Share Button
فى طريق النور ومع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى ” جزء 3″
بقلم / محمــــد الدكـــــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى، وجاء أيضا في الحديث الشريف “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يَخذله” وقال صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه” وصلاح الفرد من صلاح المجتمع، والمجتمع الذي لا يسعى إلى فكر آمن إلى السلم والاستقرار، لتسلم القلوب والنفوس للنجاة إلى المصالح الكلية التي هي قوام الدنيا بالدين، ويعيش هذا المجتمع في صراع نفسي يحمل هم العداوات والبغضاء والشحناء التي لا تنتهي يفشل لا محالة وإن توفرت له أسباب النجاح، وكذلك من الوسائل هو القضاء والحدود، فالعقاب العادل هو الوسيلة الوحيدة التي تردع من شب على الجريمة ولا سبيل لإصلاحه إلا بمعاقبته العقاب الذي يستحقه.
ولهذا اهتم الإسلام بالقضاء وأعطيت هذه المهمة إلى الحاكم أو الوالى، فهو المسؤول عن القضاء فقد كان الخلفاء الراشدون هم الذين يفصلون في القضايا إضافة إلى وظيفتهم الأساسية في إدارة الدولة، وذلك لحساسية هذه المهمة لأنها تتعلق بتثبيت الحق من خلال معاقبة المسيء والإحسان إلى المحسن، وقد وضع الإسلام حدودا لمواجهة الأشرار رأفة منه بالمجتمع الذي تهدده الجريمة إذا لم يستخدم أساليب الرد، ويأتي دور القضاء بعد استنفاذ كل الوسائل والطرق في مكافحة الجريمة، بعد استنفاذ وسيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعجز المجتمع عن استئصال الجريمة بالطرق السلمية، فكان لابد من اللجوء إلى آخر الدواء وهو القضاء.
ليحكم القاضي بحكم الله ويصدر حكما رادعا يرتدع منه المنحرف ويمنعه عن مواصلة انحرافه، ويمنع من تسول له نفسه العبث بأمن الناس وأمن المجتمع، إذن الأمن الاجتماعي بحاجة إلى العصا الغليظة أيضا كما هو بحاجة إلى الكلمة الطيبة، فلولا الصرامة التي تواجه بها اللصوص لواصلوا تطاولهم على أموال الناس وممتلكاتهم، ولكي تصبح القوة إشارة رادعة تمنع الآخرين من ممارسة اللصوصية، وهكذا نجد أن مساحة الأمن الاجتماعي هي مساحة كبيرة تشمل مختلف الأساليب والطرق والآليات فكل ما يؤثر في الأمن يؤخذ بنظر الاعتبار عند المخططين للأمن الاجتماعي، وتقوم بمساعدة القضاء أجهزة أمنية تسهر على راحة المواطنين.
فهي تؤدي دورا كبيرا، فهي العين الحارسة على مصالح الناس وأرواحهم وهي تنشط عندما تجد ثغرة أو انحرافا فتسارع في التدخل واتخاذ الأجراء اللازم ويشكل وجود هذه الأجهزة قوة رد تمنع الأشرار من العبث بمقدرات الناس، وإن القصاص من أسباب الاطمئنان في المجتمع، وإن أنواع العقوبات المفروضة تطمئن المجتمع، وتزيل الحقد من النفوس، وتردع من تسول له نفسه الإقدام على أمر فيه جناية، وإخلال للمجتمع حيث يقول سبحانه فى كتابه الكريم ” ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون” فإن القصاص من أسباب الاطمئنان في المجتمع والقضاء على الجريمة، لأنه يقضي على الفئات الفاسدة في المجتمع، حتى لا يتوسع نطاق عملها في أجزاء أخرى منه.
حسبما نرى في المجتمعات الغربية، التي رأفت بالمجرم لأنه في نظرهم يحتاج إلى الرعاية والعطف، فهو لم يرتكب الإجرام في نظر المهتمين بأمره، إلا من مؤثرات تحيط به من صحية أو اجتماعية أو أسرية أو غيرها فماذا كانت النتيجة؟ فإنها بالنسبة للمجتمع حسبما هو واقع الحال، من خوف واضطراب، وقلق مستمر، وبالنسبة للأفراد هو انتهاك أعراض، وقتل أنفس بريئة، وتشويه بعمل إجرامي متعمد وبالنسبة للأموال هو نهب واعتداء وتسلط، وأما بالنسبة للمجرم نفسه، فسجن محدود، وغرامة مالية قليلة، ثم يخرج للمجتمع من جديد وبفن جديد في عالم الجريمة، وهكذا تستمر الحلقة، لكن شرع الله تعالى الذي شرع لعباده في القرآن الكريم، هو الذي يصلح المجتمعات، ويقضي على جذور الاعتداء.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏بدلة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *