Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السابع عشر مع الإسلام فى زمن الإنترنت، وإن الإسلام قد أعطى المرأة حقوقا، وفرض عليها واجبات، ولم يفرق بينها وبين الرجل، فقال تعالى فى سورة البقرة ” ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم” فحقوقها مع الرجل متبادلة، كل طرف بما يلائمه، ويتسق مع خلقته وفطرته التي فطره الله عليها، أما الدرجة الزائدة للرجل في الآية، فهي درجة القَوامة، وهذا لا يتنافى أبدا مع حرية المرأة، فليست القوامة تسلط الرجل على الأنثى ولا إلغاء لشخصيتها، بل هي حفاظ عليها دُرّة مصونة ولؤلؤة مكنونة، إنها مساواة تكامل، لا مساواة تنافر، وإنه العدل الإلهي، وتساعد هذه المسلسلات على تشجيع المرأة على المطالبة بالحرية، حيث تصور مشاهد كثير من المسلسلات المدبلجة وخصوصا الآتية من المكسيك وأمريكا.

أن المرأة يجب أن تكون حرة في تصرفاتها، تعمل ما تريد دون قيد، ليس لتحركاتها ضوابط، نجدها تضع كل ما يحد من حريتها وراء ظهرها غير مبالية به، فأى حرية يقصدون؟ وأي عصارة لؤم في قرارة خُبث يرمون؟ فإنهم يريدون ترك الحبل على الغارب للنساء، يريدون أن ينفلت زمام الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة من المجتمع المسلم، وإن انفرط عقد الفضيلة، فستتهاوى حلقاته حلقة، حلقة، حتى تحقق المرأة المسلمة الحرية المزعومة، ويعلو صوتها حينها، مرحى، لقد صرت حُرّة، كسرت قيود التخلف والرجعية، يا له من نصر تاريخي، فنقول لكل فتاة مسلمة ولكل امرأة مسلمة حُريتك في انقيادك لله، حُريتك في امتثالك لأوامر دينك وتطبيقها، حُريّتك في برك وطاعتك لوالديك، حُريتك في حُسن تبعلك لزوجك، حُريتك في حشمتك.

ووقارك وحجابك، تحرري من الهوى الفاسد ومن الشهوة في غير محلها، تحرري من أنانيتك وسلبيتك، تحرري من قيود التبعية، وكوني أمة لله، تأتمرين بأوامِره وتقفين عند حدوده التي شرعها لك، حينها فقط قولي ولن يلومك أحد إنني حُرة، وإن من أهداف هذه المسلسلات هو تزيين صورة الحضارة الغربية في عيون نسائنا، حيث تعمل المسلسلات المدبلجة على إبراز النموذج الغربي بأبهى صوره، وأجمل حُلله، وكأن المرأة الغربية في أزهى عهودها، فهل هو فعلا كذلك؟ وإن الواقع يكذب كل هذه الدعاوى، فلا يغرّننا النموذج الحضاري الغربي، وليس علينا أن نتشدق بهذا الوهم لأنه نموذج زائف، لا وجود له، وكذلك من أهدافها هو تشجيع الاختلاط، حيث إننا نجد المسلسلات المدبلجة تزين الاختلاط بين الذكور والإناث، وتجعله من روح العصر ومتطلباته.

فالاختلاط في المنزل حيث يصير إخوان الزوج والأصدقاء والجيران وكل من يدخل المنزل من محارم المرأة، وتصير بنات الخال وبنات العم في عيون الرجل مثل الأخوات، والاختلاط في أماكن الدراسة والعمل، لا كوضع مفروض يتعامل معه بوقار واحترام وحشمة، بل بكل ميوعة وانفتاح، وإن لمشاهد الاختلاط بين الجنسين مفاسد كثيرة، تتكرس أكثر حين يشاهد المراهق خصوصا أبطاله المزعومين من الجنسين وهم يضحكون ويتبادلون الكلام اللطيف دون أدنى حياء، فيهوّن هذا المنكر العظيم في النفوس، ويصير عدم الاختلاط هو الأمر غير العادى، وهنا يكون ما بعد الاختلاط من الإفساد أهون وأسهل، ومن أهدافها أيضا هو تشجيع ثقافة العُري للمرأة بين أفراد الأسرة، وتشجيع ثقافة التبرج والعري، والتعطر والزينة خارج البيت.

ولا تتعلق ثقافة العُري بالخروج من المنزل، بل نجد اللباس القصير والضيق وغير اللائق من لوازم أناقة الممثلة أمام محارمها أيضا داخل البيت حسب الدور الذي تلعبه في المسلسل فتلبس البنت أمام والدها وأخيها ما لا يجوز أن تلبسه المسلمة أمام امرأة من بنات جنسها، ولن يكتمل جمال البطلة دون الزينة التي تضعها على وجهها، ورشّات العطر التي عليها أن تفوح وتترك أثرا خلفها، وحين تتكرر الصورة من مسلسل لآخر، يصبح العُري ثقافة عادية، والتعطر والزينة قبل الخروج من مكملات الأنوثة، ولا يهم إن كان أمام المحارم أو غيرهم، ولا يهم أيضا إن كان داخل البيت أو خارجه، فنجد المراهقة تقتدي بجزء أو أجزاء من تلك المشاهد المصدرة إلينا لأن ترسب الأفكار يولد لدينا التعود والقَبول، ولقد عاد تصدير مثل هذه النماذج الدخيلة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *