Share Button
فى طريق النور ومع الإنسان ما بين المبادئ والقيم ” جزء 4 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع الإنسان ما بين المبادئ والقيم، فقيل بعدما فرغ من أصحاب الجمل دخل ابن طلحة على الإمام علي فرحب به، وقال “إني لأرجو يقول علي لعمران بن طلحة إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله ” ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” وجاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على الإمام علي فحجبه طويلا، فقال ابن جرموز أى يعني يحتج أما أهل البلاء فتجفوهم، فقال الإمام علي “بفيك التراب لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال “بشر قاتل ابن صفية بالنار” رواه أحمد، وهذا ابن جرموز قتل الزبير، مع أن الزبير اعتزل وخرج ما رضي أن يشترك في المعركة، لكن هذا عمد إليه فقتله.
والزبير بن العوام حواري النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الإمام علي لابن جرموز “بفيك التراب، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله “ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” وقيل أن الإمام على رضى الله عنه كان يقول “إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله فيهم ” ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” فكان مهما حصل بينهم من خلاف بسرعة يفيؤون ويرجعون، وقال زيد بن أسلم دخل على أبي دجانة وهو مريض وكان وجهه يتهلل، فقيل له مال لوجهك يتهلل؟ فقال ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين، يعني أرجو بهما الله وأنا على فراش الموت.
ألقى الله وأنا أرجو ثواب هذين العملين، أحسن أعمالي وأوثق أعمالي، ما هما؟ قال “كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما، ودرج على هذا الأئمة الأعلام، والعلماء العاملون، والصلحاء والأخيار من هذه الأمة يطهرون قلوبهم من كل حقد وحسد، ولا يجعلون له موضعا في نفوسهم، مهما حصل، ومهما كانت القصة يسامحون ويغفرون، وهذا مثل من المتأخرين، فقال الذهبي رحمه الله، قيل إن أبا إسحاق نزع عمامته وكانت بعشرين دينارا ويعني أنها عمامة نفيسة، وتوضأ في دجلة، أى نزل يتوضأ في دجلة وترك العمامة على جنب، فجاء لص فأخذها وترك عمامة رديئة بدلا منها أى ترك عمامة رديئة بدل العمامة الجيدة.
فطلع الشيخ فلبسها، وما شعر حتى سألوه، وهو يدرس، لبسها عن عمامته، يعني أشعروه، فقال بكل بساطة لعل الذي أخذها محتاج، ولأن الجنة لا يصلح أن يدخلها إلا من كان قلبه سليما نظيفا تماما، فإن الله لا يدخل أهل الجنة الجنة إلا بعد أن ينقوا ويهذبوا، وتكون صدورهم سليمة، وقال النبى صلى الله عليه وسلم مبينا هذا صفة أهل الجنة ” أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على أثرهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض ولا تحاسد” رواه البخاري، فأهل الجنة إذن لا اختلاف بينهم ولا تباغض ولا تحاسد، فيصعب أن نقول لا يمكن لإنسان.
أن يزعل من تصرف من أخيه أبدا، هذا شيء غير واقعي، في الواقع مخالف، لا يمكن مهما حاولت لا بد أن تفاجأ يوما من الأيام بتصرف يغضبك أو كلمة تجرحك، لكن ما هو الفرق بين الموجدة وبين الحقد؟ فالموجدة هو أن يجد الإنسان في نفسه شيئا من تصرف تصرفه أخوه، والإحساس بالمؤلم، والعلم به، وتحرك النفس في رفعه، فإذا ما تألمت لتصرف يغضبك ما عندك إحساس، طبيعي أن تتألم، وأما الحقد فهو إضمار الشر وتوقعه في كل وقت، فلا يزايل القلب أثره فدائما الحقد موجود، والموجدة مجرد إحساس بالألم والتصرف، والموجدة سريعة الزوال، والحقد بطيء الزوال، لا يكاد يزول، والحقد لما يناله منك، أما الموجدة لما ينالك أنت منه.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏أثاث‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *