Share Button
فى طريق النور ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروى
ونكمل الجزء الثانى مع أهمية مكارم الأخلاق، وإن الأخلاق الإسلامية صالحة لكل إنسان ولكل زمان ومكان مع اتصافها بالسهولة واليسر ورفع الحرج، وكذلك لا يحكم على الأفعال بظاهرها فقط ولكن تمتد إلى النوايا والمقاصد والبواعث التي تحرك هذه الأفعال الظاهرة فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنما الأعمال بالنيات” وإن من مبادئها أن تقنع العقل وترضي القلب، فما من نهي شرعي إلا معه مسوغات ودوافع تحريمه، ويعرف الخلق في اللغة العربية بالطبع والسجية لأن صاحبها قد قدر عليه، وفي مقولة أخرى هي الدين والمروءة، حيث قال العلامة ابن فارس الخاء واللام والقاف أصلان، أحدهما تقدير الشيء، والآخر ملامسة الشيء.
والأخلاق في الاصطلاح هي هيئة راسخة في النفس، يصدر عنها العديد من الأفعال بشكل سهل ومُيسّر، دون الحاجة للتروي أو التفكير، فمن الممكن أن يصدر عن هذه الهيئة أفعال مذمومة أو محمودة، فتعتبر الأخلاق الإسلامية من سمات المؤمنين الصالحين، حيث تساعدهم على تجنب الوقوع في العيب، واللوم، والنقد، ولا تجعل صاحبها يميل إلى الخطيئة أو الإجرام، لأن الأخلاق تعتبر من الهدي النبوي، والوحي الإلهى، وهي خُلق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتعتبر مكارم الأخلاق بناء شيده أنبياء الله الكرام عليهم السلام، وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتمم ذلك البناء، من أجل أن يكتمل صرح مكارم الأخلاق.
كما أن امتلاك الإنسان للأخلاق دون امتلاكه للدين هو أمر لا فائدة منه، وتتبين أهمية الأخلاق بالإسلام لعدة أمور، منها اختيار الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن تكون الغاية من بعثته هي الدعوة لمكارم الأخلاق، فقد بيّن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب مدى أهمية الخُلق، بالرغم من وجود العديد من الأمور الأهم من الأخلاق مثل العقيدة، والعبادة، إلا أن الخُلق يبرز بشكل أكبر أمام الناس أكثر من سائر الأعمال الإسلامية، حيث إن الناس لا يستطيعون رؤية عقيدة الإنسان لأن مكانها بالقلب، كما أنهم لا يرون العبادة، إلا أنهم يرون الأخلاق ويتعاملون من خلالها، لذا سيقوم الناس بتقييم دين الإنسان بالنظر لتعامله معهم.
ويحكمون على صحته من خلال خُلقه وسلوكياته، وكذلك تعظيم الإسلام لحُسن الخُلق، لأنه ليس خُلق مجرد بل عبادة يؤجر العبد عليها، وهو من الأسس التي يتفاضل الناس بها يوم القيامة، والدليل قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامه الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال صلى الله عليه وسلم المتكبرون ” وإن الأخلاق هي منظومة قيم ومبادئ، يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردة للشر وفقا للفلسفة الليبرالية وهي ما يتميز به الإنسان عن غيره.
وقد قيل عنها إنها شكل من أشكال الوعي الإنساني كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سندا قانونيا تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين، وهي السجايا والطباع والأحوال الباطنة التي تدرك بالبصيرة والغريزة، وبالعكس يمكن اعتبار الخلق الحسن من أعمال القلوب وصفاته، فأعمال القلوب تختص بعمل القلب بينما الخُلق يكون قلبيا ويكون ظاهرا أيضا، والأخلاق هي دراسة، حيث يقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معايير للسلوك، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات ومبادئ يمشي عليها.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *