Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع آداب وأحكام السلام فى الإسلام، وكان صلى الله عليه وسلم، يسلم على كل من لقيه ثلاثا وإذا دخل بيته ثلاثا ومن تأمل هديه علم أن الأمر ليس كذلك وأن تكرار السلام منه كان أمرا عارضا في بعض الاحيان، وأما عن الأدب الخامس وهو الجهر بإلقاء السلام وكذلك الرد، ولقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السلام أن يرفع صوته بالسلام، وكذلك في الرد، فلا يحصل بالإسرار الأجر إلا ما استثني، وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن ثابت بن عبيد رضي الله عنه قال اتيت مجلسا فيه عبدالله بن عمر رضي الله عنه فقال إذا سلمت فأسمع فإنها تحية مباركة طيبة” رواه البخارى، وذكر ابن القيم أن من هديه صلى الله عليه وسلم.
انه كان يُسمع المسلم رده عليه، وقال ابن حجر واستدل بالأمر بإفشاء السلام على انه لا يكفي السلام سرا بل يشترط الجهر، وأقله أن يسمع في الابتداء والجواب ولا تكفي الإشارة باليد ونحوه، وقال النووي وأقل السلام الذي يصير به مسلما مؤديا سنة السلام أن يرفع صوته بحيث يُسمع المسلم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسلام، فلا يجب الرد عليه، وأقل ما يسقط به فرض رد السلام أن يرفع صوته بحيث يسمعه المسلم، فإن لم يسمعه لم يسقط عنه فرض الرد، والأدب السادس تعميم السلام على من يعرفه المرء أو لا يعرفه، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال “أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”
وهذا الحديث فيه الحث على إفشاء السلام ونشره بين الناس، لما فيه من المصالح العظيمة، لعل من أعظمها التأليف بين المسلمين، وسلامة قلوبهم لبعض، وضده السلام على الخاصة فعل غير محمود، بل إنه أعنى سلام الخاصة من علامات الساعة، فقد جاء في مسند الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة” وفي رواية “أن يسلم الرجل على الرجل، لا يسلم عليه إلا للمعرفة” وفي رواية “إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة” وأما عن الأدب السابع وهو استحباب ابتداء القادم بالسلام.
وهذا أمر مشهور، ومنتشر بين الناس، وتشهد له النصوص الكثيرة، حيث إن استحباب السلام توجه للقادم دون القدوم عليه، وسبق قصة الثلاثة الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الأول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وقال الآخر، السلام عليكم ورحمة الله، وقال الثالث السلام عليكم” وقال النووي أما إذا ورد على قعود أو قاعد، فإن الوارد يبدأ بالسلام على كل حال، سواء كان صغيرا أو كبيرا، قليلا أو كثيرا، وأما عن الأدب الثامن وهو إلقاء السلام على الصبيان وذلك لتعويدهم وتدريبهم منذ الصغر على آداب الشريعة، وفاعله متأسيا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم.
وقال “كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله” وفي السلام على الصبيان لحمل النفس على التواضع، وسلوك لين الجانب وهل إذا سلم بالغ على صبي، أو سلم صبي على بالغ، فهل يجب رد السلام حينئذ؟ فالجواب هو إذا سلم بالغ على صبي فإنه لا يلزم الصبي الرد، وذلك لأنه ليس من أهل الفروض، أما إذا سلم الصبي على البالغ، فإنه يتعين عليه الرد وهو قول الجمهور، وقال النووي اتفق العلماء على استحباب السلام على الصبيان، ولو سلم على رجال وصبيان فرد السلام صبي منهم هل يسقط فرض الرد عن الرجال ففيه وجهان لأصحابنا، أصحهما يسقط ولو سلم الصبي على رجل لزم الرجل رد السلام هذا هو الصواب الذي أطبق عليه الجمهور.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *