Share Button
فى طريق النور ومع أكتوبر شهر الإنتصارات ” جزء4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع أكتوبر شهر الإنتصارات، وكان السبب الرابع من أسباب النصر هو العودة إلى وحدة الأمة، حيث أدركت كل دولة أنها لا بد أن تكون قوة لأختها، وكان شعار الجميع قوله تعالى ” إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” وبعد أن أدرك الجميع أن التفرق سر الضعف وأن التنازع باب الفشل، حيث قال الله عز وجل ” وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” وأيقنوا أن العدو حريص على العبث بنا وبمقدساتنا، ومجتهد في شق صفوفنا، وجاد في العمل على الانفراد بكل منا على حدة، في الوقت الذي تجتمع كل قوى الاستعمار العالمي على معاونة الصهاينة، حيث يقول الله عز وجل.
” والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير” وإن المتأمل في واقع المسلمين اليوم، والمتأمل في الأحداث الجارية ليدرك تمام الإدراك صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم حينما يرى الأمم الكافرة تتداعى على أمة الإسلام كما يتداعى الجياع إلى قصعتهم ، فيقع ذلك الإخبار الغيبي الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم كفلق الصبح، ولو سأل سائل ما هو سبب تداعي هذه الأمم الكافرة على أمة الإسلام؟ يجد الرد واضحا في قول الله تعالى فى سورة الشورى ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير” وقال ابن كثير أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم.
“ويعفو عن كثير” أي من السيئات، فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها، وقال تعالى فى سورة آل عمران “أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم” فكل ما يقع على الأمة من ذل وهوان ، وما يحدث لها من مصائب إنما سببه ومصدره الذنوب والمخالفات، واللهث خلف الدنيا وشهواتها، والإعراض عن مصدر عزها، وإن العينة نوع من أنواع الربا، الذي قال الله عنه في كتابه فى سورة البقرة فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا تقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله” فهذا إعلام من الله لأمة فشا فيها الربا، وهو إعلام بالحرب؟ نعم حرب، هذا جزاء الربا وحده.
فما بالكم إذا ضُمَ إليه انتشار الزنا والتبرج والمخدرات ؟ وما بالكم إذا ضُمّ إليه التبجح بأنواع الفجور والمعاصي والتملص من الشريعة وأحكامها والطعن في ثوابتها بالليل والنهار ؟ ومع كل ذلك فالخير في الأمة وفي أبنائها إلى يوم القيامة والنصر قريب إن شاء الله، فإن النصر قريب وإن رغمت أنوف، فمهما تلاحقت الخطوب واشتدت وتفنن الأعداء في أساليب العداوة والبغضاء، فلا ننسى أن نصر الله قريب، وأن كيد الشيطان ضعيف، وأن الغلبة في النهاية للحق وأهله، ولكن لابد من التمحيص والابتلاء ليظهر ولي الرحمن من ولي الشيطان، فقال الله تعالى فى سورة آل عمران ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين”
فالله وعدنا بنصره إن كنا مؤمنين ونصرنا دينه ورفعنا رايته، فالمسلم يوقن بأن الله ناصره وناصر دينه مهما طال الزمن، ومهما قويت شوكة الباطل، فقال تعالى فى سورة الأنبياء ” ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون” ويقول صلى الله عليه وسلم “بشر هذه الأمة بالسناء” أي ارتفاع المنزلة والقدر “والدين” هو الإِسلام، والمراد بشرهم بأنهم يثبتون عليه وأنه لا يزيده الله إلا قوة وأنه يظهره على الدين كله كما وقع ذلك، فإن تحقيق الإيمان والعمل الصالح لدى أفراد الأمة إنما يكون بالدعوة إلى الله عز وجل تصفية وتربية، على أيدي العلماء الربانيين الذين هم اتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏نص مفاده '‏REDMINOTE و PRO AI QUAD CAMERA‏'‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *