Share Button
فى طريق النور ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروى
ونكمل الجزء الثالث مع أهمية مكارم الأخلاق، ويقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معايير للسلوك، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات ومبادئ يمشي عليها، وأيضا واجبات تتم بداخلها أعماله أو هي محاولة لإزالة البعد المعنوي لعلم الأخلاق، وجعله عنصرا مكيفا، أي أن الأخلاق هي محاولة التطبيق العلمي، والواقعي للمعاني التي يديرها علم الأخلاق بصفة نظرية، ومجردة، وتكون الأخلاق طاقما من المعتقدات، أو المثاليات الموجهة، والتي تتخلل الفرد أو مجموعة من الناس في المجتمع، وأن هناك أيضا علم الواجبات وهو مفهوم يستخدم كمرادف للأخلاق المهنية، فيختص هذا المجال بالواجبات ويحكم على الفعل راجعا إلى القواعد والقوانين.
وتختلف المسؤولية القانونية عن المسؤولية الأخلاقية باختلاف أبعادهما، فالمسؤولية القانونية تتحدد بتشريعات تكون أمام شخص أو قانون، لكن المسؤولية الأخلاقية فهي أوسع وأشمل من دائرة القانون لأنها تتعلق بعلاقة الإنسان مع ذاته، فهي مسؤولية ذاتية أمام نفسه وضميره، أما دائرة القانون فمقصورة على سلوك الإنسان نحو غيره وتتغير حسب القانون المعمول به، وتنفذها سلطة خارجية من قضاة، ورجال أمن ونيابة، وسجون، أما المسؤولية الأخلاقية فهي ثابتة ولا تتغير، وتمارسها قوة ذاتية تتعلق بضمير الإنسان الذي هو سلطته الأولى، فالأخلاق متعلقة بالإنسان ويعتقد البعض أن فقدان خلفية إيمانية للإنسان قد تضعه في مأزق فكري.
من جهة الحفاظ علي المقياس الأخلاقي الإيماني من التشويش، والأخلاق هي عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال “وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى العادات الجيدة، لذلك قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين.
ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون، إن التحلي بالأخلاق الحسنة، والبعد عن أفعال الشر والآثام، يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها، وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وتعتبر الأخلاق هى أساس بقاء الأُمم، وهي المؤشر على انهيار الأمة أو استمرارها، لأن انهيار أخلاق الأمة هو انهيار لكيانها، والدليل قول الحق سبحانه وتعالى كما جاء فى سوة الإسراء ” وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا” وتعتبر الأخلاق من أسباب المودة وإنهاء العداوة.
فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ” ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم ” وإن الخُلق أفضل الجمالين، حيث ينقسم الجمال إلى قسمين، هما الجمال الحسّي، وهو الجمال الذي يتمثل في الهيئة، والشكل، والجاه، والمنصب، والجمال المعنوي الذي يتمثل في السلوك، والذكاء، والعلم، والأدب، وقد ذكر الله عز وجل بأن للإنسان عورتين الأولى هي عورة الجسم التي تستر بالملابس، وعورة النفس التي تستر بالأخلاق، وقد أمر الله بالستر، وذكر بأن الستر المعنوى أهم من الحسّي، والدليل قوله تعالى ” يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون “
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *