Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الأسرة سكن ومودة، ولقد أوصى الإسلام بالزوجة، وأعطى المرأة حرية اختيار الزوج وجعل عليها جزءا كبيرا من المسؤولية في تربية الأبناء، وجعل الإسلام على الأب والأم مسؤولية عظيمة في تربية أبنائهم، فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته” قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه البخاري ومسلم، ولقد حرص الإسلام على غرس مبدأ التقدير والاحترام.
للآباء والأمهات والقيام برعايتهم وطاعة أمرهم إلى الممات فقال الله سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما” ولقد حمى الإسلام الأسرة في عرضها وعفتها وطهارتها ونسبها فشجع على الزواج ومنع من الاختلاط بين الرجال والنساء، وجعل لكل فرد من أفراد الأسرة دورا مهما فالآباء والأمهات الرعاية والتربية الإسلامية والأبناء السمع والطاعة وحفظ حقوق الآباء والأمهات على أساس المحبة والتعظيم، وأكبر شاهد على هذا التماسك الأسري الذي شهد به حتى الأعداء، وترجع أهمية الأسرة إلى الاختلاف تكوين كل أسرة عن الأخرى والعادات والقيم.
التي ترسخها كل أسرة في أفرادها لذلك تكون الأسرة هي بداية القيم الخاصة بالمجتمع ومن بعدها الجامع ثم المدرسة ثم المجتمع بأكمله، لذا يجب تحديد وقت مناسب وملائم للجلوس مع الأطفال والأبناء بصفة عامة يتم فيه تبادل الأحاديث ومناقشة كافة المواضيع المختلفة معهم، والانتباه إلى التأكيد على جميع المفاهيم الصحيحة والمحببة لدى النفس البشرية في عملية التربية الخاصة بالأبناء حتى ينشئوا نشأة صحيحة ويهتمون بتطبيق كافة القيم والمبادئ الصحيحة الخاصة للمجتمع، ويجب أن يكون الأب والأم هم القدوة الصالحة لأبنائهم في كافة المواقف المختلفة، وهي التي تثبت لديهم المبادئ والقيم الصحيحة التي يجب عليهم تعلمها والعمل بها.
والتأكيد على قيمة الاحترام في التعامل بين جميع أفراد الأسرة فالاحترام المتبادل بين أفراد العائلة الواحدة، وكما يجعل ذلك جميع أفرادها يتعاملون فيما بعد وسط المجتمع بمنتهى الاحترام والجدية، وإن الأسرة في الإسلام لوحة مضيئة ومرآة عاكسة لسمو تعاليم القرآن الكريم، وهي شاهد ملموس على علو شأن الإسلام تعجز الأنظمة البشرية مهما بلغت أن تبلغ مبلغه، وأفلست الأديان القديمة والحضارات المعاصرة أن تصل مستواه، والواقع يشهد بتفكك الأسر وضياع المجتمعات في مشرق الأرض ومغربها حين يغيب عنها الإسلام أو تضل عن توجيهات القرآن الكريم، وتساعد الأسرة في إشباع الحاجات الأساسية والفطرية لكل إنسان كما تساعد على إشباع حاجاته النفسية والجسدية.
حتى تتم نشأتهم نشأة طبيعية فتساعد في تكوين المجتمع بشكل سوي نفسيا دون أي أمراض نفسية، وكما تعمل الأسرة على ترسيخ المبادئ والقيم والعادات الخاصة بكل مجتمع فكل مجتمع له قيمه وعاداته الخاصة به والتي تبدأ أولا في داخل كل أسرة، فالأسرة هي الجندي الأساسي الذي يحافظ على عادات وقيم المجتمعات ويقوم بمراعاتها مما يساعد على خلو المجتمع من أغلب المشاكل الاجتماعية والنفسية، وزرع الأخلاق الحميدة والقيم المحببة إلى النفس البشرية يبدأ بداخل الأسرة الصغيرة أولا ثم يسود المجتمع الكبير بأكمله، وتعتبر الأسرة هي حجر الأساس لكل المجتمعات الذي يقوم ببناء أي مجتمع لذلك فإن نشأة الأسرة بصورة طبيعية صحيحة ينتج عنه مجتمع قوي وسليم نتيجة لهذه الأسر السلمية.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *