Share Button
فى طريق النور ومع الإنسان ما بين المبادئ والقيم ” جزء 3 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الإنسان ما بين المبادئ والقيم، فإن الزيارة تقرب، ولو ما أزالت الشحناء كلها تزيل بعضها، وكذلك المصارحة تحدث في الزيارة واللقاء، إذن أنت إذا سعيت إلى الالتقاء فيه وزيارته، هذا من علاجات قضية الموجدة التي يجدها أحدنا في نفسه على الآخر، وقد جاء في قصة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما بيان قضية المصارحة، فقد جاء فيها عمر “وكنت أوجد مني عليه على عثمان” قال عمر فلبثت ليال بعد كلامي مع أبي بكر الصديق، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر” لاحظ الآن الكلام هذا مهم، يقول عمر “فلقيني أبو بكر فقال” فهذه المصارحة.
فيقول “لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك” أبو بكر يقول لعمر يا عمر لعلك وجدت علي، أخذت في نفسك موجدة “لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك، وسكت، قلت نعم” يقول عمر نعم، الصراحة وجدت في نفسي عليك “قال أبو بكر فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت” يعني الذي منعني من الجواب والإجابة والكلام “إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها” يعني ذكر حفصة، وصلني خبر خاص أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة، يعني يريد أن يتقدم لحفصة “فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لقبلتها” رواه البخاري.
فهل بقي في نفس عمر بن الخطاب شيء؟ فإن المصارحة مهمة، وكذلك من علاجات الحقد إزالة الأحقاد بالاعتذار والمعاتبة، فالمعاتبة على من أخطأ عليه، يعاتب أخاه يقول له يا أخي أخطأت علي، وجدت في نفسي عليك لما فعلت كذا وكذا، وأنا من باب المصارحة والمفاتحة، ولا أريد أن يبقي في نفسي شيء، برر لي فعلك، أعطني شيئا، وجدت في نفسي عليك لما فعلت كذا، لا تكتم لأن الكتمان باب الحقد، أول ما تكتم هذا في نفسك يزيد مع الزمن، ويزيد، وكل تصرف زيادة نقطة في الإناء حتى يطفح قلبك بالحقد على أخيك، لا تكتم المسألة حتى تنفجر، صارح أولا بأول، وعاتب يا أخي، المعاتبة مهمة، وهناك فرق بين العتاب والتوبيخ.
فلا توبخ وتعنف، فيه فرق بين العتاب والتوبيخ، فإن العتاب لطيف بأسلوب مؤدب، مفاتحة تبين لأخيك ما وقع منه تجاهك مما لا يرضيك ومما أغضبك ومما آلمك، وأما التوبيخ فهو سب وتشهير وتقذيع في الألفاظ، لا يزيد الأمر إلا تعقيدا، ولا يزيد صدر أخيك عليك إلا إيغارا، ولا يحل المشكلة، وكذلك من العلاجات هو الاعتذار لمن أخطأ، يعني لو واحد عاتبك وأنت عرفت أنك مخطئ ماذا تفعل؟ اعتذر يا أخي، قل سامحني لعلي أغضبتك، سامحني لم أكن أقصد إغضابك، زلة لساني، والله ليس من قلبي أن فعلت كذا، أو لم أقصد هذا الظن الذي أنت ظننته، لم أقصد بتصرفي في هذا، وإذا أنت أخطأت اعتذر، بين موقفك إذا ما كنت مخطئا.
وإذا كنت مخطئا اعتذر، وإن المحبة تزيل الحقد، وتزيل العداوة والبغضاء، وأيضا الدعاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه “رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي “رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد، ومعنى السخيمة أى الحقد في النفس، فمن دعائه صلى الله عليه وسلم “واسلل سخيمة قلبي” وقيل دخل عمران بن طلحة بن عبيد الله على الإمام علي بن أبى طالب ومعلوم أن طلحة خرج في موقعة الجمل ضد الإمام علي، وصحابة اجتهدوا في فتنة نمسك ألسنتنا عنهم، بعدما فرغ من أصحاب الجمل دخل ابن طلحة على الإمام علي فرحب به.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *