Share Button
فى طريق النور ومع الحصين بن نمير الأنصاري ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الحصين بن نمير الأنصاري، وحاصر عبد الله بن الزبير وضرب الكعبة بالمنجنيق، وأما عن مسلم بن عقبة بن رباح المري الغطفاني، فكان قائد الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية في موقعة الحرة، ولاتوجد تفاصيل كثيرة عن نشأته و حياته وقد توفي وهو في طريقة إلى مكة المكرمة لقمع ثورة عبد الله بن الزبير، وهو قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، وقد أدرك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وشهد صفين مع معاوية وكان فيها على الرجالة، وقلعت بها عينه، وولاه يزيد بن معاوية قيادة الجيش الذي أرسله للانتقام من أهل المدينة بعد أن أخرجوا عامله منها، وقد بلغ يزيد أن أهل المدينة خلعوه ولحقوا بعبد الله بن الزبير.
فجهز جيشا قوامه ستة آلاف مقاتل على رأسهم مسلم بن عقبة، وأمر يزيد مسلم أن يتكلم مع أهل المدينة فإن هم رفضوا استباح بلادهم لثلاثة أيام وقد أسرف مسلم في أهل المدينة قتلا فسماه أهل الحجاز مسرفا، ولزمه هذا الاسم حتى ليقال فيه مسرف بن عقبة، ثم رُفع القتل وأخذ ممن بقي فيها البيعة ليزيد، وتوفي بعد ثلاث أيام من غزوه للمدينة في طريقه إلى مكة، وقد ورد عنه أنه قال “اللهم، إنه لم يكن قوم أحب إليّ أن أقاتلهم من قوم خلعوا أمير المؤمنين، ونصبوا له الحرب، اللهم فكما أقررت عيني من أهل المدينة فأبقني حتى تقر عيني من ابن الزبير” وقد تولى إمارة الجيش بعد وفاته الحصين بن النمير السكوني الكندي.
وقد قاتل الحصين بن نمير في ثورة التوابين، وثورة التوابين هي أول ثورة قامت بعد واقعة كربلاء بهدف الثأر للحسين وأصحابه الذين قتلوا هناك، وقد كانت بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي عام خمسة وستين من الهجرة، وهو الذى قتل حبيب بن مظاهر الأسدي وعلق رأسه على رقبه حصانه، وكان حبيب بن مظاهر الأسدي من أصحاب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد شهد مع الإمام علي بن أبي طالب، جميع المشاهد التي حدثت إبان خلافته، وكان هو زعيم بني أسد وكان عمره يوم الطف خمسة وسبعون عاما، وله ولد يسمى القاسم وهو الذى قتل قاتل ابيه لاحقا، وكان يتردد على الإمام علي بن أبي طالب بعد كل حرب.
فيسأله عن موعد الشهادة خصوصا بعد أن رأى أصحابه قد سقطوا شهداء الواحد تلو الآخر في المعارك المتتالية فما كان جواب علي إلا أن الشهادة ستنالها يا حبيب، وكانت رسالة الحسين بن على رضى الله عنه معه، وكان فيها ” من الحسين بن علي إلى الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر، أما بعد، ياحبيب فأنت تعلم قرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت اعرف بنا من غيرك وأنت ذو شيمة وغيرة فلا تبخل علينا بنفسك يجازيك جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ” ثم أرسله إلى حبيب، وكان حبيب بن مظاهر، جالسا مع زوجته وبين ايديهما طعام يأكلان إذ غصت زوجته من الطعام فقالت الله أكبر يا حبيب، الساعة يرد كتاب كريم من رجل كريم.
فبينما هي في الكلام وإذا بطارق يطرق الباب، فخرج إليه حبيب وقال، من الطارق؟ قال، أنا رسول وقاصد الحسين إليك فقال حبيب، الله أكبر صدقت الحرة بما قالت، ثم ناوله الكتاب ففضه وقرأه فسألته زوجته عن الخبر فأخبرها، فبكت وقالت بالله عليك يا حبيب لا تقصر عن نصرة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ” أجل حتى اقتل بين يديه فتصبغ شيبتي من دم نحري” وكان حبيب يريد أن يكتم أمره على عشيرته وبني عمه لئلا يعلم به أحد خوفا من عبيد الله ابن زياد، فبينما حبيب ينظر في أموره وحوائجه واللحوق بالحسين إذ أقبل بنو عمه إليه وقالوا يا حبيب بلغنا انك تريد ان تخرج لنصره الحسين ونحن لا نخليك ما لنا والدخول بين السلاطين.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *