Share Button

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع أبو سنان بن محصن الأسدى، وقد أسلم عكاشة قديما، فكان من السابقين إلى الإسلام، وقد هاجر عكاشة إلى يثرب، وشهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وقد أبلى في غزوة بدر بلاء حسنا، وحتى انكسر في يده سيفه، وكما استعمله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على سريتين الأولى في ربيع الأول فى السنة السادسه من الهجره، إلى بني أسد في أربعين رجلا، فغنم منها دون أن يلق قتال، والثانية في ربيع الآخر فى السنة التاسعه من الهجره، إلى أرض بني عذرة وبلي فيها بلاء حسنا، وقد بشّره النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه ممن يدخلون الجنة بغير حساب.
وكان بعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ارتدت معظم القبائل العربية عن الإسلام، فخرج عكاشة في حروب الردة، وكان في جيش خالد بن الوليد الذي خرج لقتال بني أسد، ولما وصل خالد بُزاخة، بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم على فرسيهما ليتحسسا أخبار بني أسد، فلقيا طليحة بن خويلد وأخوه سلمة بن خويلد، فقتل طليحة وأخوه عكاشة وثابت قبيل معركة بزاخة التي وقعت فى السنة الحاديه عشر من الهجره، وقد كان عمر الصحابى الجليل عكاشة حين قتل خمسه واربعون سنه، وكان من أجمل الرجال، وله رواية للحديث النبوي الشريف، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد رواها عنه أبو هريرة رضى الله عنه.
وعبد الله بن عباس، رضى الله عنهم أجمعين، وأما عن سبقك بها عكاشة وهي من الأمثال الشائعة بين الناس، ولكنه هو من كلام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك كان عندما ذكر الذين يدخلون الجنة بغير حساب، قام إليه عكاشة بن محصن، فقال ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ” نعم ” أنت منهم يا عكاشه ” فقام رجل آخر فقال مثل ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سبقك بها عكاشة ” وأما عن بنو أسد التى ينتمى إليهم أبو سنان الأسدى، فهم قبيلة خندفية مضرية عدنانية وتعد من القبائل العربية القديمة، وقد جاء في الموسوعة العربية، أن بنو أسد قبيلة عظيمة من العدنانية تنسب إلى أسد بن خزيمة.
بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وقد كان موطن قبيلة أسد في الجاهلية في نجد غربى القصيم وشرقي جبلي طيء، وقد قيل أن أبو سنان الأسدى أنه أكبر من أخيه عكاشه، وقيل أنه أَول من بايع النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تحت الشجرة بيعة الرضوان، فقال له النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، “علا ما تبايع ” فقال على ما في نفسك يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، وما في نفسي ؟ فأجاب أبو سنان ” الفتح أو الشهادة” فسر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من ذلك، وبسط يده فبايع بها أبا سنان، فيا لروعة الموقف، ويا لجلال هذا الحوار أنا لنرى في هذا التجاوب الباهر بين القائد والجندي.
فهذا هو أبو سنان الجندي التابع، يسارع بالاستجابة لأمر القائد المتبوع، فيسأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أن يبسط يده ليبايعه، دون أن يخصص أبو سنان الأمر الذي يبايع عليه، لأنه على استعداد لمبايعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، على أي أمر مهما عظم، وعلى أي وضع مهما صعب، وعلى أي واجب مهما جل، لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لا يبايع إلى على الحق والخير والواجب فهوما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، هو القائد يريد أن يتأكد من سلامة التصور للموقف العصيب في عقل الجندي المخلص، فيسأله على أي شيء تبايع يا أبا سنانا ؟
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *