Share Button
فى طريق النور ومع أبو طاهر الجنابى سارق الحجر الأسود ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع أبو طاهر الجنابى سارق الحجر الأسود، وقد حدث الهجوم القرمطى على الكعبة يوم التروية، حيث قام أبو طاهر القرمطى بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى هجر وقتل عدد كبير من الحجاج، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة، وفى سنة ثلاثة مائة وثمانى عشر من الهجرة تقريبا سن الحج إلى الجش بالقطيف بعدما وضع الحجر الأسود فى بيت كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالى رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناسا كثيرين من أهل القطيف، وبعد أن خرج القرامطة من مكة حاملين معهم الحجر الأسود.
والأموال التى نهبوها من الناس متوجهين إلى هجر، تعقَب ابن محلب، وهو أمير مكة من قبل العباسيين القرامطة مع جمع من رجاله وطلب منهم رد الحجر الأسود إلى مكانه على أن يملكهم جميع أموال رجاله، إلا أن القرامطة رفضوا طلبه مما اضطره إلى محاربتهم حتى قتل على أيديهم، وكانت هذه هى أول محاولة لاسترداد الحجر الأسود، وظل الحجر الأسود بحوزة القرامطة مدّة اثنين وعشرون سنة فى البحرين، ولم تجد كل المحاولات والمساعى التى بذلها العباسيون والفاطميون من أجل الضغط على القرامطة وإجبارهم على إعادة الحجر الأسود، وقد عرض الخلفاء على القرامطة مبلغا قدره خمسين ألف ألف دينار مقابل إرجاعهم للحجر الأسود.
لكن القرامطة ظلوا يخوضون فى عنادهم، ويقول ابن سنان الذى كان معاصرا لتلك الأحداث لقد عُرضت الكثير من الأموال على القرامطة كثمن لردهم الحجر الأسود لكنهم رفضوا كل تلك العروض، وكان السبب الحقيقى وراء امتثال القرامطة للأمر هو التهديد الذى وجهه، المهدى العلوى الفاطمى إليهم مما أجبرهم على رد الحجر الأسود إلى مكة ثانية، وعاد الحجر الأسود إلى مكة سنة ثلاثة مائة وتسعة وثلاثون وقد حمله رجل من القرامطة يدعى سنبر والذى يحتمل أن يكون حمو أبوسعيد القرمطى، ويقال إن الحجر الأسود حمل قبل إرجاعه إلى مكة إلى الكوفة ونصب فى العمود السابع لمسجد الكوفة حتى يتسنى للناس رؤيته.
وقد كتب شقيق أبو طاهر رسالة جاء فيها أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئة الله، وأما عن فتنة القرامطة فهي تلك الجرائم البشعة التي أرتكبها القرامطة حينما أغاروا على المسجد الحرام وقتلوا من فيه وسرقوا الحجر الأسود وغيبوه اثنين وعشرين سنة، ورُدّ إلى موضعه بعد ذلك ففي تلك العام وتحديدا يوم التروية، قام أبو طاهر القرمطى، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى هجر وقتل عددا كبيرا من الحجاج، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة، وفي العام ثلاثة مائة وثمانى عشر من الهجرة تقريبا، سن الحج إلى الجش بالقطيف بعدما وضع الحجر الأسود في بيت كبير.
وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناسا كثيرين من أهل القطيف، قيل بلغ قتلاه في مكة ثلاثين ألفا وقد استغل القرامطة ضعف الدولة العباسية وتفككها لدويلات، وانشغالها بحرب مع ثورة الزنوج، فعاثوا في الأرض فسادا وسيطروا على بعض مناطق الجزيرة العربية، وارتكبوا مجازر كبرى خاصة في طريق الحجاج، فألغى أهل الشام والعراق الحج لشدة الرعب منهم، وقاموا بالهجوم على البصرة وقاموا بمجزرة كبرى استمرت سبعة عشر يوما، واستباحوا الأموال واغتصبوا النساء، ثم هاجموا أطراف الشام، وكانوا كلما مروا بقرية سلبوا الأموال وقتلوا الرجال واغتصبوا النساء، ثم يحرقون القرية بما فيها ومن فيها أطفال وعجائز.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *