Share Button
فى طريق النور ومع الإنسان ما بين الزواج والطلاق ” جزء 2 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع الإنسان ما بين الزواج والطلاق، ومن فوائد النكاح أيضا هو حصول الأجر والثواب أولا بإعفاف النفس، وأجر آخر بإعفاف المرأة، وثالثا بالإنفاق عليها، ورابعا بالقيام بحقوقها، وخامسا بابتغاء الولد، وسادسا وهو أجر تربيته، والولد الصالح يدعو لك، وهكذا كلما زادت النية زاد الأجر، والأجر على قدر النية والعمل، وهو سبب للغنى وكثرة الرزق، وليس كما يتوهم الماديون ضعاف التوكل، حيث قال تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النور ” وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ” فلا صحة لما يقوله هؤلاء اليوم إن الزواج مسؤوليات مادية مرهقة لا طاقة للناس للقيام بها.
لكن متى يكون الزواج ميسرا يأتي بالمال؟ إذا كان كما أمر الله وشرع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح الذي يريد العفاف، فإذا أراد العبد العفاف، وأراد وجه الله تعالى، سهل الله له الطرق، ولو كان فقيرا، فساعده الناس، فقدم له هذا هدية، وراعاه هذا في المهر، وأعانه هذا بشيء من تكاليف الزواج، وتنازل له هذا عن شيء من الديون، وهكذا وهكذا، قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه “أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى” ويتبين مما سبق أن ظاهرة عزوف كثير من الشباب اليوم ذكورا وإناثا عن الزواج بحجة إكمال الدراسة مثلا، أن حجتهم داحضة عند ربهم.
فإنه إذا خشي على نفسه الوقوع في الحرام، أو وقع فيه فعلا فلا مناص له من إعفاف نفسه، وهذا الزواج يسبب من الراحة النفسية، وتفرغ الفكر، واطمئنان القلب، ما يعين على أمور الدنيا، وماذا ينفع المرأة مثلا إذا أكملت دراستها التي ليست بحاجة إليها وفاتتها سعادة النكاح، ولذة الأولاد، فلا تذكر بعد موتها، وهذا لا يعني عدم إعداد العدة للزواج، والاجتراء عليه دون أخذ الأسباب، فلابد من أخذ الأسباب، أما الذين لا يقدرون المسؤولية، ويريدون أن يتزوجوا دون أخذ بالأسباب الشرعية فإنهم أناس متهورون ينبغي عليهم أن يتعقلوا، لكن إذا صدقوا الله، وأخذوا بالأسباب فإن الله في عونهم ولا شك، وإن من الظلم الحاصل في المجتمع اليوم عضل المرأة.
وهو حبسها عن النكاح ممن تريد الزواج به دون سبب شرعي، وهذا الأمر الذي ورد النهي عنه في الكتاب العزيز فى سورة البقرة، كما قال الله تعالى ” فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ” وقد نزلت في شأن المطلقات، وهي عامة في مدلولها بعدم منع المرأة من الزواج بمن تريد الزواج به إذا كان كفؤا لها دينا وخلقا وهؤلاء الأولياء الذين يحبسون النساء مخالفون لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” ويجب علينا جميعا أن نتأمل الفتنة التي حصلت اليوم من الاتصالات المحرمة وغيرها، والفساد العريض الذي نشأ، بسبب حبس الأولياء لبناتهم.
أو أخواتهم عن نكاح الكفء الذي يتقدم إليها وهي تريده، فإذا كان الخاطب كفأ، ورضيته المخطوبة، ومنعها الولي، ففي منعه ثلاث جنايات، الأولى هى معصيته أمر الله ورسوله كما في الآية والحديث المتقدمين، لأن منع الخاطب من حق أعطاه الله ورسوله إياه معصية ولا شك وظلم، فالله أعطى الخاطب حقا إذا تقدم يرضى دينه وخلقه فحقه أن يزوج، فإذا منعه الولي من حقه، وعضل المرأة فهو ظالم لكل منهما، وقال العلماء إذا امتنع الولي من تزويج الكفء سقطت ولايته، وصارت الولاية لمن بعده، وإذا تكرر ذلك منه، يرد هذا وهذا وهذا، صار فاسقا عند العلماء، ناقص الإيمان والدين، حتى قال كثير من أهل العلم عنه لا تقبل شهادته، ولا تصح إمامته، ولا ولايته.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
١
تعليق واحد
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *