Share Button

فى طريق النور ومع التقوي مفاتيح الفرج ” جزء 2″

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع التقوي مفاتيح الفرج، فإذا أصابك همّ أو غمّ من مرض أو دين أو أزمة أو غير ذلك من مصائب الدنيا فأكثر من لا إله إلا الله، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وأكثر من قول إنا لله وإن إليه راجعون، فذكر الله يُذهب الهم، ويُزيل الغم، ومن مفاتيح الفرج هو الاستغفار، فأكثروا من الاستغفار، فإن الاستغفار سبب لتفريج الهموم والغموم، فقد قال الله سبحانه عن نبى الله نوح أنه قال لقومه ” فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين” فأكثروا من الاستغفار، فالاستغفار المقارن للتوبة والإقلاع والندم توبة صادقة، فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا”

 

فمن واظب ولازم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن مفاتيح الفرج هو إعانة المحتاجين، والقيام على المعوذين من المساكين والأرامل والفقراء وغير ذلك، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربه من كرب الآخره ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة” فالقيام على المحتاجين وإعانتهم ومساعدتهم، وقضاء حوائجهم، وتسديد ديونهم سبب لتفريج الكربات وإغاثة اللهفات، ومن ذلكم بر الوالدين، والإحسان إليهما وإدخال السرور عليهما فقد قال الله تعالى فى كتابه ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”

 

ومن ذلك الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، فجاء أحدهم وقال اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فدعا الله تعالى وتوسل إليه فانفرج عنهم ذلك، وإن بر الوالدين من أسباب تفريج الكربات، وإزالة الأزمات، فإذا أردت أن تعرف رضا ربك عنك فانظر إلى برّك لوالديك، وإذا أردت أن تنظر إلى حُسن مستقبلك، وجميل عاقبتك فانظر إلى برك بوالديك، فرضى الله في رضى الوالدين، ومن ذلكم أيضا هو رد المظالم والحقوق إلى أهلها، وإعطائهم حقهم، فإن ذلك سبب لتفريج الكربات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدّين ” من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه” فأدووا الحقوق إلى أهلها، وأعطوهم حقوقهم من زوجة وولد.

 

وعمال وخدم وغير ذلك، فقد تحرم الخير ويستمر فيك الهم والغم والقلق بدعوة مظلوم عليك، وإلى أن بعض الناس الذين تركوا أعمالا محرمة، مثل بعض الأعمال التى بها الشبهات ووظائفها لم يعثروا على وظائف، وبقوا فترات طويلة بدون عمل حتى وقع بهم الشك والحيرة، اين قول الله تعالى ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” ويقول أنا اتقيت الله فخرجت من العمل المحرم ولكني لم أجد عملا؟ فنقول إنك اتقيت الله في عمل واحد من أعمال حياتك، وهو خروجك من العمل المحرم، ولكنك ربما لا تزال مقيما على أعمال كثيرة محرمة، ربما أنك تمشي إلى معصية الله، وتنظر إلى معصية الله، وتسمع معصية الله، فكيف بعد ذلك تقول إن الله يقول.

 

” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” فأنت لم تتقى الله إلا في شيء واحد، أين تقوى الله في بقية الأشياء؟ إذن أخلص لله واترك جميع المعاصي، والله لا بد أن يجعل لك مخرجا وفرجا لأنه وعد في الآية، لكن تقوى الله واسعة عامة، ويا أيها الشاب الذي تتعرض للفتن من كل جانب، وتلقى العنت والمشاق في الصبر على الشهوات، وأنت تصبر عن الحرام، وتدافع تلك الخطرات، يحيط بك هم العثور على الفتاة المستقيمة، وهم توفير المهر والزينة، اصبر فإن الله مع المحسنين، وكما فرج الله لغيرك، فسيفرج لك، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فسبحانه القائل ” إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله” ويا من اضطر لطلاق زوجته في ذات الله وإرضاء لله.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *