Share Button
فى طريق النور ومع الحصين بن نمير الأنصاري ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع الحصين بن نمير الأنصاري، لكن في اليوم التالي عندما اكتشف هربه خرج أهل حمص باحثين عنه، وقد عُثر عليه وقتل في النهاية، ومع هذا فقد استطاع زفر وناتل وهما أميرا قنسرين وفلسطين، الهرب والنجاة، وعن الحصين بن نمير فإن هناك أختلافات في وفاته فمن الإخباريين من قال أنه قُتل من قبل إبراهيم بن الأشتر النخعي متأثرا بجراح أصابته ومنهم قال أنه قُتل خلال ثورة المختار الثقفي، وأما عن إبراهيم الأشتر، فهو إبراهيم بن مالك الأشتر بن الحارث النخعي، وهو قائد إسلامي عسكري وسياسي، من أصحاب المختار الثقفي، وهو قاتل عبيد الله بن زياد الذي قتل الحسين بن علي بن أبي طالب سبط النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد كان والده الأشتر النخعي قائدا إسلاميا بارزا، وقد عرف عنه خوضه الكثير من المعارك مع الخليفة علي بن أبي طالب وكان إبراهيم مع أبيه غلاما حين قاتل في وقعة صفين وكان لهذا الأثر الكبير في حياة إبراهيم فيما بعد ضد الأمويين، وقد قال أصحاب المختار، يا مختار إن أجابنا إلى أمرنا إبراهيم بن الأشتر رجونا القوة على عدونا، فإنه فتى رئيس وابن رجل شريف، وله عشيرة ذات عز وعدد، فخرجوا إلى إبراهيم وسألوه مساعدتهم، فأجابهم إلى الطلب بدم الحسين بن علي، فبعث المختار إبراهيم في سبعمائة فارس و ستمائة رجل في بعض المصادر, لقتال عبيد الله بن زياد ، فحمل إبراهيم على القوم وهو يقول اللهم إنك تعلم إنا غضبنا لأهل بيت نبيك.
ثرنا لهم على هؤلاء القوم، فقاتل قتالا شديدا حتى قتل عبيد الله بن زياد وانهزم جيشه، وشهد مع المختار الثقفي الكثير من الوقائع والمعارك وقد ولي له بعض الولايات وقاد جيوشه في مواطن عديدة وكان المختار يعتمد عليه ويثق به، ودارت معركة طاحنة بين عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي و إبراهيم بن مالك الأشتر ثم قتل فيها عام واحد وسبعين من الهجرة، ودفن في مدينة الدجيل التي كانت تدعى بالإبراهيمية نسبةً إليه، وأما عن المختار الثقفى، فهو المختار بن أبي عبيد، وهو قائد عسكري طالب بدم الإمام الحسين بن علي وقتل جمعا من قتلته، ممن كان بالكوفة وغيرها أمثال عمر بن سعد، وعبيد الله بن زياد، وحرملة بن كاهل، وشمر بن ذي الجوشن، وغيرهم.
وقد سيطر على الحكم بالكوفة ورفع شعار، يا لثارات الحسين، وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق، وقد قتل في الكوفة عام سبعة وستين للهجرة، على يد جيش مصعب بن الزبير، وقد قتله أخوان من بني حنيفة أحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة، وقد دفن في الكوفة قرب مسجدها وكان لثورة المختار دور كبير في نشر التشيع وتوسيع رقعته، ويعتقد المسلمون السنة أنه الكاذب الذي قصده النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حديثه الذي قال فيه ” إن في ثقيف كذابا ومبيرا” إلا أن بعض رواة الحديث من الشيعة ذهبوا إلى أن الكذاب المقصود بالحديث هو الحجاج الثقفي وليس المختار الثقفي.
وهكذا فإن المقصود بهذا الحديث مختلف عليه بين طوائف المسلمين، والحصين بن نمير، كان في أربعة ألاف مقاتل، وكان صاحب شرطة ابن زياد، وهو الذي أخذ قيس بن مسهر وبعث به إلى ابن زياد فاستشهد، وهو الذي عهد إليه ابن زياد حراسة سكك الكوفة لئلا يخرج منها مسلم بن عقيل أو أحد من أصحابه، وهو الذي أرسله ابن زياد في ألف فارس يرصد الإمام ويسايره في الطريق، لئلا يسمع بخبر مسلم فيرجع ولا يقتل، وهو الذي قتل حبيب بن مظاهر الأسدي رحمه الله، وهو الذي كان على الرماة، فلما رأى صبر أصحاب الإمام رضى الله عنه، تقدّم إلى أصحابه، وكانوا خمسمائة نابل، أن يرشقوا أصحاب الإمام بالنبل، فرشقوهم.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *