Share Button
فى طريق النور ومع أهمية الأمن فى الإسلام ” الجزء الأول “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
إن الأمن من أهم مطالب الحياة، بها تتحقق الحياة السعيدة، وبه يحصل الاطمئنان والاستقرار، به تتحقق السلامة من الفتن والشرور، لذا فهو نعمة كبرى ومنّة عظيمة لا يعرف كبير مقدارها وعظيم أهميتها إلا من اكتوى بنار فقد الأمن، فوقع في الخوف والقلق والذعر والاضطراب ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، وإن الأمن نعمة عظيمة امتنّ الله بها على أقوام، فيقول تعالى فى سورة سبأ “سيروا فيها ليالى وأياما آمنين” ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول “من أصبح آمنا في سربه، مُعافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا” رواه البخارى والترمذي، وإذا اختل نظام الأمن وتزعزعت أركانه وقع المجتمع في الفتن العريضة والشرور المستطيرة.
وكثرت حينئذ الجرائم الشنعاء، والأعمال النكراء، لذا حرّم الإسلام كل فعل يعبث بالأمن والاطمئنان والاستقرار، وحذر من أي عمل يبث الخوف والرعب والاضطراب، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم أن يُروع مسلما” رواه أحمد، وأبو داود، بل ولقد بلغت عناية الإسلام بالحفاظ على الأمن بأن حرّم كل ما يؤذي المسلمين في طرقهم وأسواقهم ومواضع حاجاتهم، فيقول صلى الله عليه وسلم “إذا مرّ أحدكم في مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبل فليمسك بنصلها أن يُصيب أحدا من المسلمين منها بشيء” متفق عليه، وإن من أسباب توفر الأمن هو السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف وفيما لا معصية فيه لله جل وعلا، فذلكم أصل من أصول الدين.
وبهذا الأصل تنتظم مصالح الدارين، فقال تعالى فى سورة النساء ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى ألأمر منكم” وفي الشأن ذاته من أسباب توفر الأمن أن يحرص ولي الأمر على أداء مهمته التي كلفه الله جل وعلا بها من تحقيق العدل في رعيته، ومحاربة الفساد بشتى مجالاته، والأخذ على أيدي السفهاء، وردع المجرمين والمفسدين، فإن هناك وسائل تحث على الفتن وتشجع على الفتن يغتر بها الجاهل أو صاحب الهوى وهذا يتمثل في الفضائيات والمواقع المشبوهة والقنوات الضالة المنحرفة التي تحرش بين المسلمين وبين الولاة والرعايا تحرش لتفكك المسلمين فيستمع إليها وينظر إليها من لا يعرف ما وراءها، فاحذروا منها.
وإحذروا منها فإنها وسائل فتنة ودمار على المسلمين ونسأل الله عز وجل أن يكفي المسلمين شرهم واستمعوا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار” ولما أخبر صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان بحدوث الفتن وانفلات الولاية، قال له حذيفة ما تأمرني يا رسول الله إن أدركني ذلك قال “أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم” قال فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال “فأعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك” واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة.
فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار، فالحياة الآمنة لا تدعو الشخص إلى متابعة نشرات الأخبار واحدة تلو الأخرى، فالسلام هو الحياة بعينها، فلن يعرف معنى السلام ويحسّ بحلاوته إلا من عاش ويلات الحرب، فعاين الدماء والقتل والجوع والتهجير ورفض الجميع من احتضانه فالجميع يستطيع الحرب، لكن ليس الجميع يستطيع السلام فهو يحتاج إلى قلب رؤوم وفكر نافذ وبصيرة حية فعندما يبحث الرجل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجده وقد أبرم مع المشركين عقدا وحلفا للسلام في صلح الحديبية وكان صلحا مع المشركين في شروط جائرة للمسلمين، ومع هذا قبل بها صاحب العقل المتوقد عليه الصلاة والسلام.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏بدلة‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *