Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع الأنبياء المزيفون، وقد توقفنا مع خلف الله عبد الله وهو يقول بدأ إحساسى بكونى المهدى المنتظر منذ عام ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون وحينما واجهت العديد من المشاكل مع النظام السابق، ما اضطرني للذهاب إلى السعودية، وبعدها إلى دولة الإمارات لأعود إلى مصر وأواجه النظام السابق بكل أجهزته، التي حبستني داخل قريتى، ولم يكن أحد يستطيع أن يتقرب منى، حتى أخوتي كان محرما عليهم زيارتى وأضاف خلف الله أنا من نسل الرسول وأشبهه في اسم الأب والأم، وعن اسمي فإنه يشبه الرسول في المدلول وليس حرفيا، وأهم العلامات التي أكدت لي أنني المهد المنتظر، المطر الذى يلازمنى فى أى مكان أتواجد به، حتى وإن لم تمطر على الناس، فإن السماء تمطر لى وحدى، حتى تخفف علي ما أشاهده من ظلم الناس، ومواقف الحكومات والرؤساء، وهو ما حدث لي أمام زوجتي وأولادي بمحطة رمسيس، ومشاهدتهم لسقوط المطر فوقى دون المئات، الذين كانوا يتواجدون بالمحطة آنذاك.

وبعد أن تم سرقة أموالى بالقاهرة، بالإضافة إلى دعائي المستجاب دائما، وخاصة على من يتعرض لى، ولم يقتصر الأمر عند المشاهير، بل ادعى بعض المواطنين النبوة، لكن لم يتبعهم أحد، وكان آخرهم مواطن يمنى مقيم في السعودية، حيث ادعى النبوة، وزعم أن اسمه ورد في القرآن الكريم، وأنه من قبيلة قريش، ويظهر الرجل في مقطع فيديو نشر على موقع يوتيوب في ديسمبر عام ألفان وثلاثة عشر، وهو يضع على صدره قطعة من القماش كتب عليها أنا ضياء عبدالرحيم، نبي ورسول قرشي، وعند سؤاله من قبل أحد أفراد الأمن أثناء القبض عليه عن نسبه، قال أنا من قريش، وردد آية من سورة القصص لإثبات نبوته، تتضمن اسم ضياء، وهي قول الله تعالى “قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة، من إله غير الله يأتيكم بضياء، أفلا تسمعون” ويشهد التاريخ الإسلامي على عديدين ادعوا النبوة حتى في حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، كمسيلمة الكذاب في اليمامة والأسود العنسى في اليمن، وازدادت الحالات.

في العهدين الأموى والعباسى، وكان معظم ذلك هو ناتج عن السحر والدجل والتخاريف، وإن من علاج السحر ومن أنفع علاجه، هو بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر وهذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يُتقى بها السحر ويعالج بها، وأما علاجه بعمل السحرة الذى هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز لأنه من عمل الشيطان، بل من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر من ذلك، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون، ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس، وقد حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة؟ فقال “هي من عمل الشيطان” رواه الإمام أحمد وأبو داود، والنشرة هي حل السحر عن المسحور ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية.

وهي سؤال الساحر ليحل السحر أو حله بسحر مثله من ساحر آخر، أما حله بالرقية والمتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وهكذا يتذكر الناس عند قدوم شهر رمضان بشائره وانتصارات المسلمين فيه، وهذا حق، ولكن ثمة بشائر أخرى تغيب، وهي إهلاك الله للظالمين في شهر رمضان، وكان من بينهم أبو جهل عمرو بن هشام فرعون هذه الأمة، والمحرض الأول على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يُبن موقفه على جهل أو التباس، بل كانت قضيته كيف يخرج من بني هاشم نبي؟ إنه أمر يحسم المنافسة بينهم وبين بني مخزوم، وهكذا سيطرت عليه التنافسية القبلية العصبية الجاهلية حتى كان أشد الناس وأخبثهم وأشرسهم في عداوة هذا الدين، فكان اللسان السليط والسوط المديد، أشرف بنفسه على تعذيب من آمنوا من بني مخزوم ومواليهم ومن استطاع من الضعفاء في مكة، ولما جاء الخبر بأن قافلة قريش في خطر نهض يجمع لحرب المسلمين دفاعا عن القافلة، فمن رأى منه ضعفا أو تكاسلا في الخروج عيّره وأهانه حتى يلزمه الخروج.

ثم لما وصل الخبر بأن القافلة قد نجت ومال القوم إلى السكوت أجج من جديد نار الحرب وقال لا والله، حتى نأتي بدرا فننحر الجزور وتغني القينات فلا تزال العرب تهابنا ولشدة تهييجه وحميته لم يستطع أحد من كبار قريش أن يحجزه عن رأيه ولا أن يمنع وقوع الحرب، ولقد طمس الله على قلبه حتى دعا على نفسه قبل بدر، يقول اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة أى فاهزمه غدا، وقد كان، وأسفرت معركة بدر عن مقتلة هائلة حصدت الصف الأول من زعماء قريش، من رضي منهم بالخروج ومن لم يرض، ومن سعى في منع الحرب ومن لم يسع، وهكذا أورد الرجل قومه موارد الهلاك وقد شاء الله تعالى أن تكون ميتته على يد غلامين صغيرين من الأنصار ترصدا له حتى رمياه، ثم أجهز عليه الرجل القليل النحيف الضعيف عبد الله بن مسعود، وكان ممن ناله أذاه من قبل، فجزّ رأسه ولم يستطع حملها، وقتله وأبو جهل يقول له لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم، فلم يترك الكبر ولا السب حتى في لحظته الأخيرة.

وكان من ضمن من مات فى شهر رمضان هو جنكيز خان ذلك الطاغية المشهور الذى جعل للمغول مكانا في التاريخ، وواحد من أطغى الجبابرة في تاريخ البشر، الذى هلكت على يديه ملايين النفوس وخربت على يديه المدائن الزاهرة الناضرة المتفجرة بالعلم والحضارة، والذى يُضرب به المثل في إنشاء أمة كما يضرب به المثل في إهلاك أمم، وبرغم صعوبة نشأته بين يُتم وسجن، إلا أنه برز وفاق أقرانه، واستطاع بما أبداه من شجاعة وجلد توحيد أمر قبيلته المغولية في يده، ثم بمزيج من السياسة والقوة وحّد القبائل المغولية تحت سلطانه بعد حروب أهلية داخلية خرج منها بلقبه الذى غلب اسمه جنكيز خان، أى سلطان العالم، ومنذ هذه اللحظة بدأ الإعصار المغولى في اكتساح الممالك، فقد استولى على أجزاء واسعة من شمال الصين ودمّر الإمبراطورية العريقة، ثم زحف إلى البلاد الإسلامية فاكتسحت جيوشه بلاد ما وراء النهر وهى بلاد آسيا الوسطى ومنها إلى بلاد الصقالبة والروس، وفى الجنوب اكتسحت جيوشه أفغانستان وشمال الهند وفارس.

وسقطت الحواضر الكبرى في كل هذه الأنحاء، وأكمل أبناؤه من بعده الطريق فدخل فى سلطان المغول الصين وكوريا والهند ومعظم جنوب آسيا وكل وسط آسيا وأجزاء من شرق أوروبا حتى أوكرانيا وبولندا، ووصل ابنه هولاكو إلى عاصمة الدولة الإسلامية، بغداد التي تفيض بالحضارة منذ خمسمائة عام، فدمّرها وخربها، وواصل مسيره نحو الشام على سواحل المتوسط الشرقية، فتحولت ساحة الدنيا في أيامه إلى ساحة دم واسعة، ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل، وتخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعن من البلاد، التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس، وأما الدجال فإنه يبقى على من اتبعه، ويهلك من خالفه، وهؤلاء لم يبقوا على أحد، بل قتلوا النساء والرجال والأطفال، وشقوا بطون الحوامل، وقتلوا الأجنة، وقد هلك هذا الطاغية بالصين فى شهر رمضان ففرغت الأرض من أحد أكثر من وطأها شرا ودموية.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *