Share Button

فى طريق النور ومع الإحترام والمشاعر “الجزء الخامس “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع الإحترام والمشاعر، ومهما كانت مكانتك، فمكانتك في المكان الفارغ لا أنك تأتي وتقيم الإنسان وتجلس مجلسه لماذا؟ إن هذا يشعره بتعاليك هذا يشعره بأنك تحتقره هذا يجرح مشاعره إلا إن قام من ذات نفسه إكراما وإجلالا، فإن هذا أيضا من هذا الباب من باب احترام المشاعر، فإذا قام الصغير للكبير وقام طالب العلم للعالم، فإن هذا من هذا الباب لقوله صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر” فإذا لم يجلّ الكبير سواء كان كبيرا في السن كالأب أو العم أو الخال أو كان عالما أو كان رئيسا أو مسئولا فإنهم ينزلونه منزلته اللائقة به، فلهذا قال صلى الله عليه سلم “ليس منا من لم يجل كبيرنا”

وإجلال الكبير وذي الشيبة من هذا الباب من باب احترام المشاعر، ومن باب إظهار المحبة ودفء العاطفة فيما بينك وبينه، والنبي عليه الصلاة والسلام يراعي مشاعر كثير من الناس الذين حس أن مشاعرهم ربما انجرحت، فهذا الصعب بن جثامة رضي الله عنه يرى النبي عليه الصلاة والسلام في الطريق وهو مسافر إلى الحج محرما، فيرى حمار وحش فيصطاده ثم يأتي به إلى النبي عليه الصلاة والسلام هدية، فالنبي عليه الصلاة والسلام ردّه عليه مع أنه ليس من عادته رد الهدية، فرأى التغير والتلون والتأثر بهذا الصحابي الجليل إذ إنه أراد إكرام النبي عليه الصلاة والسلام فرده عليه، فلما رأى صلى الله عليه سلم تأثره قال “إنا ما رددناه عليك إلا أنا حُرم”

وأنت تعلم أن المحرم لا يصطاد ولا يأكل مما صيد له، فهذا الصحابي الجليل صاد من أجل النبي عليه الصلاة والسلام وذلك صار هذا الصيد في حقه صلى الله عليه وسلم مثل الميتة يحرم عليه فرده عليه، فبرد قلبه وأطفئت المشاعر الملتهبة في صدره ففرح وسُر إذ النبي عليه الصلاة والسلام بيّن له السبب، وهكذا في كثير من القضايا التي تحدث بين الناس بين الأصدقاء، بين الأب وابنه، وبين الأزواج وما شاكل ذلك ربما تؤدي إلى تعكر الأجواء فإذا ظهر السبب كما يقال بطل العجب تزول تلك المشاعر الملتهبة التي تأثرت نتيجة ذلك القول أو ذلك الفعل، وإن الله تبارك وتعالى حين خلق هذا الإنسان أوجد فيه أحاسيس ومشاعر، وهذه الأحاسيس والمشاعر.

إما أن تجعله فرحا مسرورا، وإما أن تجعله كئيبا وحزينا، وذلك بحسب العوامل التي تطرأ على هذه المشاعر، وهذه الخصلة من الفروق بين الإنسان والجمادات ففي الإنسان مشاعر وأحاسيس لا بد أن تراعى ولا بد أن تحترم ولا بد أن ينمي الإنسان هذه المشاعر، وألا يكبت هذه المشاعر إن كانت إيجابية فلا بد من إظهار ها وإفشائها لأن ذلك يعود بالمصلحة على هذا الإنسان وعلى من يعايشه، وإن هذه المشاعر والأحاسيس تتأثر بما يعايشه الإنسان في واقعه، فنجد أن الناس في الزمن الأول كانوا يعيشون مع ما خلق الله عز وجل في هذه ا لحياة من حيوان وأشجار، وبحار وأنهار، وطيور وأزهار، ويعيشون مع الغلظة والجفوة.

كذلك فيعشون في الجبال ويعشون في الصحاري الحارة القاسية من أجل ذلك وجدت نوعين من المشاعر، فمشاعر الذين يعيشون في الطبيعة الرقيقة ترق مشاعرهم، ولك أن تقرأ وتتصفح دواوين الشعراء الذين عاشوا في البيئة الخضراء مع الأنهار والأطيار والأشجار تجد مشاعرهم تطفو وتظهر على أشعارهم وعلى نثرهم، وتجد أن أشعارهم كلها تضفي على القارئ التفاؤل وتعطيه البهجة وتعطيه السرور، بخلاف الذين عاشوا في الحروب وعاشوا في الجبال وعاشوا في الصحاري فتجد وتحس وتلمس وتشعر بالجفوة والقسوة في أشعارهم، هكذا نبينا الكريم عليه صلاة الله وسلامه حث على أن تكون هذه المشاعر مشاعر رقيقة ومشاعر عالية ليس فيها جفوة وليس فيها غلظة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *