Share Button
إعداد/ محمـــد الدكـــرورى
ومازال الحديث موصولا عن الصحابه الكرام ومع الصحابى الجليل أبو سنان الأسدى، وهو أبو سنان بن محصن، وهو صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين، وقد شارك في غزوات بدر وأحد والخندق، وقد توفي فى السنه الخامسه من الهجره أثناء حصار بني قريظة، وكان عمره يومئذ أربعين سنة، وغزوة بني قريظة هي غزوة قادها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في السنة الخامسة للهجرة على يهود بني قريظة في المدينة المنورة وقد انتهت باستسلام بني قريظة بشرط التحكيم فحكم عليهم سعد بن معاذ الذي طلب بنو قريظة من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن يحكمه فيهم لأنه كان حليفا لهم في الجاهلية فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي الذراري وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين، وكان السبب فى هذه الغزوه هو غدر بني قريظة بالمسلمين في معركة الخندق رغم العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين وبني قريظة.
وهجومهم على نساء المسلمين أثناء انشغال المسلمين في حماية المدينة حول الخندق ومحاولتهم فتح ثغرة لتمر الأحزاب لداخل المدينة والقضاء التام على المسلمين، وبعدما انتهت قصة بني قريظة مات سعد بن معاذ، متأثرا بجروحه حتى خرجت الدماء من خارج خيمته، وقد قيل في حقه كما جاء في صحيح البخاري، وفي الصحيحين عن جابر أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال ” اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ” وقد صحح الترمذي من حديث أنس قال ” لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون، ما أخف جنازته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الملائكة كانت تحمله ” ولقد كانت قيمة سعد بن معاذ، كبيره في الإسلام، وعند المسلمين، وعلى الرغم من أن كل عمره في الإسلام لم يتجاوز الست سنوات، وهكذا كانت الصحابة الكرام، فإن المسارعة إلى الخير هو شعار المؤمنين الذين يحرصون على رضى الله تعالى والقرب منه.
ولذلك يقول الحق عز وجل في سورة آل عمران (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (وإن السبق إلى مواطن الفضل والبر سمة من سمات المفلحين الفائزين، ولذلك يقول الله عز وجل في سورة الواقعة ( والسابقون السابقون، أولئك المقربون في جنات النعيم) وإن التنافس الكريم المحمود هو ما كان في مجالات الطاعة والإحسان فقال تعالى( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ولقد كان تقدم المسلم على إخوانه في مكرمة أو فضيلة وسام شرف يسجله له التاريخ، ويردده الدهر، ولذلك جاءت في السيرة الإسلامية العطرة طائفة من الأوليات، التي امتاز بها فريق من صحابة رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأول من أسلم، مثلا، هى السيدة خديجة رضي الله عنها، وأول من هاجر إلى الحبشة هو ذو النورين عثمان ابن عفان رضي الله عنه، وأول من هاجر إلى المدينة أبو سلمة رضي الله عنه.
وأول من عقد له لواء هو حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وهكذا إلى آخر الأوليات، التي يفخر فيها أصحابها لا بأموالهم ولا بأجسامهم، ولا بأحسابهم أو نسبهم، وإنما فخروا فيها بسبقهم في ميادين العمل الخالص لوجه الله عز وجل، وهذا واحد من أولئك الأوائل، إنه قد امتاز بأولية باهرة خالدة، تكفيه شرفا وتوسعه تكريما، حيث كان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، ويالها من بيعة إيمان وإحسان، إنه الصحابي الجليل، المناضل المقدام، المسارع إلى الفداء والشهادة أبو سنان وهب بن محصن الأسدي، فهو أبو سنان بن محصن بن حرثان بن قيس الأسدي، وكان حليفا لبني عبد شمس بن عبد مناف، وقيل اسم أبي سنان هو وهب، وقد أسلم أبو سنان، وهاجر إلى يثرب، وشهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، غزوات بدر وأحد والخندق، وكان أبو سنان أكبرمن أخيه عكاشة بن محصن بسنتين.
وكان أخوه هو عكاشة بن محصن وهو أيضا صحابي بدري من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين، وقد قتل في حروب الردة في معركة بزاخة، وأما عن حروب الردَة فهي سلسلة من الحروب العسكريَة التي وقعت في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك بعد وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في السنة الحاديه عشر، والسنه الثانيه عشر للهجرة، حيث شنت الجيوش الإسلامية حروبا على العديد من القبائل العربية التي ارتدَّت عن الإسلام بعد وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ارتدَّت القبائل العربية جميعها باستثناء مكة والطائف والمدينة المنورة وبعض القبائل حولها، ووصفت هذه الحركات بأنها انفصالية تهدف للعودة إلى النظام القبلي والتخلص من الزكاة والخروج على الإسلام كنظام سياسى، وانتهت بانتصار جيوش أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وتوحيد الجزيرة العربية.
والتوجه إلى الفتوحات خارج جزيرة العرب، وكان من أهم المعارك التى خاضها المسلمون في حروب الردة في العام الحادى عشر من الهجرة، كانت معركة اليمامة التي واجه فيها المسلمون مسيلمة الكذاب وبني حنيفة الذين ارتدوا عن الإسلام وهى من أهم معارك حروب الردة، وقد ادَّعى مسيلمة هذا أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قد أشركه في أمره وشهد له بذلك رجل يسمى الرجَّال بن عنفوة، كذبا وزورا، فتوجَّه المسلمون في البداية بقيادة عكرمة بن أبي جهل لقتال المرتدين هناك لكنهم فشلوا في تحقيق النصر ولم يستطع جيش المسلمين أن يصمد أمام جيش مسيلمة بسبب التفوق العددي، وعند ذلك انتظر شرحبيل بن حسنة أن يصل جيش خالد بن الوليد في جيش عظيم وتوجهوا لقتال جيش مسيلمة، وعندما تقهقر جيش المرتدين تحصنوا في حديقة سمِّيت بحديقة الموت وقتل فيها مسيلمة الكذاب، مع عدد كبير من جيشه.
وأما البقية فقد أعلنوا التوبة وعادوا إلى الإسلام، وقد وقعت معركة بزاخة في السنة الحادية عشرة للهجرة ضمن سلسلة حروب الردة في عهد الخليفه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد سمِّيت بهذا الاسم نسبةً لبزاخة، وهي ماء في أرض نجد تعود لقبيلة طيء، حيث ادَّعى طليحة بن خويلد الأسدي النبوة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضرار بن الأزور الأسدي، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم، مات وعند ذلك عظم أمر طليحة وتبعه بنو غطفان وبنو أسد بن خزيمة، وادَّعى أن جبريل عليه السلام يأتيه بالوحي، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسل له الخليفه أبو بكر الصديق جيشا بقيادة خالد بن الوليد لقتاله، وفي الطريق إلى قوم طليحة أرسل خالد بن الوليد، الصحابى عكاشة بن محصن، وثابت بن أقرم، لإستطلاع المكان، فقتلا على يد طليحة وأخيه سلمة، فسارع خالد بن الوليد بالجيش.
والتقى بجيش طليحة في منطقة بزاخة، وكان مع طليحة أيضا عيينة بن حصن في سبعمائه من رجال قومه، وعندما علم عيينة أن طليحة يكذب انسحب هو وقومه وانهزم جيش طليحة، وكان قد جهَّز له فرسا ولزوجته بعيرا وهربا إلى بلاد الشام، وأمَّا عيينة بن حصن فقد تاب وعاد إلى الإسلام، وأما عن أخو أبو سنان، عكاشه، فقد كان عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس الأسدي، حليفا لبني عبد شمس بن عبد مناف، وقد أسلم عكاشة قديما، فكان من السابقين إلى الإسلام، وقد هاجر عكاشة إلى يثرب، وشهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وقد أبلى في غزوة بدر بلاء حسنا، وحتى انكسر في يده سيفه، وكما استعمله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على سريتين الأولى في ربيع الأول فى السنة السادسه من الهجره، إلى بني أسد في أربعين رجلا، فغنم منها دون أن يلق قتال، والثانية في ربيع الآخر فى السنة التاسعه من الهجره، إلى أرض بني عذرة وبلي فيها بلاء حسنا.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *