Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع التخطيط والهجرة النبوية، ما أحوجنا إلى التخطيط في كل مجالات حياتنا اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم، وليس سرا أن من أهم أسباب ضعف المسلمين اليوم وتأخرهم، هو عدم التخطيط في كل شئون حياتهم، في الوقت الذي سبقنا فيه أعداؤنا بتخطيطهم المتقن والبارع في كل مجالاتهم، ويُعد التخطيط ضرورة من ضرورات الحياة للإنسان، وذلك بسبب خوفه المستمر من المجهول، والأخطار، والكوارث التي تحدق به، لذا حتمت عليه الظروف توخي الحيطة والحذر لمواجهة ذلك المجهول، فبدأ يخطط لنشاطاته المختلفة للتغلب على ذلك المجهول وما يتعلق به من متغيرات وتقلبات في ظروف البيئة الطبيعية التي يعيش فيها.
من تعاقب الليل والنهار، وتتابع الفصول الأربعة صيفا وشتاء، وربيعا وخريفا لذا فالإنسان يهدف بالتخطيط إلى تنظيم شؤون حياته، ولتطويع المستقبل المجهول لأهدافه وأغراضه، ويعتبر التخطيط من أهم الوظائف الإدارية بالمقارنة مع بقية الوظائف الأخرى كالتنظيم والتوجيه والرقابة، والتخطيط يسبق أي عمل تنفيذي آخر، فمن خلال التخطيط نستطيع أن ننفذ أي بقية الوظائف الإدارية الأخرى، لذا تعد عملية التخطيط من أهم وظائف المدير في أي منظمة، من خلال التخطيط يتم تحديد أهداف المنظمة ورسالتها، عن طريق إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقييم مجموعة من الخطط والبرامج لتحقيق نتائج معينة باستخدام إمكانيات وموارد محددة في ظل ظروف بيئية قائمة.
فلنأخذ من سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وهجرته صلى الله عليه وسلم دروسا وعبرا، فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم ” لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب” فإن الأخذ بالأسباب والتخطيط فرض، وترك الأسباب معصية، والاعتماد على الأسباب شرك، فاللهم إنا نسألك أن توفقنا للأخذ بالأسباب ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك فنضل ضلالا مبينا، ونحن نعيش ذكريات الهجرة النبوية المباركة، علينا أن نستلهم منها الدروس والعبر، ونأخذ من ماضينا لحاضرنا، وذلك كي تستقيم حياتنا، وتستقر أحوالنا، ومن بين هذه الدروس التي ظهرت جليا في الهجرة المباركة هو التخطيط للعمل، والتخطيط هو تحديد الأهداف المراد تحقيقها.
ورسم خط السير إليها، وتحديد الوسائل المعينة، فالتخطيط لأي عمل، سبب رئيسي من أسباب نجاحه، بل أصبح هو مفتاح التقدم والرفاهية، ولم يعد ممكنا تحقيق أي هدف دون تخطيط مسبق له، فكيف خطط رسول الله صلى الله عليه وسلم للهجرة النبوية المباركة، وكيف استطاع بحسن تخطيطه لها، وتوكله على الله، أن يفلت من أيدي الكفار، ويرد كيدهم، ويفشل مخططهم ويصل إلى المدينة دار هجرته سالما، ويقيم دولة الإسلام، ولقد خطط رسول الله صلى الله عليه وسلم لهجرته، وعمل بجوارحه بالأسباب مع توكل قلبه على الله، وأول مراحل التخطيط، هو ذهابه صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر في وقت الظهيرة ، كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها.
“فبينا نحن يوما جلوس فى بيتنا فى نحر الظهيرة” فالرسول صلى الله عليه وسلم يخطط لتحركاته، فيخفي أمره عن أعدائه، فيذهب إلى أبي بكر رفيقه في الرحلة في وقت قل من يراه فيه، ليتخفى عنهم، لأن الناس في وقت الظهيرة وشدة الحر، يلزمون بيوتهم، وكذلك تغطية وجهه، وإخفاء ملامحه كما في قول السيدة عائشة “مقبلا متقنعا، فى ساعة لم يكن يأتينا فيها” هو أيضا زيادة في التخفي عن أعين الأعداء وأمره صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بإخراج من في بيته من غير أهله، كما في قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الحديث “فقال حين دخل لأبى بكر “أخرج من عندك” وهذا أيضا من التخطيط لنجاح العمل، وهو السرية التامة.
Peut être une image de 1 personne, position debout, intérieur, piscine et texte qui dit ’RED MI NOTE9 PROJ AI QUAD CAMERA’
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *