Share Button
فى طريق النور ومع أكتوبر شهر الإنتصارات ” جزء1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
إن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان يبتلى فيها المؤمنون بالسراء والضراء، والشدة والرخاء، فقال تعالى فى سورة الأنبياء ” ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون” وقال تعالى فى سورة آل عمران ” إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس” وقال ابن كثير أي إن كنتم قد أصابتكم جراح، وقتل منكم طائفة، فقد أصاب أعداءكم قريب من هذا من قتل وجراح، وتلك الأيام نداولها بين الناس، أي نديل عليكم الأعداء تارة، وإن كانت لكم العاقبة، لما لنا في ذلك من الحكمة، وإن عداوة الكفار للمؤمنين عداوة قديمة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
“تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله و تصديق كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة” رواه البخارى، وإعلموا أن من تقوى الله تعالى هو الانتصار لدينه والذب عنه، وأن تقوى الله من أعظم العبادات وأجل القربات، فاتقوا الله في السر والعلن تفلحوا في الدنيا والآخرة، فما أكثر أسباب الخلافات، وما أوسع نطاق الفرقة، وما أثقل الشحناء في صفوف مجتمعاتنا الأسرية في كل بلد، وما أكثر أسباب الهجر والقطيعة بين الأخ وأخيه، وبين القريب وقرابته، وبين الزوج وزوجته، وما أفظع وأنكى أسباب العقوق بينه الأبناء وآبائهم وأمهاتهم.
وما ذلك إلا لبعد المسلمين عن دينهم فلو انتصروا له ببيان أحكامه وتطبيقها قولا وعملا لانحسرت كل هذه المشكلات التي يشكو منها كل فريق ويعج بها كل بيت، ولكنهم نسوا الله فنسيهم، وإنه لا يستقيم على هذا الدين واحد إلا نصره الله حتى ليكبره في عيون حساده ومناوئيه، ويغرس محبته في قلوب خلقه، ويعلي له كلمته ما الحق ويجعل منه إنسانا تألفه القلوب وتتحدث بذكره الركبان، فإن الحديث عن المؤمن المسلم بالذكر الحسن خير بشراه في الدنيا وفي الآخرة، فما أكثر أسباب الخلافات والفرقة، وما أكثر أسباب التناحر والتطاحن بإثارة الشغب وإشعال الحروب الدامية بين كثير من مجتمعاتنا الإسلامية.
ومعلوم أنه لا يشعل نيران الحروب ولا يبرم حبل التفرق ولا يصل أسباب البغضاء والضغينة بين دول الإسلام في الشرق والغرب إلا أعداء الله وأعداء دينه، وإن كل ما مضى من بشريات عظيمات ووعد صادق من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لن يتخلف أبدا، ولكن لابد للنصر من أسباب وطرق تسلك حتى يتحقق هذا النصر، ومما لا شك فيه أن تحقيق انتشار الإسلام في الأرض يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان، حيث قال الله تعالى فى سورة الرعد ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فإن من أسباب النصر والتمكين؟
هو الإيمان والعمل الصالح، فأول أسباب النصر أن نصلح حالنا مع ربنا ونحقق العبودية التي هي الغاية من الخلق، فعلق الوعد بالتمكين هنا بأربعة أمور، وجود الجماعة المؤمنة وتحقيق الإيمان فيها، وعمل الصالحات من القيام بشرائع الدين وتنفيذ أوامر الله، والتزام نهج الصحابة، لقوله تعالى ” منكم” فالخطاب لهم، وينسحب على من نهج نهجهم، وانتفاء الشرك في العبادة، فيقول تعالى ” يعبدوننى ولا يشركون بى شيئا” وقال سبحانه وتعالى فى سورة محمد ” يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” وقال تعالى فى سورة الروم ” وكان علينا نصر المؤمنين” فقال ابن القيم النصر والتأييد الكامل، إنما هو لأهل الإيمان الكامل.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *