Share Button
فى طريق النور ومع أكتوبر شهر الإنتصارات ” جزء5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع أكتوبر شهر الإنتصارات، فقال تعالى فى سورة يوسف ” قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين” وقال ابن القيم رحمه الله فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إِلى الله فمن لم يدع إِلى الله فليس على سبيله، وقال تعالى فى سورة النحل ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن” وقال تعالى فى سورة الفرقان ” فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا” وقال ابن القيم فهذا جهاد بالقرآن وهو أكبر الجهادين، ومن أعظم أسباب النصر هو نصر دين الله تبارك وتعالى، والقيام به قولا، واعتقادا، وعملا، ودعوة، فقال تعالى فى سورة الحج.
” الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور” وقد قال السعدي هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره، وإن من أسباب النصر هو التوكل على الله والأخذ بالأسباب، فالتوكل على الله تعالى مع إعداد القوة من أعظم عوامل النصر.
فقال ابن القيم التوكل من أقوى الأسباب في حصول المراد ودفع المكروه بل هو أقوى الأسباب على الإطلاق، فقال الله تعالى فى سورة الطلاق ” ومن يتوكل على الله فهو حسبة” وقال ابن القيم التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، فإن الله حسبه أي كافية ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه ولا يضره إلا أذى، وقال السعدي أي إن يمددكم الله بنصره ومعونته “فلا غالب لكم” فلو اجتمع عليكم من في أقطارها وما عندهم من العدد والعُدد، لأن الله لا مغالب له، وقد قهر العباد وأخذ بنواصيهم، فلا تتحرك دابة إلا بإذنه، ولا تسكن إلا بإذنه “وإن يخذلكم” ويكلكم إلى أنفسكم “فمن ذا الذي ينصركم من بعده”
فلا بد أن تنخذلوا ولو أعانكم جميع الخلق، وفي ضمن ذلك الأمر بالاستنصار بالله والاعتماد عليه، والبراءة من الحول والقوة، ولهذا قال “وعلى الله فليتوكل المؤمنون” بتقديم المعمول يؤذن بالحصر، أي على الله توكلوا لا على غيره، لأنه قد علم أنه هو الناصر وحده، فالاعتماد عليه توحيد محصل للمقصود، والاعتماد على غيره شرك غير نافع لصاحبه، بل ضار، وكذلك فإن من أسباب النصر والتمكين هو التضرع إلى الله والإلحاح في الدعاء والاستغاثة به سبحانه، ومن أعظم وأقوى عوامل النصر هو التضرع إلى الله والاستغاثة به، لأنه القوي القادر على هزيمة أعدائه، ونصر أوليائه فقال تعالى فى سورة البقرة.
” وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون” فقال ابن القيم بأن الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب ومن أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدفعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، وقال الله تعالى فى سورة النمل ” أفمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما يتذكرون” وقال ابن القيم المعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *