Share Button
فى طريق النور ومع أهمية الأمن فى الإسلام ” الجزء الثالث “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع أهمية الأمن فى الإسلام، بينما في ظل الحرب يُسخر الاقتصاد لإيواء المهجرين، وتأمين الاحتياجات الأساسية للمشردين وذوي القتلى، وإعادة إعمار ما تهدّم من أبنية ومنازل وبلدات، كما يحافظ السلام على البيئة من التلوث الذي تسببه الغازات السامة للمواد الكيماوية والقذائف واستهداف المراكز الصناعية، وما تستخدمه الحرب من أدوات شتى، ويقلل من نسبة الأمراض النفسية التي تجتاح الأفراد التي عاصرت الحروب، مثل الفوبيا والهستيريا والقلق والفصم، وإنه باختصار يحافظ على كل ما يمكن للفرد أن يستفيد منه في مجتمعه، ومن هنا يتبيّن أن السلام محور تدور قادات الشعوب حوله، لأنه يكسب المجتمعات الذي يوجد فيها عنوان.
تحقيق القيم فيما بينها، والالتزام بالقوانين الإنسانية التي من ضمنها الحفاظ على الحقوق والابتعاد عن التعدي، والإخاء، واحترام الغير، والحرية، ومما يدل على هذه الأهمية ويثبت جدارتها في تحقيق المكون الأساسي لبناء الأوطان جاءت الديانات السماوية كلها بالحث على السلام، فكانت نشرا للتوحيد بالكلمة الحسنة والنصح والإرشاد، والتحذير من الشرك بالله تعالى، مثل قوله تعالى في القرآن الكريم ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم” وقد يفترض في زمن من الأزمان بعد تحقيق هذا المطلب الأسمى سؤال محير آخر وهو كيف نحافظ على السلام؟ وهنا لا بد من ربط مقوماته التي ذكرت بالاستمرارية التي تخلدها، لتكون أقرب إلى الدوام.
فإن اختل عنصر من عناصرهِ تداعى البناء وتقيضت أركانه، فإن السلام عبارة عن إنسجام البشر مع بعض البعض وبناء علاقات إجتماعية قوية بعيدا عن الحقد والصراع والعنف والخوف وذلك لأنه يترتب عليه الكثير من الأثار النفسية السيئة ويؤدي إلى تفكك المجتمع وتنمية الرغبة في الإنتقام والإيذاء فتضيع حقوق البشر ويتخلف المجتمع عن التقدم والحضارة وتختفي معالم المستقبل ،يؤدي السلام إلي نشر العاطفة بين البشر والمحبة وتمحي مشاعر العنف والكراهية والنزاعات التي تحدث بين الدول، وقد قام الدين الإسلامي على أساس نشر السلام والمحبة والسلام هو إسم من أسماء الله الحسنى وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتمسك بالإسلام وتعمير الأرض.
وعدم تخريبها أو نشر الخوف و ترويع البشر وجعل الإنسان خليفته في الأرض وأمره بتعميرها وعدم نشر الفساد فيها مهما كان الخلاف بينه وبين الأخرين وقد تم ذكر لفظ السلام في القرآن الكريم مائة وثلاثة وثلاثون مرة، وقد قام الإسلام بتنظيم العلاقات مع البشر فلكل شخص وجهة نظره وطريقة تفكيره التي تختلف عن غيره لذلك يجب أن يحترم كل شخص رأي الأخر ولا يجعل الخلاف يفسد العلاقة، وإن لعظمة الشريعة الإسلامية وما دعت إليه فقد اقتبست منها منظمة اليونسكو بعض البنود التي تضمن حرية الإنسان وسلامته وهي أن السلام يدعو إلي ضرورة احترام جميع الكائنات الحية، وكذلك التخلي عن الأنانية وحب البشر لبعضهم البعض.
وعدم اللجوء إلي الحرب، وهو ما قام به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما عقد معاهدة بين المسلمين واليهود حيث رفض الإسلام جميع أنواع العنف والحرب وأمرنا بالتعامل بهدوء وحكمة وإعطاء النصائح حتى لا يفتح الطريق أمام الحقد والكراهية والعنف وقد دعت المنظمة إلي عقد الكثير من المؤتمرات بهدف حل النزاعات بين الدول مقتضيه في هذا المبدأ بالشريعة الإسلامية، فتحيا البشر بالسلام والحب والرفاهية لذلك فقد تم إنشاء الكثير من منظمات السلام الدولية بهدف حل النزاعات ونشر السلام في العالم بعد انتشار الحروب والاعتداءات والنزاعات بين الدول وبعضها البعض مثل المنظمة العالمية للسلام هدفها الأساسي هو نشر السلام.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏جلوس‏، ‏نظارة‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *