Share Button
فى طريق النور ومع أحوال الفرج والشدة “جزء3”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع أحوال الفرج والشدة، فيقول الله تعالى فى سورة التغابن “ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدى قلبه والله بكل شئ عليم” وأن الله سبحانه وتعالى يرزق نبيه زكريا عليه السلام بالولد بعدما كبرت سنه، ورقّ عظمه، وهزل لحمه، واشتعل رأسه شيبا، وأجاب دعاءه إذ دعاه، فقال تعالى ” قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبه إنك سميع الدعاء، فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين” وإن المتدبر في نصوص الشريعة الإسلامية يجد أن الله عز وجل جعل للفرج أبوابا ومفاتيح، منها لزوم التقوى، واللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء، وذكر الله سبحانه.
حيث يقول تعالى فى كتابه الكريم ” ومن يتقى الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا” ويقول الله سبحانه وتعالى ” أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون” وكان نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم يدعو بهذه الكلمات عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم” ويقول رسول الله صل الله عليه وسلم “من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال الله ربى لا شريك له، كشف ذلك عنه” وروى عن بعض تجار الكرخ في بغداد أنه قال.
كنت أتعامل مع رجل من الخراسانية، وأبيع له المتاع في كل موسم فأنتفع من سمسرته بألوف الدراهم حتى جاءت سنة من السنين فتأخر عني، فتأثر حالي، وأغلقت دكاني وجلست في بيتي، مختبئ من الديون التي تلاحقني طوال أربع سنين، فقررت أن اتتبع خبر الخراساني، حتى اصلح من حالي فذهبت إلى السوق فلم أسمع عنه خبرا، فرجعت وأنا تعب ومغموم فنزلت إلى نهر دجلة فتغسلت بسبب الجو الحار، وعندما صعدت ابتل موضع قدمي وتسببت في قلع قطعة من الرمل، فانكشف تحتها خيط فلبست ثيابي، وجلست أفكر في هذا الخيط، حتى قررت أن اسحبه حتى ظهر لي هميان موصول بالخيط والهميان هو ما يوضع فيه المال فأخذته ووجدته مملوء بالدنانير.
فأخفيته تحت ثيابي فذهبت إلى منزلي فوجدتهم ألف دينار، ففرحت وعاهدت الله عز وجل، أنه عندما ينصلح حالي، سأعيد الهميان لمن يعطيني صفته، واحتفظت بالهميان وسددت ديوني وفتحت دكاني وعدت إلى عملي في التجارة والسمسرة، ومضت ثلاث سنوات وأصبح في حوزتي ألوف الدنانير، وجاء الحج فتتبعتهم حتى أجد من يعطيني صفة الهميان فعدت إلى دكاني فوجدت رجل يدخل إلى الدكان وكان في خلقة فقراء الخراسانية وزيهم فظننته سائلا، فأخذت بعض الدراهم لأعطيه فأسرع منصرفا فارتبت به فقمت ولحقته فإذا هو صاحبي الذي كنت أنتفع بسمسرته في السنة بألوف الدراهم، فقلت له يا هذا، ما الذي أصابك ؟ وبكيت رحمة له، فبكى وقال حديثي طويل.
فقلت له لنذهب إلى بيتي فأدخلته الحمام وألبسته ثيابا نظيفا وأطعمته وسألته عن حاله، فقال أنت تعرف حالي ونعمتي فأردت في آخر سنة أن أخرج إلى الحج فجئت إلى بغداد، فقال لي أمير البلد عندي قطعة ياقوت أحمر كالكف، لا قيمة لها ولا تصلح إلا للخليفة، فخذها معك وبعها لي في بغداد، واشتر لي من ثمنها متاعا وعطر هو قد طلبه، وأحمل الباقي مالا، فأخذت قطعة الياقوت ووضعتها في هميان جلد، ووصف هيئة الهميان الذي وجده التاجر، ووضع فيه ألف دينار عينا من مالي، وحملته في وسطي، ووصلت إلى بغداد فنزلت أسبح في الجزيرة وتركت الهميان، وعندما خرجت لبست ثيابي ونسيت الهميان، ولم أذكره إلا في الصباح فعدت إلى المكان حتى أجده ولكن كأن الأرض ابتلعته.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏وقوف‏، ‏شجرة‏‏‏ و‏سماء‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *