Share Button
فى طريق النور ومع أهمية الأمن فى الإسلام ” الجزء الخامس “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع أهمية الأمن فى الإسلام، فمن السنن إفشاء السلام وإظهاره وإعلانه بين الناس، حتى يكون شعارا ظاهرا بين المسلمين، لا تخص به فئة دون أخرى، أو كبير دون صغير، ولا من يعرف دون من لا يعرف؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال “تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” متفق عليه، وقال عمار بن ياسر رضي الله عنهما ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان، الإنصاف من نفسه، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار، وتعود أهمية السلام إلى آثاره التي يتركها على حياتنا، فالسلام هو الحياة الطبيعية التي لابد أن تحيا بها كل المجتمعات الإنسانية.
لأنه هو العامل المؤثر في حياة البشر، ويرتبط السلام بالأمان والإستقرار، والسلام عندما يكون في دولة تنتشر فيها مظاهر التقدم والرخاء، أما عن مفهوم السلام في تعريفه العام هو استمرار الأمان وزوال الصراع والحروب، مما ينتج عنه استمرار للقيم النبيلة وعادات الإحترام الكامل والخضوع للسيادة، والتمتع بالحريات والحقوق والاستماع للآراء الأخرى، وتعاون الشعوب مع بعضها وتبادل الثقافات وإختفاء ثقافة العنف، ومن معنى السلام قيل “عش ودع غيرك يعيش” وقد قصد بهذه المقولة أن تعيش الشعوب بجانب بعضها البعض، وأن يعيش الأفراد بجانب بعضهم البعض، فلا تعتدي دولة على أخرى ولا فرد على فرد فيهم السلام.
ويعد السلام نعمة لكل البشرية، لذلك كان نقيضه الحرب وهي لعنة تقضي على الأخضر واليابس، وإن عكس كلمة السلام هى الحرب، وقد قامت حروب كثيرة بين الشعوب على مر العصور في كل أنحاء الأرض، تلك الحروب التي أنهكت شعوبها، واليوم يتمنى شعوب العالم أن يسود السلام حتى يستكملون حياتهم بدون خوف من قذائف أو رصاص أو قنابل أو أسلحة نووية تؤذي الجنين في بطن أمه، وتقضي على طفولة الأبرياء، وتقوم بهدم أي صرح من المباني والحضارات وتدمر الميراث التاريخي لأي وطن، فعملت الشعوب على المناداة بالسلام لعل أحد يستمع لهم، وخاصةً أن السلام قد تم ذكره في مختلف الديانات السماوية، فنجد أن المسيحية كان أساسها هو المحبة والرحمة.
كما أن الدين الإسلامي الحنيف أمر بالسلام، وكذلك اليهودية، وأن آثار السلام تعم الكائنات كلها ومن عظمة معنى كلمة السلام، فالله سبحانه وتعالى اختاره ليكون من أحد أسمائه الحسنى، كما أنه هو التحية التي أمرنا بها الله بين بعضنا البعض، وهو أيضا الدعوة التي نادى بها كل الأنبياء وهو ختام الصلاة، ومن أجل هذا كله جاء ميثاق تأسيس هيئة اليونسكو ليؤكد على المعنى الحقيقي للسلام فقال لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لكي يحيا في أمان واطمئنان وسلام، ولم يخلقه أبدا لكي يقتل أو يبيد شعب، ومن الممكن أن يتمكن المرء من تحقيق كل ما يتمناه.
في الوقت الذي ينعم فيه بالسلام، أما في الوقت الذي يقضيه في الحروب والنزاعات والكوارث، فلا يتمكن أبدا من إنجاز أي شيء فعقل الإنسان يحتوي على قوة لا نهائية، وكل ما يحتاج إليه، لكي تظهر هذه القوة هو عدم المرور بأزمات أو حروب أو ضغوط، لأن كل هذا يقلل من القدرات العقلية لديه ويجعله كائن لا يفعل سوى الشعور بالخوف، ولم يستطيع المجتمع الدولي أن يعرف قيمة السلام إلا بعد أن مر بمعاناة كبيرة ومدمرة، وذلك في فترة الحرب العالمية الأولى والثانية، وفي خلال هذه الفترة المأساوية، تم إبادة أكثر من نصف مليار فرد، وقد أفلست أكبر الدول في هذا الوقت وأنفقت دول أخرى أضعاف أضعاف ميزانيات دول كبرى.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *