Share Button

فى طريق النور ومع الإحسان إلى الخلق ” جزء 3 “

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإحسان إلى الخلق، وقال ملحد آخر ما على الخلق أضر من الخالق وبعض العوام اليوم إذا أصيب بابتلاء قال يا رب ماذا أذنبت حتى فعلت بي كل هذا؟ وإذا ما قاله بلسان المقال فهو يقوله بلسان الحال، وقال ابن القيم رحمه الله “قال لي غير واحد إذا تبت إلى الله، وأنبت وعملت صالحا ضيق عليّ رزقي ونكد عليّ معيشتي وإذا رجعت إلى المعصية وأعطيت نفسي هواها جاءني الرزق والعون والمساعدة وهذا في بعض الحالات يكون صحيحا نعم، ولكن ما هي الحكمة ما هي الفكرة ؟ التي ينبغي أن يفكر بها العبد في هذا؟ قال فقلت له يقول ابن القيم فقلت له هذا امتحان منه ليرى صدقك وصبرك هل أنت صادق في مجيئك إليه؟ وإقبالك عليه؟

 

فتصبر على بلائه فتكون لك العاقبة أما أنت كافر به فترجع على عقبك، وهذه فعلا من الأشياء التي يواجهها بعض الذين يدخلون في التمسك بهذا الدين يقولون فقدت الوظيفة بسبب التمسك الدين فقدت مميزات ماليه بسبب التمسك بالدين، فقدت منصبا بسبب لحيتي فقدت منصبا ووظيفة وعملا لأني أنا استقمت عوقبت بحرمان الوظيفة والأموال فيقال له إن هذا من الله لينظر هل أنت ثابت هل مجيئك إليه حقيقي صحيح عن يقين وإيمان أما أنك عند أول هزة ترجع على عقبك ليت الناس يفهمون هذا لو فهم الناس هذا لكفينا شرا كثيرا وهذه الأوهام تنشأ من حسن الظن العبد بنفسه أن إيمانه كامل فلماذا يعاقب؟ فلا إله إلا الله كم فسد بهذا الاغترار من الخلق؟

 

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ وصيته للصحابي الجليل أبي ذر بقوله ” أمرنى خليلى صلى الله عليه وسلم بسبع، أمرنى بحب المساكين، أي أمرني أن أضع المساكين في حسباني، وأن أحبهم، وأدنو منهم، فأتفقد أحوالهم، وأسعى في قضاء حاجاتهم، ومراعاة مصالحهم، تخفيفا عليهم من وطأة الفقر، ومشاركة لهم في هموم المسغبة، وثقل المتربة، فمحبة المساكين والفقراء ومجالستهم والدنو منهم واستشعار ما هم فيه من العناء لها أثرها في قلب المؤمن عظيم، فمحبتهم هي أصل الحب في الله تعالى لأنه ليس عندهم من الدنيا ما يوجب محبتهم لأجله، فلا يحبون إلا لله عز وجل، والحب في الله من أوثق عُرى الإيمان، وهو أفضل الإيمان.

 

فقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم ” من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان” رواه ابن ماجه، ومحبة المساكين وتقريبهم والاهتمام بهم من أسباب القرب إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وبهذا وصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها فقال لها ” يا عائشة أحبى المساكين وقربيهم فإن الله يقربك يوم القيامة” رواه الترمذي، وذلك لأن المساكين الصابرين المؤمنين مقربين إلى الله يوم القيامة، فإذا اجتمع في الشخص إيمان مع فقر ارتفعت منزلته في الدنيا بقوة صبره وإجابة دعائه، وفي الآخرة بتشفيعه في الناس وعلو منزلته لأن فقره كان سببا لتواضعه ولين جانبه، ولذلك ينبغي حب المساكين والقرب منهم.

 

فإن أحببتهم كنت متواضعا أما إن تكبرت عن أن تجلس معهم، حُشرت مع المتكبرين والعياذ بالله، وبالمساكين والفقراء يرزق الأغنياء، وبالضعفاء ينصر الأقوياء، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” رواه البخارى، وذلك لأن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء، وأكثر خشوعا في العبادة، لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا، وقال بعض الأولياء الصالحين إن المساكين يقصد بهم كذلك المفتقرين إلى الله سبحانه وتعالى والمنكسرين له، الذين خلعوا ثياب العجب والكبر، وأتوا إلى الله طائعين مستسلمين، فأحلى معنى للإيمان تتذوقه في حياتك يوم ينكسر القلب لله، يوم تحس أنك ذليل بين يدي الله ليس فقر أموال، لكنه فقر مطلق.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *