Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العشرون مع الإسلام فى زمن الإنترنت، وأما النمو العضوي، فيتمثل في الأبعاد الخارجية للمراهق، حيث تبدو العلامات التي تميز الشاب، ومن أبرز علامات هذا النمو عند الفتيان هو نمو جسمي سريع بزيادة الطول بشكل واضح، وكبر المنكبين، واتساع الصدر، وبروز العضلات، كذلك ظهور شعر الشارب والذقن والعانة، وتغير الصوت بخشونته، ونمو تفاحة آدم وهى الحنجرة، وكبر حلمة الثدي، وزيادة إفراز العرق، ونمو الأعضاء التناسلية، وجبين عالى وكبير، وفم كبير، وأنف متضخم، وظهور حَب الشباب وهكذا، وكثير من هذه العلامات تسبب له الإحراج والانفعال، وخصوصا إذا لم يتفهم من حوله ما يمر به من تغيرات ويعينوه على تجاوزها، وأما عن النمو العقلي، فهو الذكاء والذكاء للبنات أكثر من الأولاد من الناحية اللغوية.

فالأولاد أكثر ذكاء من البنات من الناحية الميكانيكية، وكذلك الإدراك، فإن إدراك المراهق للأمور يختلف عن فترة الطفولة، مثلا الحرب تعني للطفل موت، حرب، دم، وتعني للمراهق دمارا للأسرة، والمجتمع، والبلد، فهو تفكيره العميق يتأثر، وكذلك التذكر حيث يتذكر المراهق أشياء قديمة، وبأعداد هائلة، وكذلك التخيل فهو واعي الخيال، ويعيشه بكل مشاعره، وكذلك النمو الفكرى، حيث يصبح المراهق يفسر الأمور على هواه، وبغض النظر هل هو صحيح أو خطأ، وإن من حاجات المراهق النفسية، هو الحاجة إلى الجانب الإيماني والروحي، من خلال تربيته إيمانيا ودينيا، وكذلك الحاجة إلى الحب من والدية والأقربين من الأهل والانتماء والأمان، من خلال إبداء المشاعر الإيجابية، ومن خلال الألفاظ والسلوكيات والهدايا، وهكذا تعريفه بطبيعة المرحلة.

التي يمر بها، والحاجة إلى الاحترام والتقدير، وذلك بتعزيز الإيجابيات وتركيز الإنجازات، والحاجة إلى إثبات الذات، من خلال الحرية، وإعطاء فرصة للحوار، والأمر يُعرض عليه ولا يُفرض، والخطأ مقبول وليس خطيئة، والحاجة إلى المكانة الاجتماعية، من خلال إشراكه في أعمال الراشدين، والحاجة إلى التوجيه الإيجابي، من خلال الحوار الهادف في تعديل السلوك، والحاجة إلى الترويح والترفيه، ومشاركته ذلك، وتخفيف ضغوط الحياة عليه، وإن للتعامل مع المراهقين أساليب وطرق وقواعد ينبغي العمل بها لكي نوصل الطفل إلى المراهقة الناضجة السليمة، وهى في جانب العلاقة والتعامل معه، اكتشف الإيجابيات الصغيرة، فالغالب أن يهتم الآباء والمربون بعيوب الطفل الصغيرة أكثر من مَحاسنه وإنجازاته، أو ينتبهوا إلى بعض الإيجابيات.

الجيدة نسبيا، مثل اجتهاده في الدراسة، ولا ينتبهون إلى أهم من ذلك وهو الصلاة، وأيضا أبلغه أنك تحبه، وعبر له عن حبك بالهدية والسلام، واحترامك وإكرامك لأصدقائه، والدعاء للابن في ظهر الغيب، أو حتى في وجوده، والثناء عليه في غيابه، وإعطائه كنية يحبها، وإخبارك بحبه له مباشرة، فاكتشافك لإيجابيات ابنك وتعبيرك لحُبه، سيجعل لحديثك مكانا في نفسه، بشرط أن تتحدث إليه كصديق، وإن أشد مرحلة يكره فيها الإنسان النصائح المباشرة هي مرحلة المراهقة، وخصوصا من والديه، وكثير من جلسات الآباء فيها محاضرات كثيرة، فالأب الحكيم هو الذي يجعل كلامه مختصرا ومُحدد الهدف، وإن أردت أن تعطيه بعض التوجيهات، فلتكن قبل وقوعه في الخطأ، فإن في الحقيقة يميل كثير من الآباء إلى الإطالة عند الإجابة عن أسئلة الأبناء.

والابن بطبيعته كبشر يملّ، وقد كان من هدى النبى صلى الله عليه وسلم، أنه يختصر الكلام خشية أن يملّ أصحابه، فاختصار الإجابة تجعله يسأل مرات أخرى، والعكس بالعكس، فإن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيرا من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحُر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة، كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالا تاما، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *