Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع عشر مع الإسلام فى زمن الإنترنت، وإن ما هو مورس من حروب بمعناها التقليدي على ديننا وثوابتنا وقيمنا ومبادئنا عبر التاريخ، لم ينجح في فت عضد الأمة، والنيل من شبابها الذين هم عُدتها وعتادها وثوابتهم لأن تلك الحروب شهرت سيوفها، وصوبت بنادقها، فمثَلت لنا رأي العين، فأدركنا خطرها، واتحدت إرادتنا، فلحق بعدونا الخزي، ولم تخرج مبادئنا من تلك الحروب، إلا وقد زال ما اعتراها من وهن، فقويت الشوكة، وتأججت الحمية، وقد فطن العدو إلى ذلك، فتلونت أساليبه وتعددت، فأطلق لحرباء أفكاره العنان، فصارت تتلون لنا باللون الذي نحبه، وخلطوا السم بالعسل، فشربنا حد الثمالة، وسكرت أفكارنا مع أن السكر حرام ولم يعد العدو بحاجة لجيوش جرارة، بل يكفيه فقط بث إشارة.

فصار شبابه بهيئته مثار إعجاب مراهقينا، وصارت أفكاره مصدر إلهام لجنة مزعومة، رسموها بإتقان، حتى صار النظر إليها أملا، والتشبه بها رمزا للتقدم للأسف ولو على حساب الدين، وترجع كلمة المراهقة إلى الفعل العربي راهق الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق أى قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقا أى قربت منه، والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد، فقال ابن فارس “الراء والهاء والقاف أصلان متقاربان، فأحدهما غشيان الشيء الشيء، والآخر العجلة والتأخير فأما الأول، فقولهم رهقه الأمر أى غشيه، وقال تعالى فى سورة يونس ” ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة” والمراهق هو الغلام الذي دانى الحُلم، وأرهق القوم الصلاة، أى بمعنى أخروها حتى يدنو وقت الصلاة الأخرى.

والرهق هو عجلة في كذب وعيب” والأصلان اللذان تدور حولهما هذه المعاني لهما صلة بهذا المصطلح، أما المراهقة في علم النفس، فتعني “الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي، والنفسي والاجتماعي” ولكنه ليس النضج نفسه لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي، والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى عشر سنوات، والمدة الزمنية التي تسمى مراهقة لا تستمر مع الأفراد خلال هذه الفترة، فهي تختلف من شخص إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر، فهي في المجتمع الريفي غيرها في المجتمع المدني أو المنفتح، وفي المجتمع المسلم غيرها في المجتمع الكافر، والمتزوج غيره في الأعزب لوجود الأسباب المختلفة التي إما أن تساعد على تخطى المرحلة بسهولة ويسر.

أو تتأخر معه أكثر من السنوات العشر المذكورة، وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني “بلوغ المراهق القدرة على الإنسال أى اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها” أما المراهقة، فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي، والنفسي والاجتماعي” وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، وهو أيضا يسبقها من الناحية الزمنية، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة، ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقا بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالا تدريجيا، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.

مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجيا وهرمونيا وكيماويا، وذهنيا وانفعاليا، ومن الخارج والداخل معا عضويا، والنمو يتركز في أربعة اتجاهات، وهم النمو الجسمي، والنمو الاجتماعي، والنمو الانفعالي، والنمو العقلي، والنمو الجسمي، وهو يشمل مظهرين، النمو الداخلي الفسيولوجي والنمو العضوى، أما النمو الداخلي الفسيولوجي، فهو النمو في الأجهزة الداخلية غير الظاهرة للعيان، ويشمل ذلك بوجه خاص النمو في الغدد الجنسية، وأما النمو العضوي، فيتمثل في الأبعاد الخارجية للمراهق، حيث تبدو العلامات التي تميز الشاب، ومن أبرز علامات هذا النمو عند الفتيان هو نمو جسمي سريع بزيادة الطول بشكل واضح، وكبر المنكبين، واتساع الصدر.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *