Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع الإهتمام بالتربية والتعليم، وإن الغاية العظمى من الخلق والإيجاد هو قول الله تعالى فى سورة الذاريات ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” وهكذا فإن حصر الحكمة من خلق الجن والإنس في شيء واحد، وهو أنهم يعبدونه، فالحكمة من خلق المخلوقات هي عبادة الله سبحانه وتعالى، فخلق الله الجن والإنس للعبادة، وخلق كل الأشياء لمصالحهم، وسخرها لهم ليستعينوا بها على عبادته سبحانه وتعالى، وهكذا أيضا نجد أن الخصائص مشتركة في جميع جوانب الشريعة الإسلامية والتربية الإسلامية، فخصائص الشريعة الإسلامية، والتربية الإسلامية، مشتركة.
كما اتفق عليها المختصون، فكل منهما إلهية أو ربانية المصدر، فهي تختلف عن القوانين والأنظمة الوضعية التي صدرت عن البشر، بأنها تخلو من النقص، والعيب، والقصور، والجور، والظلم، صالحة لكل زمان ومكان، وهي للبشرية كافة على اختلاف أعراقهم وأجناسهم وألوانهم، شاملة لكل شؤون وجوانب حياة الإنسان منذ نعومة أظافره حتى يصبح شيخا كبيرا، محفوظة من التغيير والتبديل، فالله سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم، وبالتالي حفظ أحكام وقوانين هذه الشريعة، وهي شريعة واقعية تراعي حالة الناس وظروفهم، والهدف منها إسعاد الناس ووصولهم إلى الراحة والطمأنينة في كافة جوانب حياتهم، وكاملة لا تحتاج إلى تكميل أو تعديل.
حيث قال تعالى فى سورة المائدة ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام” ولتوضيح تميز الشخصية الإسلامية تبعا للتربية الإسلامية، نأخذ مثالا من حياة الصحابة الذين عاشوا طرفا من حياتهم في الجاهلية، وعاشوا بعد ذلك بقية حياتهم في الإسلام، فنلاحظ أن شخصية الواحد منهم بعد الإسلام تختلف كل الاختلاف عما كانت عليه في الجاهلية، ولا يوجد أحد ينكر هذه الحقيقة، وحيث إن الشخص الواحد تقلب في شخصيتين متغايرتين، فإن تغييرا جوهريا قد حدث له، ولم يكن موضوعه الدم واللحم ولا الطول ولا القصر، ولا الشكل ولا اللون، إنما كان موضوعه العقلية والنفسية فحسب، فقديما كان يفكر بعقلية الجاهلية.
وبعد اعتناقه الإسلام ومروره في التربية الإسلامية، أصبح يفكر بطريقة جديدة، وصارت عقليته عقلية إسلامية، لقد كان ميله إلى الأشياء أيام الجاهلية ميلا جاهليا، لكنه بعد الإسلام صار يميل إلى الأشياء والحاجات ميلا إسلاميا، فهما الشريعة والتربية الإسلامية، يشتركان في المصادر، والأهداف، والخصائص، والأسس، والأساليب، والوسائل، وحتى الوسائط، وأيضا يجب المحافظة على نقاء الفطرة الإنسانية، فالإنسان يولد على الفطرة النقية، لقوله تعالى ” ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها” فالتربية الإسلامية تطهر نفس الفرد بالتقوى والبُعد عن المعاصي للحفاظ على هذا النقاء، وتقوم بصرف رغباته بما يناسبها.
كتشريعه للصوم لمن لا يمكنه الزواج، وصرف أوقات فراغهم بما هو مفيد لهم ولأمتهم، وكما يجب توجيه الإنسان نحو الخير بما تقدمه للإنسان من تشريعات تجعله رحيما ساعيا للخير، لقوله تعالى ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” ومن ذلك أنها جعلت معيار التفاضل بينهم هو التقوى والعمل الصالح، كما أنها توجه نحو القيم التي تكفل لهم الفوز في الدنيا والآخرة، كالإخلاص، ومراقبة الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه، ومنه قوله تعالى ” وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة” وكما يجب التحلى بالصبر، والصدق، حيث تقوم التربية الإسلامية على الاستمرارية فهي لا تنتهي بزمن معين أو تتوقف عنده، فهي تمتد من الولادة إلى الموت.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *