذى يجعله ينسى بعض الشيء ويشق عليه الصيام، فإذا كان مريضا فيفطر، وإذا كان ليس بمريض فلا يفطر، وقيل أن بعض الأطباء يفتى بعدم الصوم للمريض البسيط ولا يمنعه من شرب الدخان، فإنه على العموم هذا كله لا يجوز للطبيب أن يفتى إلا إذا كان عنده علم، وإذا كان مريضا فعلا يجوز له أن يفطر ولو لم يقل له طبيب ما دام مريضا حقا، وقيل انسان مداوم على مرض مزمن ويأكل الحبوب بانتظام، ماذا يفعل؟ فإنه إذا كان لا يستطيع أن يأكلها فى الليل فإنه يفطر، وأما عن حكم إقامة الولائم في الخامس عشر من رمضان وذلك اعتقاد أن فى الخامس عشر من رمضان فضلا، وهوأنه فى إقامة الولائم بدعة، وسائل يقول ما هو أفضل الصيام لوالدتى المتوفية؟ فإنه لا يُصام عن الميت نفلا، إذا كان عليه قضاء واجب وفرط فيه تقضى عنه، أو عليه نذر فرط فيه ومات ولم يقضه تقضى عنه، لكن تقول أريد أن أصوم عن أبي نفلا هكذا، لا، فإنه لا يصوم أحد عن أحد.

ولا يصلى أحد عن أحد إلا الصيام ذكرنا الحالات التى يصوم فيها الشخص عن الميت سواء كان من أقربائه أو من أصدقائه أو من أى انسان يجوز أن يصوم القضاء عن شخص فرط ولم يقض، ويقول قائل تركت الصيام فى سنة من السنوات ولم أكن أصلى، فإذا لم تكن تصلى معناها أنك كنت خارج عن ملة الإسلام لأن ترك الصلاة كفر، وفى هذه الحالة لا يجب عليك قضاء الصيام لأنك لما تركته كنت خارجا عن الإسلام، ولا يجب عليك بعد ما صليت وأسلمت أن تقضى الصيام الذى وقع فى زمن الكفر، ويقول رجل يخرج منه سائل أبيض لزج أثناء التبول، هل يبطل الصيام؟ فنقول لا، لا يبطل الصيام، نجس يغسله ويتوضأ فقط، وأما عن الحكمة من طلب التوبة من الفتاة التى لم تبلغ أهلها ببلوغها، فإنه ليس الذنب أنها ما أبلغت أهلها ببلوغها، وإنما الذنب أنها لم تصم وقد صار الصيام عليها واجبا بالبلوغ، ويقول قائل لامست امرأة لا تحل لي، ولم أجامعها، ولكن لم أزنِ؟ فإن صيامك صحيح إلا إذا أنزلت، وعليك التوبة إلى الله من مس إمرأة لا تحل لك.

كما قال صلى الله عليه وسلم ” لأن يطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له” رواه الطبرانى، وهل فى صيام النفل إذا نوى أن يجعله قضاء أثناء النوم، هل يجزئ؟

فالجواب لا، صيام القضاء لا بد فيه من النية مثل الأداء، إذا أردت أن تقضي عن رمضان الماضى لا بد أن تنوى القضاء قبل الفجر، ولا بد حتى يجزئ عنك القضاء، أما النفل فلو حصلت النية أثناء النهار ولم تكن قد أكلت أو شربت شيئا أو أتيت بعض المفطرات فإن صيامك صحيح، وقيل أن رجل أفطر يوما من رمضان لعذر، وعندما جاء ليقضى جامع زوجته وهو صائم القضاء، فماذا عليه؟ أن يتوب إلى الله ويقضى وليس عليه الكفارة كما لو كان جامع فى رمضان، ليس عليه، وقيل إذا كان يحلق عانته وخرج عليه شيء من المنى وهو صائم؟ فإذا كان متعمدا بإخراجه فإن صيامه يفسد، وقيل إذا كنت فى بلد كفار أو فى بر فكيف أعرف أنه وجب على الإمساك؟ فالأصل أن يكون عندك شيء من الإلمام بكيفية طلوع الفجر من خلال القراءة، ثم تطبيق هذا بالواقع.

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

تعليق واحد

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *