Share Button
فى طريق النور ومع أبو طاهر الجنابى سارق الحجر الأسود ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع أبو طاهر الجنابى سارق الحجر الأسود، والاسود العنسى أيضا ادعى النبوة وكان من يسميه الملك ويخبره بالغيب وتظهر منه المعجزات، وهل نشر الزنديق هذه الاسطورة دون أن يقصد إلقاء الشبهات في أذهان المسلمين؟ وفي الاسطورة الثانية ألم يقصد الزنديق الاستهزاء برب المسلمين ونبيهم حين جمعهم في مؤتمر واحد مع عدوهما يزدجرد ملك الفرس في ما رآه ؟ هكذا نقل كبار العلماء عن سيف أساطير الخرافة وحشوا بها كتب التاريخ الاسلامى وأصبحت تلك الاساطير جزءا من مصادر الدراسات الاسلامية، وكذلك نشروا في كتب التاريخ الاسلامي ما أشاعه سيف الزنديق بأن الاسلام انتشر بحد السيف.
وإن إشاعة الزنديق أن الاسلام أنه انتشر بالسيف وإراقة الدماء أشاع سيف فى ما اختلق من أخبار حروب الردة والفتوح بأن الاسلام انتشر على وجه الارض بحد السيف وإراقة الدماء ومما اختلق باسم حروب الردة الاكاذيب والتهويلات وهى تهويلات وأكاذيب في ما رواها سيف عن أخبار حروب الردة، فقد مهد سيف لما أراد أن يذكر في حروب الردة من تهويلات، بما روى في روايات قصيرة له أوردها الطبري في أول أخبار الردة، قال سيف فيها كفرت الارض وتضرمت نارا، وارتدت العرب من كل قبيلة خاصتها أو عامتها إلا قريشا وثقيفا، ثم ذكر إرتدادا في غطفان، وامتناع هوازن من دفع الصدقة، واجتماع عوام طي وأسد على طليحة.
وإرتداد خواص بني سليم، وقال وكذلك سائر الناس بكل مكان، وقال وقدمت كتب أمراء النبي صلى الله عليه وسلم من كل مكان بانتقاض القبائل خاصتها، أو عامته، ونقل الخبر كذلك ابن الاثير وابن خلدون بتاريخيهما ونقله ابن كثير بالمعنى حيث قال في تاريخه ارتدت العرب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا أهل المسجدين مكة والمدينة ثم ذكر سيف في ما اختلقه من حروب الردة كيف أرجع المرتدين إلى الاسلام السيف كما زعمه الزنديق في رواياته، ولا يعرف الكثيرون أن الحجر الأسود تعرض للسرقة لمدة اثنين وعشرون عاما، وذلك حدث على يد القرامطة، وهم فرقة دينية متطرفة، والقرامطة هى فرقة سياسية دينية من غلاة الشيعة.
أسسها حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط وهو إسماعيلى العقيدة، والإسماعيلية هم فرق شيعية متطرفة، سميت الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، وكان القرامطة قوة عسكرية بدوية تعتمد فى حياتها على الغارات التى تشنها على الدول المجاورة، وكان القرامطة من ألد أعداء العباسيين لأن العباسيين اضطهدوا العلويين وطاردوهم فى كل مكان وقتلوا منهم الكثير، وكانوا على علاقة صداقة فى بادئ الأمر مع الخلافة الفاطمية على أساس أن كلاهما يدينون بالمذهب الشيعى، ثم انقلبوا على الفاطميين وهاجموا أملاكهم فى الشام وفلسطين، وفى عام ثلاثة مائة وسبعة عشر من الهجرة النبوية هاجم القرامطة مكة المكرمة .
التى كانت تتبع الخلافة العباسية وانتزعوا الحجر الأسود من الكعبة وانتزعوا بابها وقاموا بأعمال دموية بشعة فقتلوا من الحجاج ثلاثين ألفا، ثم عادوا لديارهم ومعهم الحجر الأسود ووضعوه فى كعبة بديلة، فى الإحساء ليحج إليها الناس، وظل الحجر الأسود معهم فى الإحساء لمدة اثنين وعشرون عاما، يطوف الناس حول الكعبة ولا يجدون الحجر الأسود، حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمى فى مصر القرامطة أن يسير لهم جيشا إلى الإحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على ملكهم فى الإحساء وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة ثلاثة مائة وتسعه وثلاثون من الهجرة، وقد حدث الهجوم القرمطى على الكعبة يوم التروية.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *