Share Button
فى طريق النور ومع الإنسان ما بين المبادئ والقيم ” جزء 1 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
إن سلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها، حيث قال الله تعالى فى سورة الحجر ” ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” فإن أهل الجنة لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا، فإن سلامة الصدر، وسلامة القلب، وطهارته من الغل والحقد للمسلم، هذه راحة ونعمة ولذلك أكدت عليها الشريعة، حتى يعيش الناس في بحبوحة من أمرهم، وفي سلامة وعافية، فإن سلامة صدر المسلم لأخيه من أعظم الأسباب لتحقيق ذلك، وهذه مسألة صعبة ولا شك، فإن الإنسان قد يحسن مكابدة الليل، وقيام ساعاته، ولكنه قد لا يستطيع أن يزيل من قلبه كل شيء فيه على إخوانه.
وقد وصف العلماء رحمهم الله أخلاق أهل العلم فقال لا مداهن، ولا مشاحن ولا مختال ولا حسود ولا حقود ولا سفيه ولا جاف ولا فظ ولا غليظ، ولا طعان ولا لعان، ولا مغتاب، ولا سباب، يخالط من الإخوان من عاونه على طاعة ربه، ونهاه عما يكره مولاه، ويخالط بالجميل من لا يأمن شره، إبقاء على دينه، سليم القلب للعباد من الغل والحسد، يغلب على قلبه حسن الظن بالمؤمنين، في كل ما أمكن فيه العذر، لا يحب زوال النعم عن أحد من العباد، فهذا دأب طالب العالم، والداعي إلى الله، والمتمسك بالدين، هذا حاله وهذا خلقه، وإن الشريعة الإسلامية جاءت فيما جاءت به إصلاح ذات البين لأجل أن تكون العلاقة بين المؤمنين على أحسن ما يمكن.
وأمر الله تعالى بإصلاح ذات البين لأجل حفظ سلامة الصدور، وجاءت الشريعة بكل الأمور التي تكفل سلامة صدر المسلم لأخيه، كما قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم” كل هذه الإجراءات لسلامة الصدور، وإن سلامة الصدر مطلب شرعي، وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد، ولقد كثر اليوم في الناس الشحناء، وصارت الأحقاد في القلوب كثيرة، لقد صرنا نجد تقطع العلاقات، وتجهم الوجوه.
وحمل الناس في قلوب بعضهم على بعض، مع أن هذه الشريعة قد جاءت فيما جاءت به تصفية القلوب والنفوس، ومراعاة المشاعر، فقد علم الله تعالى أن بعض الناس إذا استأذن فلم يؤذن له، وقيل له ارجع أنه قد يجد في نفسه، على أخيه صاحب البيت، فقال الله تعالى معزيا، ومسليا، حتى يرجع المؤمن ونفسه راضية عن أخيه المؤمن، فقال تعالى ” فارجعوا هو ازكى لكم” فسلاه وعزاه بالتزكية التي تحصل له في قلبه، إذا رجع لما يقال له ارجع، ولذلك كان بعض السلف، يفرح إذا قيل له ارجع، ولم يؤذن له بالدخول لأنه يريد موعود الله بحصول التزكية التي وعد الله هو أزكى لكم، فقد جاءت هذه الشريعة بالأمر بالتحاب بين المؤمنين.
وسلامة صدور بعضهم لبعض، فكونوا عباد الله إخوانا ووفرت الشريعة كل فرصة فيها تقوية لرابطة الأخوة، كما نهت عن كل أمر فيه إيذاء لهذه الرابطة، وإن من علامات الإيمان هو سلامة القلب للمؤمنين، وأن يكون قلب الإنسان سليما لأن صاحب القلب السليم هو الذي ينجو يوم الدين، والقلب السليم؟ هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد، والشح الكبر وحب الدنيا والرياسة، فسلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبر الله، ومن كل شهوة تعارض أمر الله، وسلم من كل إرادة تزاحم مراد الله، وسلم من كل قاطع يقطع عن الله، فينبغي أن ننصح أنفسنا وخصوصا الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا..؟
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *