Share Button

فى طريق النور ومع الإحترام والمشاعر “الجزء الرابع ”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع الإحترام والمشاعر، فيقول ابن القيم رحمه الله تعالى”إن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة وبينهما من التفاضل ما بين السماء والأرض، وتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها، وإن من أصلح سره أصلح الله علانيته، وهي وصية كان العلماء يوصي بعضهم بعضا بها؛ كما جاء عن سفيان الثوري، وابن عون، ومعقل بن عبيد الله الجزري أنهم قالوا “كان العلماء إذا التقوا تواصوا بهذه الكلمات، وإذا غابوا كتب بعضهم إلى بعض أنه من أصلح سريرته أصلح علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس.

ومن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه” فانظروا رحمكم الله إلى ظواهركم فأصلحوها، وإلى بواطنكم فطهروها، واحذروا من جميع آفات القول والعمل، وأمراض القلب والنية، واصدقوا مع الله يصدقكم الله وتفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة، إنما أنت أيام، فإذا مضى يوم مضى بعضك” فهكذا قالت رابعة لسفيان، وقد قال بعض الشعراء، إذا كان رأس المال عمرك فاحترز عليه من الإنفاق في غير واجب، ويؤكد شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله إن العبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له، ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه.

ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والأدب من كلام حكماء فارس والروم لا تبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير ولهذا عظمت الشريعة النكير على من أحدث البدع، وكرهتها، لأن البدع لو خرج الرجل منها كفافا لا عليه ولا له لكان الأمر خفيفا، بل لابد أن يوجب له فساد منه نقص منفعة الشريعة في حقه.

إذ القلب لا يتسع للعوض والمعوض عنه، وخلاصة الكلام ما قاله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه “إن الله خلق الأيدي لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملا التمست في المعصية أعمالا، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك في المعصية” وإن الشريعة تحث على هذه الخصلة الجميلة، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر”لا يتناجى اثنان دون صاحبهما، لماذا؟ فإن ذلك يحزنه” وقال أبو صالح فقلت لابن عمر فأربعة؟ قال لا يضرك، فمراعاة لمشاعره أو أنه يتوجس خوفا منهم ماذا يريدون؟ لعلهم يتآمرون عليه خاصة إذا كانوا في معزل من الناس، وهكذا الرابع والخامس، والخامس دون السادس فلا يعزل البعض ويتحدث البعض.

ويدخل في هذا أنك حينما تتحدث مع اثنين أو ثلاثة ثم تغير لهجتك وتغير لغتك وهذا أيضا نوع من إيذاء المشاعر، ولعل هذا الإنسان لا يفهم اللغة التي نتحدث بها فلا يتحدث إلا لغته، فإذا تحدث بالأردية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو غير ذلك ظن سوءا بكم وخاف وانجرحت مشاعره، وأيضا يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما “لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه” هو أحق بهذا المجلس مهما كانت وجاهتك، ومهما كانت مكانتك، فمكانتك في المكان الفارغ لا أنك تأتي وتقيم الإنسان وتجلس مجلسه لماذا؟ إن هذا يشعره بتعاليك هذا يشعره بأنك تحتقره هذا يجرح مشاعره إلا إن قام من ذات نفسه إكراما وإجلالا.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *